مدونة شيعة مملكة البحرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدونة شيعة مملكة البحرين

لماذا .. إشرب الماء وإذكر عطش الحسين؟! ترك استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) عطشانا، لوعة في قلوب مواليه ومحبّيه، اذ أصبحوا يذكرون عطشه مع رؤية كل نهر أو معين عذب، لأن الماء يثير ذكريات عطش يوم الطفّ. قال الإمام الصادق (عليه السلام) عن عطش الحسين (علي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 ابطال الا مه الا سلا ميه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
المراقب العام
المراقب العام
جعفر الخابوري


عدد المساهمات : 733
تاريخ التسجيل : 27/06/2013

ابطال الا مه الا سلا ميه Empty
مُساهمةموضوع: ابطال الا مه الا سلا ميه   ابطال الا مه الا سلا ميه Emptyالإثنين يوليو 01, 2013 7:40 pm

المجاهد القسامي الشهيد "صابر أبو عاصي"

غزة ـ خاص بالمركز الفلسطيني للإعلام
"كنت أخبز الخبز وبجانبي إخوته الصغار.. عبد الله وإسراء، وعندما أراد صابر الخروج وودعني وطلب مني الدعاء له وودعته وكان آخر ما سمعه مني (الله يرضى عليك يا صابر)، ثم أخذت أردد أحب أنشودة لديه وأقول: زفوا الشهيد وخلوا الزفة عَ السنة..الله الله.. ثم انتقلت إلى أنشودة أخرى تقول: "حبيبي يما من وين أجيبه... راح ويا خوفي يما يكون اسلاحهُ في إيده" وبينما كنت أردد تلك هذه الأنشودة أحسست بفراقه.. وعندما سمعت الانفجار عصراً أحسست أن أحداً من أحبابي قد استشهد.. فسجدت لله سجود شكر وعرفان بالمنة التي منّ الله بها عليّ، ثم طرق ابني باب البيت وأخبرني باستشهاد صابر فحمدت الله واسترجعت وصليت لله ركعتين حمداً له بأن قبل مني هذه الهدية البسيطة، ودعوت الله أن يلحقني وإخوته به في الجنة إن شاء الله رب العالمين"، تلك كانت كلمات أم المجاهد القسّامي الشهيد صابر أبو عاصي حين كانت تصف لنا مشاعرها لحظة تلقيها نبأ استشهاد ابنها صابر.

الميلاد والنشأة
ولد صابر محمد ناصر أبو عاصي في 23/3/1983 لأسرة متدينة في حي الزيتون بمدينة غزة، تربى صابر منذ نعومة أظافره على حب المسجد وعشق الصلاة وقراءة القرآن، ووهبه الله عقلاً نيراً وجسداً متيناً وقلباً طاهراً ودوداً يحب الجميع ولا يكره أحد، وتلقى تعليمه الأساسي في مدرسة خاصة، ثم أكمل المرحلة الإعدادية في مدرسة الإمام الشافعي والمرحلة الثانوية في مدرسة الكرمل الثانوية للبنين، وأخيراً أنهى صابر تعليمه الجامعي وحصل على شهادة الدبلوم في تخصص برمجة الحاسوب من كلية علوم المجتمع المهنية والتطبيقية قبل عام فقط من استشهاده، وعمل بعدها في إحدى الشركات.
تربى صابر منذ صغره على حب الإسلام والعمل له، مما جعله محبوباً من جميع أهله و أصدقائه خاصة وأنه متفتح العقل مرح وودود.
وكما كل أبناء فلسطين فقد تربى صابر منذ صغره على حب الجهاد والشهادة وعظم أجر الشهيد، فكان منه أن تمسك بالجهاد وانتظر الشهادة بشغف وصبر حتى اصطفاه الله شهيداً نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد.

الانتماء لحركة حماس
التزم صابر بأداء جميع الصلوات في مسجد الفاروق القريب من بيته في حي الزيتون، وبرز في نشاطات الأشبال في المسجد أثناء انتفاضة المساجد الأولى عام 1987، ولحبه للعمل في سبيل الله كان يشارك إخوانه في الكتلة الإسلامية (الذراع الطلابي لحركة حماس) في كل الفعاليات والأنشطة في المدرسة وفي الجامعة الإسلامية بغزة كذلك.
ومع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000 انطلق صابر مرة أخرى بعزيمة وصلابة وقوة إيمان، ونشط في صفوف حركة حماس، وما لبث أن التحق بصفوف الجيش الشعبي التابع للحركة -قبل أربعة أعوام- مجاهداً ومرابطاً على الثغور المقدسة في أطراف حي الزيتون بالقرب من مغتصبة "نتساريم".

عضو "وحدة التصنيع"
وقبل عامين اختارته وحدة التصنيع في كتائب الشهيد عز الدين القسام ليكون أحد جنودها، وهي وحدة لا تضم في صفوفها إلا رجالاً يحملون مواصفات خاصة.. وعمل صابر مع مجموعة من المجاهدين في صناعة صواريخ القسام تحت قيادة الشهيد القسامي القائد نضال فرحات، وانتقل بعد استشهاده إلى العمل مع الشهيد القائد مهدي مشتهى وأخيراً عمل مع الشهيد القائد عادل هنية الذي استشهد معه في عملية الاغتيال الصهيونية الجبانة.
وعمل صابر مع الكثير من الشهداء في هذه الوحدة أمثال الشهيد القائد تيتو مسعود و الشهيد القائد سهيل أبو نحل والشهيد القائد ناصر أبو شوقة والشهيد المجاهد صلاح الحية والشهيد خميس أبو عصر الذي سبقه للشهادة بفترة ليست بالطويلة.
وقد شارك الشهيد في عمليات إطلاق صواريخ القسام وقذائف الهاون على المغتصبات الصهيونية في قطاع غزة، ولكنه كان يطالب بأن يشارك في عمليات التصدي للاجتياحات والتوغلات، وهو ما كان محظوراً على وحدة التصنيع لحساسية أفرادها وخطورة عملهم.

ووصفه أحد أصدقائه في العمل الجهادي بـ "السري" و"الكتوم" وهو ما دفعه (قبل أشهر من استشهاده) للتردد قبل أن يحمل سلاحه الشخصي المسدس حتى لا يكشف أمره، رغم أنه معروف لدى قوات الاحتلال بسبب مراقبتها للعديد من القادة الذين عمل معهم، وهو ما كان يجعله ينتظر الشهادة في أي لحظة وقد كان له ذلك.
تقول أمه: "كنت أدعو له ولإخوانه المجاهدين أن يكرمهم الله بالشهادة وها قد اصطفاه الله لها ونالها"، وتضيف "لم أر وصيته ولكني عايشتها فقد كان دائم الطلب مني أن أفرح لاستشهاده ولا أجزع عند فراقه وكان يوصيني أن أعلم إخوته القرآن الكريم".

فاكهة البيت
خلال لقاء جرى مع أهل الشهيد وأصدقائه لم يكفوا عن وصفه بفاكهة البيت لمرحه وبشاشة وجهه، وتقول أمه: "كان رحمه الله فاكهة البيت.. فلم يكن يرى أحداً في البيت إلا ويحاول أن يسعده ويضحكه"، وكان يردد باستمرار حبه للشهادة وطلبه لها، وتمضي أمه فتقول: "كان دائماً يوصيني أن لا أحزن عند فراقه ويردد الدنيا ساعة والنفس طماعة فعلمها القناعة.. ويقول أنا صابر وسأظل صابراً حتى أنال الشهادة إن شاء الله".
وأكملت تقول: "الحمد لله كان صابر مرضياً من والديه كما هم جميع أولادي"، وتصفه أخته بـ:" الودود والطيب ورحيم القلب، ولا أذكر يوماً أنه زعل أحد في البيت".
وكانت أمه تتمنى أن تزوجه وتفرح به في عرس يجمعه مع إخوانه الثلاثة ولكن الله اختار له أن تزفه الحور العين إلى الجنة مع ثلاثة من المجاهدين.

محباً للعلم والدين
تقول أمه: "كنت أحرص على أن أعلمه كل شيء وأحب أن يقرأ الكتب" وهو ما كان لها حيث عرف الشهيد بحبه للقراءة وخاصة ترتيل آيات القرآن الكريم، وتقول أخته: "كان دائما يحثني على حفظ القرآن الكريم ويهديني الكتب الإسلامية لأقرئها"، وأضافت وقد أجهشها البكاء: "أهداني في إحدى المرات كتاب رجال ونساء حول الرسول وسألني إن كنت قد قرأته، وكان يشجعني على قراءة كتاب الإمام الغزالي الذي أهداني إياه أيضاً"، وقد انضم صابر قبل عام من استشهاده لجماعة الإخوان المسلمين.

وأخته الصغيرة إسراء أحبت أن تنبه أمها إلى أنها تريد أن تنشد أنشودة (جددوا البيعة للرسول الهادي) وتهديها لروح صابر الذي علمها إياها.
أما أخوه الصغير عبد الله (11 عاما) فذكر أن صابر أخذه إلى المسجد وجعله يحفظ القرآن وهو الآن يحفظ أربعة أجزاء، ويقول بسعادة أنه فرح لاستشهاده لأنه نال ما تمنى، ومعتز أخوه الآخر يحفظ من القرآن خمسة أجزاء حتى الآن ويتمنى أن يكمل حفظ القرآن.

وأثناء عمله العسكري الذي يتطلب أن يكون خارج البيت ليلاً كان يعود في الفجر ليوقظ أهله لصلاة الفجر، ثم يذهب للمسجد فيصلي ويقرأ القرآن حتى الصباح، وكان يحزن حزناً شديداً إن فاتته صلاة الفجر في أحد الأيام.
وكان بعد صلاة المغرب يحفظ أشبال مركز تحفيظ القرآن ويعلمهم الأناشيد الجهادية، وقد حباه الله بصوت عذب شجي يأسر القلوب ويفعل بها الأعاجيب.

أخر عهده بالدنيا
وعن أخر أيام الشهيد يقول محمد صديق الشهيد: "كان صابر دائم الدعاء لله أن يكرمه بالشهادة، وقد تأثر كثيراً لفقد إخوانه المجاهدين.. وفي العام الماضي كان أخر من ودعه الشهيد مهدي مشتهي وشرب منه شربة ماء ثم خرج مع الشهيد خالد العمريطي واستشهدا بعد لحظات، حيث أطلقت عليهم طائرة استطلاع صهيونية صاروخاً واحداً مزق جسديهما وحولهما إلى أشلاء"، وهو ما أثر كثيراً في نفسه وأصبح يحس بالغربة بعيداً عن إخوانه الشهداء.
وقبل شهر من استشهاده رأى في منامه أنه يجتمع في الجنة مع الشهيد مهدي مشتهى ويتسامرون مع بعضهم وهم فرحين مسرورين ويأكلون بعض الفواكه، وقبل أسبوع من استشهاده رأى رؤيا صالحة لأحد إخوانه وقد تحققت.
وفي يوم الخميس ـ قبل يوم واحد من استشهاده ـ أصبح لديه ساعات معدودة ليقضيها في الدنيا وكان قلبه قد أحس بدنو الأجل وقرب اللقاء، كان الشهيد صائماُ كعادته بصيام أيام الاثنين والخميس، أفطر على شربة ماء صغيرة ودعا الله أن يتقبله شهيداً، ثم خرج ليكون مع إخوانه في عملهم الجهادي حتى صلاة فجر الجمعة.. يوم الشهادة.

