المرأة وقوة الشخصية... الزهراء (عليها السلام) نموذجا
شبكة النبأ: تزامنا مع ميلاد سيدة نساء العالمين (عليها السلام) عقدت جمعية المودة والازدهار النسوية ندوة بعنوان (المرأة وقوة الشخصية... الزهراء (عليها السلام) نموذجاً) وذلك في يوم السبت 23 جمادي الثاني 1434هـ في مقرها الكائن مقابل جامعة كربلاء في كربلاء المقدسة.
استمرت الندوة مدة ساعتين وقد كان بين الحضور استاذات في الجامعة ومهندسات ومدرسات مدارس وحوزة وناشطات مثقفات من المهتمات بالحضور في هكذا مجالس لزيادة رصيدهن الثقافي.
ابتدأت الندوة بعد حمد الله والثناء عليه بإدارة مديرة الجمعية أم محسن معاش حيث تساءلت هل تحتاج المرأة الى قوة الشخصية وهل يتعارض مع الدور الموكول اليها كزوجة وكأم؟
واضافت معاش: دائما يكون الكلام عن السيدة الزهراء (ع) كمعصومة ومقامها الغيبي ولكننا اليوم نريد ان نرى شخصيتها (ع) كأمراة قوية الشخصية وضعت بصمتها واثرها في مجتمعها وعبر التاريخ رغم مرور 1400 ونيف من السنين.
وكانت محاور الندوة ثلاث محاور (من سمات قوة الشخصية) هي:
1- الثقة بالنفس.
2- التعبير عن الذات.
3- الدفاع عن المبادئ والقيم.
وكانت هناك مداخلات حول محاور الندوة:
حيث قالت الأخت هدى عبد الأمير: إن قوة الشخصية والثقة بالنفس تأتي من الإرادة والعزيمة للإنسان فكلما زادت إرادته وعزيمته زادت ثقته بنفسه.
وقالت الست جنان مدرسة علوم حياة: إن قوة الشخصية للمرأة تكون من العلم الذي تحمله أي مستوى تعليمها فكلما زاد علمها زادت ثقتها بنفسها وقد أعطت لذلك مثال علاقة مولاتنا الزهراء (ع) بأبيها، كيف كان يتعامل احد مع الآخر بمستوى معرفته وعلمه به. وقالت إن الشعور بالمسؤولية جزء مهم للثقة بالنفس ولذلك الزهراء (عليها السلام) خرجت وتكلمت مع القوم لشعورها بالمسؤولية.
وقالت رفاه مهدي : إن قوة الشخصية عند أهل البيت (عليهم السلام) كانت ناتجة من ذوبان ذاتهم في الله سبحانه وتعالى فكانوا مظهراً للذات الإلهية.
وقالت الأخت زينب عبد الحسين من طالبات دورة العلوم الدينية وموظفة: إن الوراثة تؤثر في تنشئة الفرد وقوة شخصيته وانتماءاته.
وقالت الست ميثاق ( مهندسة) بأن احد صفات قوة الشخصية خاصة في المرأة هي الحزم وهو"قابلية الشخص على وضع الأمور وفق نصابها الصحيح" وقالت يجب التمييز بين الحزم والعنف وتسخير الإمكانات وتطويعها بالوجه الصحيح، وليس من الضروري أن يكون بالعنف ممكن أن يكون باللين، وضربت مثالاً لذلك السيدة الزهراء (ع) ودورها في المجتمع وتعليم النساء.
ومما قالوه حول التعبير عن الذات انه يجب اختيار الأسلوب المناسب في التعبير عن الذات؛ فقد قالت آمنة علي من طالبات دورة العلوم الدينية : من الخطأ التعبير عن الذات وقت الغضب فالعصبية حالة سيئة تصل بالإنسان إلى ما لا يحب فعلى الإنسان أن يتسلح بالعفو والحلم.
وتناولت المحور الأخير (الدفاع عن المبادئ والقيم) رفاه مهدي ( ماجستير علم النفس)، حيث تحدثت في البداية عن صفات الإنسان الناجح وقالت: إن الإنسان الناجح يكون له مجموعة أدوار ويعرف أن يوازن بين هذه الأدوار، ويحتاج لذلك إلى نموذج يقتدي به، ويحتاج أيضاً إلى الإرادة التي تمكنه من أداء العمل كي ينجح، وأيضاً يحتاج إلى التنظيم وحسن الإدارة.
واضافت، وقد توفرت هذه الأدوار والصفات في الزهراء (عليها السلام) فالزهراء (ع) لها نموذج اقتدت به وهو والدها الأكرم (ص)، ووالدتها الكبرى (ع) في صبرها ووقوفها إلى جانب زوجها في دفاعه عن الدين.
وأشارت الى أدوار الزهراء (ع)، دورها كمجاهدة وقد جاهدت بأسلوبين مباشر وغير مباشر:
الأسلوب المباشر: 1) الخطبة التي كانت بمثابة المسيرة الرافضة للظلم (الدفاع المباشر).
2) أسلوب المعارضة ضد الظلم.
الأسلوب غير المباشر: مساندتها لأبيها وبعلها بأداء الحق.
وفي نهاية الندوة سألت مديرة الجمعية مجموعة أسئلة متعلقة بقوة الشخصية منها:
س/ هل تتعارض قوة الشخصية مع الحياء؟
وأجبن معظم الأخوات بأن الحياء من قوة الشخصية فالإنسان السليم نفسياً تكون العفة والحياء من سماته فالحياء هو "انقباض النفس عن القبائح".
س/ لماذا تحتاج المرأة الى قوة الشخصية ؟
فكانت الاجابات نعم تحتاج الى هذه الصفة لمواجهة التحديات ولتربية جيل قوي الشخصية، وامام الاغواء والاغراء، والنجاح في العلاقات الاجتماعية.
واختتمت الندوة بقراءة دعاء الفرج لمولانا صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف).
والجدير بالذكر ان جمعية المودة والازدهار النسوية جمعية دينية ثقافية اجتماعية تعنى بشؤون المرأة وتسعى لخدمة الأسرة تأسست عام 2006م في مدينة كربلاء المقدسة.
الجمعية تهدف الى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها وإعداد العلاقات التربوية الواعية التي تعنى بشؤون الأسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واعٍ.
وتسعى الجمعية لتحقيق أهدافها عبر إقامة المؤتمرات والندوات والدورات وإصدار الكراسات وإعداد البحوث والدراسات المختصة بقضايا المرأة والطفل، فضلاً عن إقامة برامج مختلفة وبمشاركة المئات من الناشطات في ذات الاختصاص.
شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 14/آيار/2013 - 3/رجب/1434