ودع الدنيا راضياً
تقول أمه وهي تحاول عبثاً حبس العبرات في عينها: "في فجر الجمعة عاد صابر وأيقظنا للصلاة ثم ذهب وصلى الفجر بالمسجد ثم عاد ونام وكنت قد صليت الفجر ثم رأيته في منامي يشع نوراً ساطعاً، فأفقت وذهبت أتفقده وهو نائم ورأيته كالملاك يشع منه النور".

وعند الظهر صلى صابر صلاة الجمعة في مسجد الفاروق وقد كانت مساجد حي الزيتون وفلسطين بأسرها تغلي لهباً وتعلن رفضها لما أقدمت عليه قوات الأمن الفلسطينية من إطلاق النار على المواطنين وأنصار حماس مما أدى لاستشهاد ثلاثة فلسطينيين وجرح 16 شخصاً آخرين من أهالي حي الزيتون وتدعو لوأد الفتنة ومحاسبة المجرمين، وبعد الصلاة ودع صابر إخوانه في المسجد وعانقهم من غير علم منه أن هذا العناق هو العناق الأخير.
ثم ذهب لأمه وهو يلح عليها أن تطعمه من أفضل الطعام فأجابت له طلبه وهي تراه اليوم أكثر نوراً وجمالاً وهو كذلك يقول لها "أنت اليوم منورة كثير"، وبعد أن تناول طعامه قال لأخته: "أريدك أن تختاري لي أفضل ملابس عندي" -وكأنه عريس- وقالت: "لقد اخترت له أفضل الملابس".

وأردفت أمه قائلة: "كنت أخبز الخبز وبجانبي إخوته الصغار عبد الله وإسراء وعندما أراد صابر الخروج وودعني وطلب مني الدعاء له وودعته وكان آخر ما سمعه مني "الله يرضى عليك يا صابر" ثم أخذت أردد أحب أنشودة لديه وأقول "زفوا الشهيد وخلوا الزفة عَ السنة..الله الله.. الله الله.. أصله ما مات وسعيد يعيش في الجنة.."،
وأخذت أردد وأقول: "حبيبي يما من وين أجيبه.. راح ويا خوفي يما يكون اسلاحهُ في إيده.. روح يا عبد الله".
وفي أخر لحظات الوداع وقفت عند رأسه (مكانه المفترض لأنه تحول لأشلاء) تودعه وأمسكت بولديها تقول لهم "عقبال عندكم إن شاء الله في الجنة".

جريمة اغتيال صهيونية
وكان صابر قد خرج يوم الجمعة 16/7/2005 مع ثلة من إخوانه المجاهدين مستخدمين ميكروباص في حي تل الإسلام جنوب غرب غزة، عندما أغارت عليهم طائرة استطلاع صهيونية، واستشهد صابر وثلاثة آخرين هم الشهيد القائد عادل هنية والشهيد المجاهد عاصم أبو راس والشهيد المجاهد أمجد عرفات، وقد أصيب في العملية عدد من المواطنين الذين شاءت أقدارهم أن يمروا بالمكان لحظة القصف، وارتقت إلى العلياء ثلة من المجاهدين ما عرفت يوماً طريق الراحة والدعة بل خاضت أهوال الحرب وصعدت إلى السماء مرفوعة الهامة، وأنارت بدمها القاني طريق الجهاد و أرض الرباط، وجمعت أوصال الأمة الممزقة بأشلاء أجسادها المبعثرة.
وعلى طريق النور تمضي قوافل الشهداء وتطير عالياً لتحلق في سماء المعركة، وترسم بدمها معالم الطريق لمن سيلحقها من الشهداء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ljfgkidf.yoo7.com
جعفر الخابوري
المراقب العام
المراقب العام
جعفر الخابوري


عدد المساهمات : 733
تاريخ التسجيل : 27/06/2013

ابطال الا مه الا سلا ميه Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابطال الا مه الا سلا ميه   ابطال الا مه الا سلا ميه Emptyالإثنين يوليو 01, 2013 7:40 pm

المجاهد القسّامي الشهيد "عاصم مروان أبو راس"



غزة ـ خاص
"نال الشهادة التي كان يتمناها.. هؤلاء أعطوه ما كان يتمنى واستشهاد عاصم شرف عظيم لنا وعز وفخار وليس غريبا أن تكون هذه النهاية الطيبة التي كنا نتمناها"، كانت تلك كلمات د. مروان أبو راس والد الشهيد القسّامي عاصم أبو راس بعد أن سمع نبأ استشهاده نجله.
د. مروان أبو راس المحاضر في الجامعة الإسلامية والذي نجا من محاولة الاغتيال الأولى للإمام الشهيد أحمد ياسين والأستاذ إسماعيل هنية عندما تعرض منزله للقصف، اعتبر أن استشهاد ولده عاصم يأتي على طريق التحرير والوصول إلى الأقصى وللتخلص من قوى الشر والطغيان والعدوان، مشيرا إلى أن "شعبنا يواجه عدو مجرم"، وختم كلامه بالقول: "نحن لا يسعنا إلا أن نقول يا ربنا خذ من دمائنا حتى ترضى عنا".

حقا إن الواحد فينا ليجد نفسه صغيرا وهو يتحدث عن العظام أمثال عاصم مروان أبو راس، أنت يا ابن كتائب القسام، يا من ضحيت بروحك لنعيش بكرامة، ووهبت نفسك ومالك فداءً لله وللوطن، يا من كان دمك الطاهر سببا في حقن المزيد من دماء الوحدة الوطنية الفلسطينية.
"أبا مروان" كم تمنيت أن يقطع جسدك الطاهر وتتناثر أشلاءك في سبيل الله، وقد صدقت الله فصدقك الله، لأنك كنت ممن طلب الشهادة بصدق وسعى لها سعيها، فلم تغرنك زينة الحياة الدنيا وزخرفها عن العيش مجاهدا عابدا زاهدا فهنيئا لك الشهادة، هنيئا لك الشهادة يا من تربيت في أحضان أسرة فلسطينية إسلامية مؤمنة بقضاء الله وقدره، يا من تربيت على حب الشهادة والشهداء، كيف لا وكلمات والدك الدكتور أبا عاصم حين سمع خبر استشهادك لا تزال تطرق آذاننا تعلمنا بأن طريقنا هي طريق الدم والشهادة، حين قال: "اللهم خذ من دمنا حتى ترضى، اللهم خذ من دمنا حتى ترضى... -كررها خمسا أو يزيد-".


الميلاد والنشأة
ولد المجاهد عاصم مروان محمد أبو راس في الأردن بتاريخ 13/12/1984م، وعاش مع عائلته نحو أحد عشر عاما الأولى من حياته خارج فلسطين متنقلا بين الأردن والمغرب، حيث كان والده يكمل دراسته العليا، ويقول الدكتور مروان أبو راس والد الشهيد: "خلال تلك الفترة التي قضاها عاصم خارج فلسطين ورغم أنه كان صغير السن إلا انه أظهر حبا جما لفلسطين وحنينا للعودة إليها وكان كثيرا ما يرغب في أن يجالس ويتحدث مع والده عن فلسطين وكيف أن الصهاينة اغتصبوها من أهلها وقتلوا وشردوا أبنائها".

دراسته
تلقى مجاهدنا القسامي عاصم تعليمه الابتدائي في المغرب ومن ثم عاد مع عائلته إلى ارض الوطن ليكمل دراسة المرحلة الإعدادية في مدرسة اليرموك والثانوية في مدرسة فلسطين الثانوية، ويصف الدكتور مروان أبو راس تلك المرحلة بأنها كانت مرحلة بناء الشخصية الجهادية لدى ولده عاصم، وأضاف قائلاً: "كان أكثر شيء يشغل بال ولدي عاصم في تلك المرحلة هو القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني لفلسطين وكيف أن هذا الجيش الإرهابي المجرم يقتل الأطفال الأبرياء ويذبح الشيوخ والنساء وكيف أنه ارتكب المجزرة تلو الأخرى بحق أبناء الشعب الفلسطيني... لقد كان عاصم في مراحل دراسته شبلاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، كان اجتماعياً جريئاً يجالس الكبار ويحترمهم احتراماً كبيراً ويعطف على من هم أصغر منه، فقد أحبه كل من عرفه.

الكتلة الإسلامية
استطاع عاصم أن يبرز الكثير من إبداعاته خلال عمله في صفوف الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خلال السنوات الطويلة التي عمل فيها جنديا وقائداً في صفوف الكتلة الإسلامية، وكما تحدث معنا زملاءه الذين عايشوه في تلك المرحلة، فإن عاصم كان شعلة من النشاط والحركة والحيوية، فكثيرا ما أبدع في أداء المهام والواجبات التي أوكلت إليه فكان يقوم بنفسه بتحضير وتجهيز النشرات التثقيفية التي كانت توزع على طلبة المدارس الإعدادية والثانوية، ولديه الكثير من المحاولات في كتابة الشعر وكتابة المقالات والمواضيع القصيرة في معظم المناسبات الإسلامية والوطنية.

رغم الكثير من الأعباء والمهام التي كان عاصم مع إخوانه المجاهدين إلا أنه كان من أشد المحافظين على مبادئ ومنطلقات حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي هذا الإطار يحدثنا أحد أصدقاء الشهيد قائلا: "كنت متيقنا بأن المجاهد "أبا مروان" عنده من المهام الجهادية ما يشغله عن القيام بأي نشاط آخر إلا أنه كثيراً ما كان يشاركنا في حمل أعباء الدعوة الإسلامية وخصوصا في الأشهر الأخيرة من حياته، وكان مشاركاً فاعلاً في غالبية الفعاليات التي تنظمها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من مهرجانات ومسيرات وبشكل خاص كان يلاحظ مشاركته في جنازات تشييع الشهداء".

القصف الصهيوني لمنزلهم
لقد كانت المحاولة الصهيونية الغادرة لاغتيال الشيخ المجاهد أحمد ياسين في السادس من شهر أيلول (سبتمبر) عام 2003م، بقصف منزل والد الشهيد المجاهد عاصم مروان أبو راس بصاروخ من طائرة اف 16 صهيو ـ أمريكية، لقد كانت هذه المحاولة بمثابة الشرارة التي أشعلت في المجاهد القسامي عاصم شرارة الثأر والانتقام من بني صهيون، فقد أظهر المجاهد عاصم في تلك المحاولة الصهيونية التي تهدم فيها المنزل على رؤوس ساكنيه شجاعة فائقة حيث كان أول من انتفض رغم إصابته بجروح مختلفة إلا أنه تعالى على جراحه وأخرج والدته وإخوته من بين أنقاض المنزل وعمل على مساعدة إخوانه في إخراج الشيخ المجاهد أحمد ياسين والأستاذ إسماعيل هنية، ولم يهدأ للمجاهد عاصم بال ولم يتلق علاجاً إلا بعد أن اطمئن على أن الجميع بخير وبصحة جيدة.

الشهيد العريس
"قبل استشهاده بيوم واحد قال لي: ماذا ستفعلين عند سماعك خبر استشهادي؟ فرددت عليه فوراً سأزغرد لك طبعا". هذا أول شيء راود خاطر زوجة شهيدنا القسامي أبا مروان والذي لم يتم على زواجه سوى شهرين فقط ليكمل مشوار زواجه مع الحور العين التي اشتاق إليها منذ سنوات.

وخلال حديث صحفي أجريناه مع زوجة الشهيد عاصم قالت: "أجل لقد قلت له سأزغرد لك يوم استشهادك ولكنني لم أكن أتوقع أن تلك اللحظة ستأتي بهذه السرعة، وكأن حياتي معه مرت كنسمة ربيع خفيفة أنعشت روحي وحياتي ثم مضت، وخلدت ذكرياتها في وجداني، فلن أنسى تلك الأيام التي قضيناها وقت خطبتنا ونحن نمشي في الطرقات التي جاهد ورابط بها.. يحدثني عن تلك التجارب وكأنه يروي لي قصيدة شعرية من أجمل ما نسجه الشعراء.

فيما تعبر أم عاصم والدة الشهيد القسامي المجاهد عن فترة حياتها مع ابنها قائلة: "لقد تعلق قلبي بابني عاصم أكثر من إخوانه لما تميز به من شجاعة خارقة منذ صغره، وأذكر حين كنا في دولة المغرب وهو لم يبلغ سوى خمس سنوات له الكثير من المواقف الشجاعة والجريئة مع الأطفال في سنه حتى سموه آنذاك بطفل الحجارة، وكنت أشعر بأنه سابق عمره بكثير، ذلك أن والده الدكتور مروان دأب على صحبته وتنشأته تنشئة رجولية، فكنت بالفعل أعتبره رجل البيت في غياب والده.
وتتابع أم عاصم قائلة: رغم أن فلذة كبدي عاصم كان يحدثني عن أعماله الجهادية إلا انه كان يخفى عني الكثير منها حرصاً منه على مشاعري كأم فيذهب ليحدث بها أبيه، فقد كان رحمه الله ذو إحساس مرهف فلا ينام الليل حين يغضب منه أحد وخاصة والده؛ فكان عندما يغضب منه لا يأكل ولا يشرب حتى يرضى عنه وقد أدى ذلك إلى غيبوبته في إحدى المرات.

في صفوف كتائب القسام
كانت رجولته وشجاعته الفائقة من أهم العوامل التي أهلت "أبو مروان" للانضمام في صفوف كتائب القسام في 11/3/2002م، وفي هذا الإطار التقينا مع أبو مجاهد أحد أعضاء وحدة التصنيع القسامية التي ينتمي إليها عاصم والذي حدثنا بدوره عن الشهيد عاصم قائلا: "لقد كان عاصم شجاعا مقداما مؤمناً مخلصاً كتوماً وهي صفات اجتمعت فيه أهلته لأن يكون جنديا في صفوف كتائب القسام وعضوا بارزا في وحدة التصنيع القسامية.

وفي سياق متصل يحدثنا والد الشهيد عاصم بأن ابنه كان يعشق العمل الجهادي ومقاومة الاحتلال الصهيوني، فكان إذا تعارض أي عمل أو أي نشاط مع جهاده فانه يقدم الجهاد في سبيل الله على ذلك العمل، ويضيف والد الشهيد: "لقد كان عاصم ومنذ نعومة أظفاره يشارك أبناء شعبه في كافة فعاليات الانتفاضة الفلسطينية فكان يذهب مع زملائه إلى مواقع الاحتكاك مع العدو الصهيوني ويقوم بقذف قوات الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة والحارقة، وقد علمت كثيراً أنه كان يذهب بشكل مستمر إلي بيت الشيخ المجاهد أحمد ياسين طالبا العمل الجهادي وأن يساعده الشيخ الإمام رحمه الله في أن يكون جنديا في صفوف كتائب القسام، فكان الشيخ في ذلك الوقت يحثه على الصبر والتمسك بشرع الله ويحث مرافقيه على تعليم عاصم على السلاح وقد تلقى الكثير من تدريباته على حمل السلاح في ذلك المنزل الرباني منزل الإمام الشهيد أحمد ياسين.

زيارته للشهداء وعائلاتهم
عرف عن المجاهد القسّامي عاصم حبه الشديد لزيارة قبور الشهداء وبشكل خاص بعد منتصف الليل، حيث كان يتردد وبشكل مستمر على مقبرة الشيخ رضوان ومقبرة الشهداء يقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء ويدعو الله أن يجمعه معهم شهيدا على حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
وكان الشهيد المجاهد عاصم يتردد بشكل كبير على بيوت أهالي الشهداء وبخاصة أم نضال فرحات يسلم عليها ويذكرها بأن تدعوا له بالشهادة، وقد كان أن زارها في آخر أيام حياته وقال لها: "يا خالتي أم نضال أنا طولت على هذه الحياة الدنيا فادعي لي بأن استشهد"، وكان من أبرز الشهداء الذين أحبهم عاصم وعمل معهم وكانت له معهم مواقف مميزة الشهيد القائد وائل نصار والشهيد القائد نضال فرحات والشهيد القائد مهدي مشتهي، ويذكر أحد إخوانه أنه كان برفقة الشهيد مهدي مشتهى قبل نحو نصف ساعة من استشهاده، وقال له عاصم "والله يا مهدي إني لأرى في وجهك نوراً وكأنك سوف ترحل عنا شهيدا فادعوا لي، فدعا له بأن يرزقه الله بالشهادة وكانت هذه الدعوة آخر عهد عاصم بأخيه وصديقه مهدي".

وقفات ومواقف جهادية
عرف عن شهيدنا المجاهد صبره وشغفه وحبه للرباط في سبيل الله وكان محبوبا جدا من أفراد مجموعته. وقد جهز نفسه مرتين لتنفيذ عملية استشهادية ثأرا لدماء "الياسين" و"الرنتيسي" وكافة الشهداء. وكان جنديا وفيا يتقدم الصفوف يواجه أعداء الله في كافة الاجتياحات التي تعرض لها قطاع غزة. وكان أحد الأعضاء البارزين في وحدة التصنيع وبخاصة تصنيع صورايخ القسام. وكان له دور كبير في عملية نقل وإطلاق الصواريخ نحو المغتصبات الصهيونية.
شارك في عملية تفجير جرافة صهيونية خلال الاجتياح الصهيوني لحي الزيتون في منتصف شهر مايو/أيار من العام 2004م.

كما قام بإطلاق صاروخ بتار باتجاه دبابة صهيونية خلال اجتياح شارع صلاح الدين 29 أبريل/نيسان 2003م.
رغم أن السيارة التي كان يستقلها عاصم برفقة إخوانه قد تدمرت بالكامل وأجسادهم قد تقطعت أشلاءً إلا أن مسدسه ومصحفه لم يصابا بالكثير من الأذى خلال تلك الغارة.
عرف عنه تعلقه الشديد بالمصحف والمسدس لدرجة أنه لم يكن يخرج من البيت إلا وهو معه، كذلك مسدسه الشخصي. وصيته لأحد أصدقائه قبل استشهاده بيوم واحد أن توزع الحلوى وتفتح أناشيد الأفراح في عرس شهادته.
جاء الشهيد القسامي أسامة حلس بعد استشهاده بيوم واحد لعاصم في المنام وسلم عليه وعطره بريح المسك، وكانت تلك الحادثة التي شهد بها والد عاصم بشيرا على أن عاصم سيلحق بأسامة شهيدا وكان له ذلك.

الشهادة.. الأمنية
شهد يوم الجمعة 16/7/2005 استشهاد مجموعة من المجاهدين في حي تل الإسلام جنوب غرب غزة، على يد غارة غادرة نفذتها عليهم طائرة استطلاع صهيونية، وقد أصيب في العملية عدد من المواطنين الذين شاءت أقدارهم أن يمروا بالمكان لحظة القصف. لترتقي إلى العلياء أرواح أربعة من المجاهدين الشهيد القسامي عاصم أبو راس والشهيد القسامي عادل هنية والشهيد القسامي صابر أبو عاصي والشهيد القسامي أمجد عرفات، أجسادهم ما عرفت يوماً طريق الراحة والدعة بل خاضت أهوال الحرب وصعدت أرواحهم إلى السماء مرفوعة الهامة، وأنارت بدمها القاني طريق الجهاد وأرض الرباط، وجمعت أوصال الأمة الممزقة بأشلاء أجسادها المبعثرة. وعلي طريق النور تمضي قوافل الشهداء وتطير عالياً لتحلق في سماء المعركة، وترسم بدمها معالم الطريق لمن سيلحقها من شهداء، فقوافل الشهداء لا تمضي سدا... إن الذي يمضي هو الطغيان.
رحم الله شهيدنا البطل وأدخله فسيح جناته وألحقنا به شهداء وجمعنا وإياه في جنات خلد مع الصديقين والنبيين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ljfgkidf.yoo7.com
جعفر الخابوري
المراقب العام
المراقب العام
جعفر الخابوري


عدد المساهمات : 733
تاريخ التسجيل : 27/06/2013

ابطال الا مه الا سلا ميه Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابطال الا مه الا سلا ميه   ابطال الا مه الا سلا ميه Emptyالإثنين يوليو 01, 2013 7:41 pm

القائد القسّامي الشهيد عادل هنية

"نموذج في العطاء والكرم والعبادة والجهاد والتضحية"

غزة ـ خاص
ما أن علا صوت التكبيرات في مساجد مخيم الشاطئ في قطاع غزة، معلنة عن ترجل أحد فرسانها البواسل، حتى سرى شعور بين أهالي المخيم، بأن المصاب جلل.. وما أن عُرفَ أن الشهيد القسامي هو عادل هنية حتى ذرفت الدموع في شوارع وأزقة ومنازل المخيم..عادل هنية أحد أبرز الشبّان في المخيم، والذي امتلك على الدوام حضوراً مميزاً وشخصية جذابة حظيت بمحبة واحترام وتقدير الآخرين.. شأنه في ذلك شأن خاله الشيخ إسماعيل هنية عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

الإيمان والوعي
لم يكن عادل هنية، ابن مخيم الشاطئ، يتجاوز الخمسة عشر عاماً حين انطلقت الانتفاضة الأولى في العام 1987، رغم ذلك، فقد كان يدرك أن لا همّ أمام الشعب الفلسطيني يُقدّم على همّ دحر الاحتلال.. ومنذ ذلك الحين أخذ وعي الفتى بالتشكّل في مساجد المخيم، وقربه من خاله الشيخ إسماعيل، وإن كانت المساجد قد رسّخت في قلب الفتى الإيمان، فإنه خاله قد زرع الوعي في عقله.. وما أروع أن يكتمل الإيمان والوعي في صدر الشاب المسلم.. وما أعظم أن يتوجه ذلك كله بعلم ينتفع به.. لهذا حرص عادل على إكمال بلورة شخصيته من خلال إتمامه دراسة أصول الدين من الجامعة الإسلامية بغزة.
ويقول أحد رفاقه: منذ الانتفاضة المباركة الأولى في العام 1987م بدأ نجم عادل يبزغ في مخيم الشاطئ، وكانت شهرته في البداية مستمدة من شهرة خاله الشيخ إسماعيل، ومما زاد الربط بينهما، التزامه الشديد، وصوته العذب في قراءة القرآن ودروسه الروحانية العالية وهمته التي لا تهدأ وعزمه الذي لا يلين.. وما أن انطلقت " ومما زاد الربط بينهما، التزامه الشديد، وصوته العذب في قراءة القرآن ودروسه الروحانية العالية وهمته التي لا تهدأ وعزمه الذي لا يلين.. وما أن انطلقت "انتفاضة الأقصى" في أيلول سبتمبر 2000م حتى بدأت شهرته تزيد، فقد أصبح أحد أبطال القسام الواعدين وأحد الدعاة اللامعين، كما أصبح أحد صور الوحدة الوطنية الزاهية في مخيم الشاطئ، حتى أنه كان يفصل في النزاعات التي كانت تنشب بين الفصائل، وهو ما زاد من حب واحترام الآخرين له.
ويضيف قائلاً: في مطلع الانتفاضة وبعد جرائم الاغتيال الصهيونية التي استهدفت قادة "حماس" السياسيين أصبح عادل مرافق خاله الشيخ إسماعيل، وما لبث بعد فترة أن أصبح أحد القادة الميدانيين لكتائب الشهيد عز الدين القسّام.

من القلب إلى القلب
لم يكن المجاهد عادل هنية بالنسبة للشيخ إسماعيل هنية مجرد ابن أخت، كما لم يكن مجاهداً قد جمعته به ساحات الوغى، وليس فقط مرافقاً له أملته الضرورة التنظيمية، وإنما كان مقلة العين وسويداء القلب ودرة التاج، ويقول الشيخ إسماعيل هنية عن المدة التي قضاها المجاهد عادل مرافقاً له: "اخترته كمرافق لأمر القرابة بيننا رغم أن كل أبناء الحركة والشعب هم أبنائي، إلا أنه كان بالفعل أحد أبنائي الذين خصصتهم بعنايتي وتربيتي منذ صغره فقد تربى في بيتنا وفي حجرنا فكان محباً للعائلة جميعاً كما كان محبوباً منها جميعاً؛ فهو يمتاز بالأخلاق الحسنة الرفيعة، وبالأدب الجم، وبالحياء، كما امتاز بعبادته فشهدت له مساجد عدة في قطاع غزة خاصة في ليالي القدر والعشر الأواخر من رمضان فقد كان بكّاءً في صلاته ودعائه، لقد كان عادل رحمه الله نموذجاً في العطاء والكرم والعبادة والجهاد والتضحية، فعاش مجاهداً ومات شهيداً رحمه الله تعالى، وقد كانت شهادته شرف عظيم لعائلة هنية قاطبة، وهو بشهادته إنما مضى على سيرة إخوانه الشهداء الذين عشقهم وعشقوه، فقد ندب حظه أنه لم ينل الشهادة وها هو قد نالها في ميدان الجهاد والمقاومة ليؤكد أنه من الصادقين نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا".
ويضيف هنية "لقد كان دوماً تواقا للشهادة ويتعرض لها ويبحث عنها، كان دائما يتهيأ للقاء الله.. ثم صمت هنية قليلا واغرورقت عيناه بالدمع، وقال بصوت الأب المودع لابنه: سأشتاق إليه كما ستشتاق إليه مساجد غزة".

خيركم خيركم لأهله
لم نطرق باباً من أبواب قلوب أهل عادل إلا وجدناه متربعاً داخله، ولم نسأل أياً منهم إلا وقال كان خير الناس بأهله، فشهدت له زوجته التي أمضت معه أربع سنوات وأنجبت منه ثلاثة أبناء هم: حمزة ونضال والطفلة بيان التي لم تتعد الشهر ونصف يوم استشهد أباها.
تقول أم حمزة:"كلما كنت أبكي خوفاً عليه وهو خارج للجهاد كان يقول: الجهاد لا ينقص من عمري شيئاً، ثم تمضي تقول: لم أره يهتم بمظهره كما رأيته يوم استشهد، وكأنه يوم زفافه، ولا أنسى قوله لي قبيل استشهاده أنا قلق من أن تنتهي الانتفاضة وتستمر الهدنة قبل أن أستشهد، وكان دائماً يدعو الله أن يتمزق أشلاءً في سبيله".
وتتابع زوجته قائلة: "لقد عشت معه أربع سنوات من أجمل سنين العمر، فلم أسمع منه كلمة تغضبني يوما".
أما أخته أم إسماعيل فتقول: "لا أستطيع أن أصف إنسانيته وحنانه لأمه وزوجته وأخواته وإخوته ولكل من عرفهم، فحتى دعوته لنا وحثنا على العبادة كانت تنطلق من حبه وحنانه".
وتضيف أم إسماعيل: "لم أنس ليلة زفافي كيف جلس معي من بعد صلاة العشاء وحتى صلاة الفجر وهو يحثني على طاعة زوجي وتعليمي واجباتي".. وتتابع قائلة: "لقد كانت كل حياة عادل حلوة وكل من عايشه تنعم براحة كبيرة"، ثم وصفت لنا أم إسماعيل أخلاقه المميزة التي تتسم بالتواضع والخجل والبراءة في التعامل "أكثر شيء رأيته أحزن عادل هو انتهاء عمله مع خاله إسماعيل، وحينها قال لها: "يوم انتهى عملي معه كأن شيئاً انتزع من صدري". وتضيف أخته وقلبها يملأه الحزن: "وأنا أسير في الشارع يوم استشهاده سمعت الخبر من مكبرات المساجد فرأيت كيف أن الشباب قد صدموا من الخبر وكأنه كان أخاً للجميع وليس لي فقط. أما ابنة عمه أم محمد فتقسم بالله لترسلن أبناءها للأخذ بثأره من الصهاينة، وأن تلزمهم على السير في دربه.. فقد كان عادل ـ رغم أنه لم يتجاوز التاسعة والعشرين ـ القدوة لكل الأطفال والفتية الذين عرفوه أو الذين التقوه"

أكون قسّامياً أو لا أكون
يقول أبو غازي أخو الشهيد عادل: "لقد اعتقلت سنة 1989م وكان عمره حينذاك 11 عاماً، وبعد أن خرجت من معتقلات الاحتلال وجدت عادل شاباً يافعاً يتلو كتاب الله ويؤذن في المساجد، كما كان صواماً قواماً، كل من يصلي خلفه يخشع ويبكي.. كان يخطب في المساجد.. ويدعو الشباب.. ويؤم في التراويح، وهو إلى هذا الجانب الإيماني، كان قوياً مقارعاً منذ صغره، فقد أصيب في انتفاضة 1987م في بطنه رغم صغر سنه، كما اعتقل وعُذِّبَ في سجون "السلطة".
ويتابع أبو غازي قائلاً: "رغم أنه أخي إلا أنني لم أكن أعرف شيئاً عن عمله في كتائب القسّام؛ فقد كان يتمتع بسرية عالية، إلا أن أحد مجاهدي كتائب القسام قال لي بعد استشهاده: إن عادل كان بارعاً في تصنيع الصواريخ، كما علمت أنه كثيراً ما كان يخرج للرباط وملاقاة العدو في الاجتياحات".
ويشير أبو غازي إلى أن الشهيد عادل كان من أشد المتعلقين بالشهداء خالد أبو سلمية وسهيل أبو نحل وسعد العرابيد ويحيى الغول، ويقول: "رأيته يجلس على قبر خالد أبو سلمية ويبكي ويقول ليتني كنت معك".. ومن شدة هذا التعلق بهم يقول أبو غازي: "لو لم يستشهد عادل قبل الانسحاب لمات بجلطة أو سكتة بعد الانسحاب حزناً على فوات الشهادة.. وهذا هو سبب تمسكه بالقسّام، حيث أنه قال حين عرضت عليه وظيفة التدريس العام الماضي: على جثتي أن أترك عملي في القسام، وحين كنا نقول له ماذا ستفعل بعد الانسحاب؟! كان يرد علينا بأنه سوف يحرر الضفة والقدس وباقي فلسطين كل فلسطين".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ljfgkidf.yoo7.com
جعفر الخابوري
المراقب العام
المراقب العام
جعفر الخابوري


عدد المساهمات : 733
تاريخ التسجيل : 27/06/2013

ابطال الا مه الا سلا ميه Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابطال الا مه الا سلا ميه   ابطال الا مه الا سلا ميه Emptyالإثنين يوليو 01, 2013 7:42 pm


القائد القسّامي الشهيد سامر دواهقة



نابلس ـ تقرير خاص بالمركز الفلسطيني للإعلام
"أنا الشهيد الحيّ سامر دواهقة من سلفيت، إنّي لأسأل الله تعالى أنْ أموت شهيداً في سبيله وأنْ يوارى جسدي الثرى، قربَ قبر الشهيد محمد بلاسمة والشهيد بدر ياسين.. يا أبناء شعبي إنَّ الموتَ لنْ يدع أحداً فليمتْ المسلمُ شهيداً مرفوع الرأس في ساحات الوغى، فإلى متى ستبقون ساكتين على الظلم والعملاء.. إن عليكم التحرك الآن وليس غداً.. وأنت يا أمّي لا تبكِ عليّ بل وزّعي الحلوى فرحاً باستشهادي والتحاقي بيحيى عياش ومحمد بلاسمة وبدر ياسين وعلي عاصي وعدنان مرعي وشادي اسليم وغيرهم من الشهداء" .

كانت تلك وصية المجاهد القسّامي الشهيد سامر دواهقة، ابن مدينة سلفيت التي أحبّه أهلها واحترموه.. وانشدّت إليه عيونهم وتعلقت به آمالهم، فكان عقب كل عملية جهادية ينفذها المجاهد دواهقة ضد قوات الاحتلال تسري في نفوس أهالي سلفيت مشاعر الفخر والاعتزاز بأن مدينتهم أنجبت مثل هذا البطل الهمام.

الميلاد والنشأة
ولد المجاهد القسّامي سامر عبد الهادي دواهقة في مدينة سلفيت بتاريخ 16/4/1977، لأسرة فلسطينية متدينة، وله من الأشقاء ثلاثة ذكور وأختان.. عاش سامر حياة إسلامية حقيقية، ومنذ نعومة أظفاره التزم الصلاة والدروس الدينية في مساجد المدينة..
عندما انطلقت الانتفاضة الأولى عام 1987، شارك في مقاومة الاحتلال، على الرغم من صغر سنّه في ذلك الحين.. فلم تكن تمرّ آلية عسكرية أو دورية راجلة لجيش الاحتلال من أمامه إلا وكان يرشقها بالحجارة وبالزجاجات الفارغة، حسب ما أكد أصدقاؤه.

المجاهد القسّامي
وعندما انطلقت "انتفاضة الأقصى" المباركة، التحق سامر بكتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" فكان المجاهد المثابر، والقائد المقدام..
تلقى سامر تدريباته النظرية والعملية على أيدي القائد القسّامي الشهيد محمد بلاسمة، التلميذ السادس ليحيى عياش (حسب ما وصفته الصحافة الصهيونية) فتعلم سامر إعداد القنابل والمتفجرات، وساعده في ذلك كونه قد تخرج من معهد الجيطان في نابلس وحصل على شهادة هندسة الكترونية.
وبعد استشهاد القائد عبد الله الدويك وزميله وافي الشعيبي اللذين قتلا ثلاثة جنود صهاينة قبل استشهادهما في أحد المنازل في قرية قراوة بني زيد، استلم المجاهد سامر قيادة كتائب القسّام في سلفيت، وانطلقت العمليات القسّامية التي أفقدت جيش الاحتلال في المنطقة هيبته ورسّخت مشاعر الخوف والفزع في نفوس المستوطنين.
جيش الاحتلال، والذي رصد إمكانيات عسكرية ولوجستية كبيرة لاغتيال المجاهد سامر، كان يقتحم بين الحين والآخر منزل عائلة دواهقة مهدداً ومتوعداً بتصفية نجلها سامر.. فما كان من العائلة إلا أن تجيب على لسان أحد أفرادها قائلة: "إن قُتِلَ فلهُ الجنة، وسامر يعرف كيف يموت، أما أنتم فسيكون مكانكم جهنم، إما على يديه أو على يد إخوانه في كتائب القسام"..
تعرض المجاهد القسّامي سامر دواهقة للعديد من الكمائن التي نصبها له جيش الاحتلال الصهيوني، وكان من أبرزها كمين نصب له قرب بيت أخته في عيد الفطر عام 2004، حيث ترجل من سيارة فورد عدد من الجنود الصهاينة من وحدة المستعربين، قبل صلاة العشاء وهاجموا سامر، إلا أن القائد القسّامي فاجأهم بزخات من الرصاص لتطرح ثلاثة منهم أرضاً.. حينها أطلق أولئك الجنود صرخات الألم والخوف والفزع..، ورغم أن الأهالي شاهدوا الجرحى وهم يُنقلون إلى داخل سيارة الفورد التي ترجلوا منها، إلا أن الاحتلال لم يعترف حينها بوجود إصابات، غير أنه وبعد مدة زمنية اعترف بمصرع اثنين من قواته الخاصة في تلك العملية.
كما تعرّض المجاهد سامر لكمين صهيوني آخر داخل البلدة القديمة، وقد نجا منه، ووجدت آثار دماء لجنود جيش الاحتلال في موقع الاشتباك.

في وداع الشهداء
من أكثر المحطات المتميزة والتي لعب بها القائد القسّامي سامر دواهقة الدور المنوط به دفاعاً شعبه ووطنه، هي
بعد استشهاد زميله محمد بلاسمة، حين أقسم القائد القسّامي سامر دواهقة بالثأر له قائلاً فوق قبره: " إن رصاصنا لا يطلق في الهواء بل في صدور الصهاينة".. فقام بتفجير حافلة صهيونية وإطلاق النار عليها قرب بلدة بروقين، وروى شهود عيان أن الباص انشطر إلى نصفين وأنّ النار اندلعت فيه وأنّ طائرتي أباتشي أخذت تبحث عن المجاهدين، إلا أنها لم تعثر عليهم.. كل هذا حصل في أقل من 24 ساعة من استشهاد بلاسمة، وكعادته، لم يعترف العدو بغير ثلاثة إصابات في صفوف جنوده.
وبعد استشهاد صديقه جهاد حسان أبو نعيم أحد أعضاء كتائب شهداء الأقصى ، أقسم المجاهد سامر أن يثأر له، فكان أن كمن بالقرب من مغتصبة "حلميش" وأمطر سيارة لأحد المستوطنين بالرصاص ولم يعترف العدو إلا بإصابة واحدة في صفوف جنوده..
هذا إضافة لعشرات العمليات العسكرية التي نفذها القائد القسّامي سامر دواهقة ضد الاحتلال خلال مسيرته الجهادية.

الشهادة
بعد أدائه صلاة الجمعة بين الأشجار برفقة أخويه محمد يوسف عياش، ومحمد أحمد سلامة مرعي، ركب المجاهدون سيارتهم، فكانت مروحية عسكرية صهيونية تتحضر لعملية اغتيال بحق المجاهدين الثلاثة، وتمكن سامر من مغادرة السيارة التي كانوا يستقلونها، وكمن خلف الصخور محتمياً من القصف الصهيوني الكثيف، لكن جنود الاحتلال الذين استعانوا بوحدات من سلاح الجو الصهيوني واصلوا البحث عن المجاهد سامر حتى اكتشفوا مكانه واشتبكوا معه في مواجهة دموية، ارتقى على إثرها المجاهد سامر إلى العلى شهيداً، وذلك بعد نفاذ ذخيرته وبعد معركة حامية الوطيس..
تلقت عائلة دواهقة نبأ استشهاد نجلها سامر بصبر وثبات ورباطة جأش وبالدعاء له أن يرزقه الله الجنة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ljfgkidf.yoo7.com
جعفر الخابوري
المراقب العام
المراقب العام
جعفر الخابوري


عدد المساهمات : 733
تاريخ التسجيل : 27/06/2013

ابطال الا مه الا سلا ميه Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابطال الا مه الا سلا ميه   ابطال الا مه الا سلا ميه Emptyالإثنين يوليو 01, 2013 7:42 pm

الشهيد القائد
سعيد صيام
الرجل الهادئ وصاحب المهمّات الصعبة



خانيونس – تقرير خاص

بعيونه كان يرقبهم حتى آخر لحظةٍ، ينظر لهم وهم يختبئون في موقعهم... صوّب عينيه نحوهم وهم صوّبوا مدفعهم نحوه... أطلقوا الرصاصة نحو عنقه فارتقى لله... وسقطوا بغدرهم وجبنهم... إنّه القائد القساميّ سعيد عيسى صيام، الذي ترجّل أخيراً عن صهوة جواده.

المولد والنشأة:
وُلِد الشهيد سعيد عيسى صيام (32عاماً)، بمخيّم خانيونس الغربي في 26/1/1974م، بعد أنْ هُجِّرت عائلته المتديّنة الصابرة من بلدة "الجورة" داخل الأراضي المحتلة عام 48.. له ستة أشقاء، وأربع شقيقات، متزوّج وله أربعة أبناء: أنس، هديل، هبة، وأسماء، وزوجته حامل في شهرها الأول.
انتمى صيام إلى حركة حماس منذ تأسيسها وانطلاقتها الأولى في العام 1987، وعمِلَ ضمن صفوف الحركة في جهاز الأحداث، اعتقله الجيش الصهيوني على خلفيّتها في 7/12/1991 وقضى خلالها أربعة أشهر في سجن النقب "كتسعوت"، وخرج بعدها ليلتحق مباشرة بجهاز الطوارئ التابع للحركة.

اعتقاله:
واعتقل الصهاينة الشهيد صيام للمرة الثانية في 1/3/1993 وحُكِم عليه بالسجن لمدة ستة أعوام لم يقضِ منها سوى عشرين شهراً وتمّ الإفراج عنه أواخر العام 94 مع جملة إفراجاتٍ عامّة لمئات الأسرى، وخلال هذه الفترة كان قد بايع حركة الإخوان المسلمين، وظلّ مخلِصاً لعمله في مجال الدعوة حتى أصبح نقيباً في جماعة الإخوان المسلمين.
عمل على تربية وتوعية العشرات من جيل الإسلام الناشئ، وصمّم المجاهد صيام على مواصلة عمله الجهاديّ وتطوير ذاته العسكرية بعد أنْ التحق بمجموعات كتائب الشهيد عز الدين القسام إلى جانب أنّه يعمل ضمن قوات الأمن الفلسطينيّ، وعمل على تطوير قذائف الهاون وتصنيعها، رغم تعرّضه لثلاث إصاباتٍ متفاوتة أثناء عمليات التصنيع والتطوير المختلفة، حيث كان يتميّز شهيدنا بمهنيّته العالية وحِرَفِه المتعدّدة في مجالاتٍ عدة، بالإضافة إلى هوايته في تربية الطيور والعصافير.

أول من قصف بالهاون..
وكان "أبو أنس" أوّل من قام بقصف المستوطنات بقذائف الهاون هو والشهيد حافظ صبح، واعتُبِر قائداً ميدانياً لمعظم المجموعات القسامية في منطقة حي "الأمل" التي شكّلها وقادها أثناء عمليات الاجتياح والتوغّلات المتكرّرة، وكان مسؤولاً عن عملياتٍ متعدّدة من زرع وتفجير عبوات وقصف للهاون وصواريخ القسام وتجهيز استشهاديين، بالإضافة إلى أنّه كان يُشرِف على معسكرين لتدريب وتأهيل المجاهدين الذي التحقوا في صفوف الكتائب، الأمر الذي جعله يوصَف "برجل جميع المهمّات".
عجز الجيش الصهيوني عن معرفة العقلية التي تغلبت على أمنه وحصونه في مستوطنة "بات سديه" في شهر رمضان قبل عامين، وذلك عندما استطاع الاستشهاديّ إسماعيل بريص من تنفيذ عمليةٍ نوعية قُتِل خلالها جنديان صهيونيّان وأصيب ثلاثة آخرون حسب اعتراف العدو بالخسائر والعقلية الفذّة التي تغلّبت على أمنه الواسع، كما أنّه قام بتشكيل وحدة الرصد والإسناد لعمليّة الاستشهاديّ مهند اللحام الذي اقتحم مستوطنة "جاني طال" وجندل الصهاينة فيها.

إشرافٌ أمنيّ:
أشرف الشهيد صيام أمنياً على عملية حفر النفق تحت موقع محفوظة "أورحان"، وكان ضمن الوحدة التي قامت بعملية التفجير التي دمّرت الموقع بالكامل. تعرّض الشهيد صيام إلى محاولة اغتيالٍ فاشلةٍ قبل عدّة أشهر من قِبَل طائرات الاستطلاع الصهيونية في منطقة "عبسان" الكبيرة هو واثنين من رفاقه عندما أخطأت الطائرة هدفها في المرة الأولى، وبدا حينها التصميم على اغتياله حيث استُدعِيَت طائرةٌ أخرى تعزيزيّة لمطاردته ومتابعته في منطقةٍ خالية وإطلاق صاروخٍ ثانٍ وثالثٍ عليه إلا أنّ عناية الله حالت دون إصابته، واستطاع بفضل الله تضليلها والتمويه بلباسٍ متخفٍّ والخروج من المنطقة.

الرجل الهادئ:
لم يكنْ الشهيد "أبو انس" يحبّ عرَضَ هذه الدنيا وزيفها، كان يسعى لنيل الدرجة العالية في الفردوس الأعلى، فكان يبحث عن الطريقة السريعة لنيل الشهادة والفوز بالجنة، فعرض على إخوانه في قيادة كتائب القسام أنْ يجهّز نفسه لتنفيذ عمليةٍ استشهادية، وأنْ يكون نصيبه كباقي الاستشهاديين الذين جهّزهم، ولكنّهم رفضوا عرضه ذلك وتصميمه القويّ، معلّلين ذلك بأنّهم يحتاجونه إلى مهمّاته الكبيرة الموكَلة إليه في القيادة والتصنيع والتدريب، وكيف لا وهو "رجل جميع المهمّات".
وصفه أصدقاؤه وجيرانه بالرجل الهادئ الرزين الذي لا يصُدّ أحداً في تقديم الخدمة والمساعدة في أصعب وأحلك الظروف، فلم يكنْ يلهيه العمل العسكريّ الكبير عن التواصل الاجتماعي مع أسرته وأصدقائه وجيرانه الذين أحبّوه كثيراً، وعندما كانوا يفتقدونه يعرفون أنّه في مهمّةٍ جهادية ومنشغلٌ عنهم لفترة انقضائها فقط، رغم أنّه كان سرّياً للغاية ولا يصرّح عند سؤاله عن عمله الجهاديّ بأيّ شيء.
يقول صديقه الصحافي أيمن سلامة: "لم أكنْ أتوقّع أنّني في يومٍ من الأيام سأفقد صديق عمري الذي لازمني أكثر من عشرين عاماً، لم أجدْ ما يُنفّرني منه، فقد كان جامعاً لكافّة الصفات الحسنة التي يفتقدها الكثير من الشباب هذه الأيام، وفياً لأصحابه جميعاً، صريحاً في معاملاته، حنوناً على أبنائه، حيث إنّنا كنّا نميّزه في المسجد بمنديل إحدى بناته اللاتي كان يصطحبهن معه للصلاة حتى يربّيهن التربية الإسلامية الصحيحة".
ويذكر أيمن أحد مواقف الفداء للشهيد وذلك عندما تعرّض لحادثٍ مفاجئٍ أدّى إلى انقلاب دراجته التي كان يركبها هو وابنته "هبة"، وبسرعة البرق الخاطف قفز من فوق الدراجة على الأرض كي يتلقّف "هبة" قبل أنْ تقع وتسقط على الأرض، أدّى ذلك إلى إصابته إصابةً بالغة شوّه على إثرها وجهه وخُيِّطَ بـ13 غرزة.
ويضيف زوج أخته أسامة السباخي أنّه كان حريصاً على العمل التطوعيّ وإيثار الناس، ومحافظاً بشكلٍ كبيرٍ على عيادة رحمه وأقاربه، حيث شرح ظروف استشهاد "أبو أنس" قائلاً إنّه: "لم يبِتْ ليلته في البيت تحسّباً للاجتياح ومباغتة العدو، وجاء في صبيحة اليوم الثاني ليأخذ ابنه "أنس" إلى الشارع كي يعرّضه لأشعة الشمس عملاً باستشارة الأطباء حيث إنّ ابنه يعاني من مرض الكساح، وكان حينها ينوي شراء بعض الحاجيات لبناته الأخريات، ولم نعلم أنّ آخر عهد الشهيد في هذه الدنيا أنْ يحضن أبناءه الذين فقدوه ويسألون أمّهم في كلّ ساعة (لماذا تأخّر أبونا يا أمّي؟)".
ويضيف: "كان موعده مع الشهادة فعلاً عندما أطلق القنّاص الحاقد النار عليه من الموقع العسكري الصهيوني المقابل لمنزله، والذي طالما كان يرصده لساعة الوداع الأخير صبيحة يوم الأحد الموافق 17/7/2005م".

فقدان الرجل الجسور..
كان وقع الخبر على جميع من عرفه ليس مفاجئاً بقدر ما كان حزيناً على فراق ذلك الرجل الجسور، والعقل المدبّر للعمليات النوعية، وافتقادٍ لبطولة القائد الذي كان يتصدّى للعدو ودباباته.
بكاه أصدقاؤه وجيرانه، ولكن الدموع سرعان ما أصبحت دموع فرحٍ عندما رأوا ابتسامته وهو مسجّى وكأنّه فرحٌ بما نال وباختيار الله له، وكذلك عندما أثبت رجال القسام بصواريخهم وقذائفهم الانتقامية لدمائه التي صبّت غضباً على المستوطنات وإرهابيّيها المستوطنين الذين اعترفوا بالخسائر الفادحة والإصابات الخطيرة في صفوف جنودهم، حينها علِمَ الجميع أنّ القائد أثمر زرعه وتدريبه وخلف من بعده رجالاً أوفياء يحملون الأمانة ويسيرون على نفس الدرب الذي استشهد من أجله شهيدنا "أبو أنس".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ljfgkidf.yoo7.com
جعفر الخابوري
المراقب العام
المراقب العام
جعفر الخابوري


عدد المساهمات : 733
تاريخ التسجيل : 27/06/2013

ابطال الا مه الا سلا ميه Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابطال الا مه الا سلا ميه   ابطال الا مه الا سلا ميه Emptyالإثنين يوليو 01, 2013 7:43 pm

زوجته صلت ركعتين فور سماعها نبأ الشهادة
الشهيد القسامي "أمجد عرفات" رجل صلب أحبه الجميع
وتمنى الشهادة فنالها


غزة- خاص
"لا أعرف ما أكتبه لك في هذه اللحظات وعبر هذا الجهاز الأصم الذي لا يقدر أن يوصل شعوري ليته قادر على الكلام حتى ينطق لك بمدى حزني على استشهاد أمجد ولكن أقسم بالله أن هذه الشهادة نتمناها جميعا، وأدعو الله دائما أن أنال مثلها لأنني سوف أفارق هذه الدنيا وأنا مرفوع الرأس وسأكون قد قدمت نفسي وروحي إلى الله سبحانه وتعالى ولا يوجد أغلى من روحي لكي أقدمها في سبيله" بهذه العبارات القلبية الصادقة والتي تحدث بها خلال برنامج المحادثة على الإنترنت، حيث عبر أخ الشهيد القسامي أمجد عرفات والمتواجد في بلاد الغرب عن شعوره فور سماعه نبأ استشهاد أخيه، فعلى الرغم من صعوبة الموقف إلا أنه كان كالجبل الصامد في مواجهة هذا الموقف.
ويضيف أخ الشهيد "ها هو أمجد قد سبقنا في هذه أيضا وقدم روحه الغالية في سبيل الله".
قصتنا اليوم مع فارس من فوارس كتائب الشهيد عز الدين القسام إنه الشهيد أمجد أنور عرفات " أبا حازم" متزوج منذ عام 1994وهو أب لخمسة من الأطفال أكبرهم حازم والذي يبلغ من العمر 10 أعوام ثم هدى ثم هلا ثم هبة ثم مؤمن.

النشأة والترعرع والدراسة
نشأ الشهيد أمجد وترعرع وسط أسرة ملتزمة، فنشأ على حب كتاب الله والالتزام في تعاليمه، وولد فارسنا المغوار أبا حازم في السادس من أكتوبر/ تشرين أول من العام 1968م، وهو الرابع في ترتيب عائلته المكونة من سبعة من الأبناء وبنت واحدة، أنهى تعليمه الابتدائي من مدرسة "معروف الرصافي" ثم انتقل ليكمل تعليمه الإعدادي إلى مدرسة "اليرموك"، ولم ينه شهادة الثانوية العامة لظروف خاصة به، حيث عمل مع إخوانه ووالده في الحلويات، وتعتبر الحلويات التي كانت تصنعها عائلته من أشهر متاجر الحلويات في قطاع غزة.
عمل الشهيد البطل أمجد منذ الانتفاضة الأولى في كتائب القسام حيث كانت له ذكريات جميلة مع الشهيد القائد القسامي كمال كحيل ثم كانت له ذكريات مع القائد العام الشيخ صلاح شحادة.

أتمنى لقاء أبي بالجنة
التقينا بالطفل حازم ابن الشهيد والذي كان يرتدي قبعة خضراء كتبها عليها "لا إله إلا الله" ويحمل صورة والده الشهيد، قال: "أول شخص قال لي إن والدي استشهد هي أمي، وأتمنى أن أكون مثل والدي وألقاه في الجنة".

"أنشودة فرشي التراب"
وأضاف الطفل حازم أنه لم يعرف يوما أن والده غضب منه أو ضربه كما يضرب بعض الآباء أطفالهم بل كان عطوفا وحنونا معه، حتى أنه أخذهم قبل استشهاده بيوم واحد إلى مهرجان الأنشودة الإبداعي الأول الذي أقامته إذاعة "صوت الأقصى"، حيث أعجب الشهيد بأنشودة فرشي التراب.
حبه للمساجد والتزامه بصلاة الفجر
فارسنا المغوار عرف منذ صغره بحبه للمساجد والتزام بصلاة الفجر وصيام يومي اثنين وخميس، وكان يتمنى الشهادة من قلبه، حتى أن أخته الحاجة أم علاء تحدثنا "أنه كان يدعو دائما أن ينال الشهادة في سبيل الله".

ركعتين شكر لله
زوجة الشهيد أم حازم الصابرة المرابطة التي فور سماعها نبأ استشهاده صلت ركعتين شكر لله تحدث لنا بقلب يملئه الصبر والإيمان بالله سبحانه وتعالى قائلة فخر كبير لي أن أكون زوجة شهيد قسامي، وأسأل الله العلي العظيم أن يجمعني به في الجنة.
وأضافت زوجة الشهيد قائلة: "أنا اعلم منذ أن تزوجت زوجي انه يعمل في كتائب القسام واخترت العيش معه، وكان دوما يدعو من قلبه أن ينال الشهادة في سبيل الله، فها هو نال ما تمنى والحمد لله رب العالمين".

كان يؤهلها للجهاد
وتقول زوجة الشهيد أن الشهيد أمجد كان يؤهلها دائما للجهاد في سبيل الله ولتقبل نبأ الشهادة، مشيرة إلى أنه صلى يوم استشهاده في المسجد العمري أكبر مساجد غزة القديمة، وأنه كان يحب العمل في وقت يرتاح فيه الناس وشهادته جاءت في يوم إجازة يوم الجمعة ووقت بعد صلاة الجمعة وقت الاستراحة للناس والسكون".

"اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك"
الحاجة أم علاء أخت الشهيد وهي ناشطة في جمعية الشابات المسلمات قالت: "فور سماعي نبأ استشهاد أخي أمجد، لم يكون هذا الخبر مفاجئا لي لأنه كان يتمنى على الدوم الشهادة في سبيل الله وكان يردد على الدوم اللهم ارزقني الشهادة في سبيلك".

رأيت أخي في منامي شهيدا
وأضافت الحاجة أم علاء أن أخيها الشهيد امجد من المقربين لها وكان على اتصال دائم معها وانه رأت في مناهما أنه استشهد فحقق الله لي هذه الرؤية، مشيرة إلى أن كل كلمات الرثاء لا تكفي الشهيد امجد فهو رجل أحبه الجميع رجل الدعابة رجل المحامل ورجل صاحب النخوة والشهامة، وكان يخدم أهله وأصحابه ويؤثرهم على نفسه، أنا افتخر بأني أخت الشهيد امجد".

علاقة حميمة بالجميع
أما الحاج أبو يحيى النخالة والد زوجة الشهيد فيقول: زارني امجد قبل أسبوع وسعدت كثيرا بلقياه فهو لا يعرف إلا محبة الناس والتعاون معهم وعلاقته حميمية بالجميع وكنا نتمنى دائما أن نقضي معه أمسية جميلة على شاطئ غزة".

موعد مع الشهادة
لقي الشهيد ربه بعد أن صلى الجمعة في مسجد العمري الكبير وسط غزة حيث توجه إلى بيته، ثم خرج في مهمته الجهادية هو ورفاقه، فكان موعده مع ربه، هو وأربعة من الشهداء وهم:
الشهيد القائد المجاهد/ عادل غازي هنية (29 عاماً) من مخيم الشاطئ في غزة.
الشهيد المجاهد/ أمجد أنور عرفات (35عاماً) من حي الرمال في غزة.
الشهيد المجاهد/ عاصم مروان أبو راس (22عاماً) من حي الدرج في غزة.
الشهيد المجاهد/ صابر محمد أبو عاصي (21عاماً) من حي الزيتون في غزة.

التشييع
وفي مسيرة جماهيرية حاشدة شيع المواطنون جثامين الشهداء بعد أن صلوا عليهم في مسجد العمري الكبير بمدينة غزة، ليواروا الثرى في مقبرة الشيخ رضوان بغزة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ljfgkidf.yoo7.com
جعفر الخابوري
المراقب العام
المراقب العام
جعفر الخابوري


عدد المساهمات : 733
تاريخ التسجيل : 27/06/2013

ابطال الا مه الا سلا ميه Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابطال الا مه الا سلا ميه   ابطال الا مه الا سلا ميه Emptyالإثنين يوليو 01, 2013 7:43 pm

الأسير عبد الناصر عيسى
جنرال الكتلة الإسلاميّة

التلميذ النجيب للمهندس عياش والقائد الشهيد جمال منصور


نابلس – تقرير خاص:
كما كان علماً في فلسطين في ساحات الوغى وميادين العمل الطلابي والجهاديّ، ما زال علماً في زنازين وباستيلات العدو الغاصب يترك بصماتٍ واضحة أينما رحل وحلّ, مما أربك قادة الأمن الصهاينة.
المعتقل القساميّ عبد الناصر عطا الله شاكر عيسى (37 عاماً)، من مواليد مخيّم بلاطة في مدينة نابلس, درس المرحلة الابتدائية في مدارس الوكالة، ثمّ انتقل بعد ذلك إلى المدرسة الإسلامية، وبعد أنْ أنهى التوجيهي كانت الانتفاضة الأولى قد بدأت، فاعتُقِل بحجّة إلقاء ملتوف (زجاجات حارقة) على الجبات (السيارات العسكرية)، وانضمّ إلى الحركة الإسلاميّة في العام 1983, وبعد خروجه من السجن التحق بكلية الشريعة قسم الكتاب والسنة بجامعة النجاح الوطنية، وانخرط في صفوف العمل الإسلامي والوطني في الجامعة ليصبح بعد فترةٍ أمير الكتلة الإسلامية المحسوبة على حركة حماس.

حياة جهاديّة حافلة..
تعرّض عبد الناصر للاعتقال من قِبَل سلطات الاحتلال الصهيونيّ عشرة مرات، كانت المرة الأولى سنة 1984 م واستمرّت لمدة سنتين ونصف، اتهم فيها بالعضوية في حركة حماس وفي خليّةٍ مسؤولة عن إلقاء عبوات ناسفة ومولوتوف على دوريات عسكرية صهيونيّة، وفي سنة 1992 م خرج من السجن بنشاطٍ وعزيمة صلبة ونفسيّة قويّة لم تثْنِها متاهات الاعتقال وظلام السجن، واستمرّ في طريقه الذي كان عليه قبل الاعتقال.

وبعد عامٍ من خروجه من الاعتقال اعتُقِل عبد الناصر للمرة الثانية في سنة 1993 م بتهمة المشاركة في فعاليات ونشاطات حركة حماس، ودام اعتقاله الثاني لمدة عام خرج بعدها عام 1994م من السجن لينخرط مباشرة في العمل العسكري التابع لحركة حماس، وبعد فترةٍ وبالتحديد في شهر يناير 1995م بدأت أجهزة الأمن الصهيونيّة مطاردة عبد الناصر عيسى باعتباره أحد قياديّي كتائب عز الدين القسام، استطاع عبد الناصر في فترة مطاردته تكوين وقيادة عددٍ من الخلايا العسكرية التي نفّذت عدداً من العمليات العسكرية داخل الأراضي المحتلة عام 1948م.

وتعرّض منزله للإغلاق في العام 1969 على خلفية نشاط والده المقاوم وكان عمره آنذاك عامين، وتمّ هدم المنزل في الانتفاضة الأولى وتعرّض للتهديد بالهدم للمرة الثانية قبيل انسحاب قوات الاحتلال من نابلس. وأصيب بالرصاص مرتين المرة الأولى عام 82 والثانية عام 1987.

مع الشهيد المهندس يحيى عياش..
أثناء المطاردة، نجح المطارد عبد الناصر عيس بتخطّي حاجز "آيرز" لدخول مدينة غزة الواقعة تحت السيطرة الأمنية الفلسطينية، وفي أحد المخابئ في بيت لاهيا التقى الشهيد أبو البراء، والذي كان منقطعاً عن الضفة بسبب حصاره الشديد في غزة, ولذلك كان متلهّفاً لمعرفة أخبارها, وكيف هي الأحوال، وكان اللقاء حول العمل الجهاديّ الذي كان متوقّفاً لفترة طويلة نسبيّاً، وحول أوضاع المعتقلين، وتمّ الاتفاق فيه على أنْ يعود إلى الضفة لتوفير أماكن للاختباء, وتجنيد مجاهدين لاستئناف العمل، ومن ثمّ مساعدة أبو البراء للعودة إلى الضفة الغربية لمواصلة العمل وحتى يحين ذلك الوقت فقد علّمه أبو البراء كيفيّة إعداد العبوات الناسكة للعمل حالما تكون الظروف مواتية لذلك، واستطاع عثمان بلال أنْ يُعِدّ له مكاناً مناسباً للاختفاء والعمل.

عبد الناصر التلميذ النجيب:
بعد أنْ تعلّم عبد الناصر فنّ إرعاب الصهاينة على يد الشهيد يحيى عياش، صار يسمّى بالتلميذ النجيب للمهندس حتى كسر فترة الهدوء والانتظار بعملياته النوعية التي كانت سبباً في إرباك الصهاينة، بخاصةٍ وأنّ العملية الثانية تمّت بعد اعتقال عبد الناصر بأيام وهو الذي تحمّل كافة أنواع التعذيب حتى اطمأن إلى تنفيذ العملية التي خطّط لها قبل الاعتقال, ولخطورته من وجهة نظر العدو تمّ عزله مدّة سنتين ونصف في سجني بئر السبع والرملة، حيث تعتبره المخابرات الصهيونية من قيادات حماس داخل السجون.
حُكِم على المجاهد عبد الناصر عطا مدى الحياة مرتين, وعندما نطق القاضي الصهيوني بالحكم وضّح له أنّ مدى الحياة الثانية تبدأ بعد انتهاء الأولى.

الجنرال القائد:
عشر سنواتٍ مرّت على اعتقال جنرال الكتلة الإسلامية المعتقل القساميّ عبد الناصر عيسى، دون أنْ يوهِن ذلك من عزيمته وحقده على الصهاينة وتمنّيه أنْ يموت شهيداً، كما تمنّاه من قبله القائد الفذّ خالد بن الوليد.. ومهما يكن من خلافات، وكره وعداء، فلا يمكن للعدو إلا أنْ يعترف بعبقرية من يواجهه، ويعترف بأنّه يفرض احترامه على كافة الوجوه، فقال الصحافي الصهيونيّ "تسفي غيلات": "إن الموضوع يُعلّق بأناسٍ يملؤهم الحماس الدينيّ، إنّك تحوّل من تشاء إلى عبدٍ بالعطايا أو المال أو النساء ولكن كيف ستغري إنساناً يرى في عالمنا مجرّد ممرٍّ وليس مقرّ، فهو سيحصل على كلّ المنح كمجاهدٍ في سبيل الله، لذلك لا عجب أنْ يتفاخر أعضاء حماس برجالهم". بهذا التعليق عن رجال حماس والمعتقل عبد الناصر عطا الله عيسى هو أحد هؤلاء الرجال بل هو أحد قادتهم وأمرائهم، فقد قدّم هذا الرجل في سبيل وطنه ودينه سني عمره التي حاول الصهاينة أنْ يسلبوه إياه، لكن سجنه خلوة، وإيمانه في صدره، مستقبِلاً حكمه بابتسامة هادئة، حينما نطق القاضي بالحكم وهو يضحك -فلأول مرة يُحكَم على شخصٍ مدى الحياة مرتين- وعندما تمّ الاعتراض على الحكم قال القاضي "بعد انتهاء مدى الحياة الأولى تبدأ مدى الحياة الثانية".

أولى خطوات المجد القسّاميّ:
تمّ تجميع المواد الأساسية التي تتكوّن منها المادة المتفجّرة المعروفة "بأم العبد" الحساسة والخطيرة والتي أتقنها الشهيد أبو البراء، ثمّ قام عبد الناصر بالاتصال بمحي الدين الشريف ولم يكنْ حينها مطارداً, والشهيد لبيب عازم والشهيد سفيان جبارين, بعد أنْ كانت حقيبة عبد الناصر مليئة بالمتفجرات الجاهزة للاستخدام, وكانت الخطّة تقتضي القيام بتفجيرين بشكلٍ مزدوج في محطة الباصات المركزية بالقدس، ولكن لأسبابٍ مختلفة قام عبد الناصر بتوصيل الشهيد لبيب عازم إلى وسط تل أبيب بجانب محطة باصات صهيونيّة في "رامات غان" ليس بعيداً عن هيئة أركان الجيش الصهيونيّ، والبورصة المركزية في تل أبيب, وعندما حصل الانفجار لم يكنْ قد اجتاز الخط الفاصل بين الأراضي الفلسطينية المحتلة (48) قلقيلية, وأعلن العدو الصهيونيّ عن تدمير باصٍ وقتل ستة جنودٍ و جرح أكثر من 30 عسكرياً.
وبعد شهرٍ تقريباً كانت العملية الثانية في قلب القدس المحتلة، وأعلن العدو الصهيونيّ عن تدمير حافلتين ومقتل خمسةٍ من الصهاينة وجرح أكثر من مائة.

المطاردة..
عبد الناصر عيسى، المطلوب رقم 2، بعد أنْ أُطلِق لقب المطلوب رقم 1 على الشهيد المهندس يحيى عياش الذي كان يصفه عبد الناصر دائماً "كالمرأة الخجولة، من يراه لا يقول إنّ هذا الشخص له علاقة بمثل هذه الأمور".
استمرّت مطاردة عبد الناصر من قِبل أجهزة الأمن الصهيونيّة والفلسطينية على حدٍّ سواء، وأثناء المطاردة اعتُقِل عبد الناصر من قِبَل السلطة الفلسطينية في مدينة غزة وأيضاً من قِبَل سلطات الاحتلال، ولكنّهم لم يتعرّفوا عليه حيث كان يحمل اسماً مستعاراً وهوية مزوّرة وأطلق سراحه بعد فترة، بعدها انتقل إلى الضفة واستمرّ مطاردته حتى يوم التاسع عشر من شهر أغسطس 1995 م وهو اليوم الذي تمّ فيه إلقاء القبض عليه في مدينة نابلس بعد أنْ كان عائداً من القدس المحتلة حيث قام بتسليم حقيبةٍ تحتوي على مواد متفجرة للشهيد القائد محيي الدين الشريف لتنفيذ عملية "رامات أشكول"، وفي لحظةٍ كان يقف عبد الناصر في شارع الملك فيصل في نابلس ويتكلّم من هاتفٍ عموميّ مع الشهيد المهندس يحيى عياش، وبعد الانتهاء من المكالمة وإذا بمجموعةٍ كبيرة من القوات الخاصة الصهيونيّة وضباط جهاز المخابرات الصهيونيّة تحيط به، وهكذا تمّ اختطافه واقتياده إلى زنازين سجن نابلس حيث استقبل بفرحٍ شديد من قِبَل قيادة جهاز "الشاباك" وحصولهم على هذا الصيد الثمين.

اعتقاله:
اعتُقِل عبد الناصر عيسى باسم (مهدي القاسم) المزوّر، وفي التحقيق التزم الصمت بالرغم من شدّة التعذيب واستخدام أسلوب الهزّ معه، وبعد فترةٍ من اعتقاله حصلت عملية "رامات أشكول" والتي كان عبد الناصر وراءها، وحمّل الرأي العام الصهيونيّ جهاز المخابرات العامة الشاباك المسؤولية حيث إنّ مدبّرها كان بين أيديهم ولم يستطيعوا انتزاع اعترافٍ منه إلا بعد حصولها، وعلى إثر هذه العملية كشف رئيس "الشاباك" عن نفسه في فضيحةٍ أمنيّة كبيرة، وهكذا اعتُقِل عبد الناصر للمرة الثالثة ولكن هذه المرّة دون أملٍ في الخروج.

أوضاعه الاعتقالية:
يعيش المعتقل عبد الناصر عيسى ظروف اعتقالٍ صعبة، فقد قامت مصلحة السجون الصهيونيّة بنقله من سجنٍ لآخر، حيث تنقّل من سجن "الفارعة" إلى "مجدو" في"جنين"، ثم "جنيد" و"نفحة" و"بئر السبع" و"الجلمة" ثم "بيتح تكفا" و"المسكوبية" في القدس المحتلة، ثم سجن "الرملة"، وأخيراً استقرّ في سجن "عسقلان".
وُضِع المعتقل عبد الناصر عيسى في العزل الانفراديّ مدّة سنتين حيث امتدّت منذ سنة 1997 م إلى 1999 م في سجن بئر السبع ومُنِع أهله في تلك الفترة من زيارته، وفي الفترة الأخيرة أعاد جهاز المخابرات التحقيق معه ثلاث مرات حيث كان كلّ من رآه بعد إعادته من التحقيق يقول إنّه ميّت، وكانت أشدّ هذه الجولات من التحقيق سنة 1998م وذلك بسبب مشاركته من داخل السجن في تكوين خلية "شهداء من أجل الأسرى" التي نفّذت عمليّتي "محانيه يهودا" و"بن يهودا" التي قُتِل فيها ستّةٌ وعشرون صهيونيّاً وجُرِح فيها العشرات.

الشقيقة الصابرة:
أمّا شقيقته تحرير فتقول: "إنّ عبد الناصر صاحب شخصيةٍ جذابة ومحبوبة لمن حوله، دبلوماسيّ في التعامل وحنون على أهله خاصة أمّه وأبوه وأخوته".
وأكملت قائلةً إنه كان يحقد على اليهود ويكرههم، ويتمنىّ أنْ يأتيَ اليوم الذي لا يراهم فيه وبالذات بعد اعتقال أبيه.
أمّا عن حالته الصحية فقد أعربت عن خوفها من مرضه فقالت: "يعاني عبد الناصر من أمراضٍ كثيرة كالقرحة وأزمة في الصدر وآلام في الظهر والفاصل بسبب ظروف الاعتقال السيئة وطول فترات التحقيق معه".

"فرح" المتعلّقة بعمّها:
ولا تتوقّف الرسائل التي يرسلها عبد الناصر من السجن عن السؤال عن "فرح" (11 عاماً) ابنة شيقيقه عمر والتي كان يلاعبها وهي رضيعة خلال فترة المطاردة, كما لا تتوقّف "فرح" عن إرسال رسائل إلى السجن تتضمّنها أشعارٌ تخطّها بقلمها ورسومات. وما إنْ تصل رسائل عمّها حتى تسارع "فرح" إلى غرفتها تقرأها مرّاتٍ عديدة وتكتب ردّاً عليها.

عبد الناصر في المعتقل..
ما يزال المعتقل حصناً لا يستطيع أيّ شخصٍ اختراقه، فدخوله لم يغيّر فيه إلا جلده وصبره، ويُجمِع الذين عرفوه داخل السجن أنّه هادئٌ جدّاً وصاحب معنويات عاليةٍ ويتمنّى الشهادة دائماً، وفي انتفاضة الأقصى استُشهِد عددٌ كبيرٌ من رفاقه منهم توأمه، كما كان يصف عبد الناصر دائماً، الشهيد فهيم دوابشة، والشهيد أحمد مرشود صهره وصديق عمره، كما منعت سلطات الاحتلال أهل عبد الناصر من زيارته منذ أحداث انتفاضة الأقصى.

واستطاع عبد الناصر عيسى كسب محبّة كلّ من حوله داخل السجن، ممّا ضايق إدارة السجن حيث كان يقول له مدير سجن عسقلان دائماً: "إنّك سجينٌ خطيرٌ، ولا يجب أنْ تجلس مع بقية السجناء لأنّك محبوبٌ وتعمل حيثما جلست قاعدة وشعبية لك".

ولذلك يُعتبر عيسى نموذجاً فريداً يمثّل بحقّ دور المجاهد الصابر الشجاع، واختار طريق الجهاد التي كان يقول دائماً عنها: "إنّ الطريق التي نختارها هذه نهايتها إمّا الشهادة أو السجن، والسجن خيارٌ صعبٌ لكن ما على المجاهد إلا أنْ يصبر ويحتسب وينتظر الشهادة، أمّا هؤلاء اليهود فلنْ ينالوا من عزيمتي شيئاً".

رفقاء الأسر:
وفي الأشهر الأخيرة التقى عبد الناصر بالعديد من القادة السياسيين الذين دخلوا السجون وأبرزهم الشيخ حسن يوسف وحسام خضر ومروان البرغوثي. وبعد الإفراج عن الشيخ يوسف زار الشيخ منزل عبد الناصر عيسى والتقى عائلته حيث امتدحه وأعرب عن افتخاره بأخلاقه العالية ودماثة علاقاته مع اقرأنه. وفي الرسائل التي يرسلها الأسير النائب حسام خضر وصف عبد الناصر بأنّه شخصية فذّة تترك محبةً في نفوس كلّ من يلقاه.

دراسة جامعية:
واستغلّ عبد الناصر عيسى فترة اعتقاله لينهل من العلم والدراسة حيث التحق بالجامعة العبرية المفتوحة تخصّص علاقات دولية وقارب على الانتهاء ومُنِع مؤخّراً من إكمال الدراسة بسبب نشاطه في السجن. وقد كانت فترة عزله فرصةً للدراسة حيث كان يدرس 12 ساعة في اليوم وأضحى يتقِن اللغتين العبرية والإنجليزية بطلاقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ljfgkidf.yoo7.com
جعفر الخابوري
المراقب العام
المراقب العام
جعفر الخابوري


عدد المساهمات : 733
تاريخ التسجيل : 27/06/2013

ابطال الا مه الا سلا ميه Empty
مُساهمةموضوع: رد: ابطال الا مه الا سلا ميه   ابطال الا مه الا سلا ميه Emptyالإثنين يوليو 01, 2013 7:44 pm

الشهيد القسّاميّ أحمد شهوان
القائد الذي لا يرضى الذلّة

خانيونس- تقرير خاص:
في مقبرة مخيّم خانيونس، وبجوار شقيقيه الشهيدين محمد ويوسف، كانت نهاية القصة، ففي تلك اللحظات باغتت صواريخ الاحتلال الصهيوني المجاهد القساميّ أحمد شهوان وهو يدكّ المستوطنات الصهيونية بقذائف الهاون من داخل المقبرة المحاذية لمستوطنتي (نفيه دكاليم) و(جديد)، وأصيب أحمد بإصاباتٍ مباشرة من شظايا الصاروخ الذي تسبّب بقطع ساقيه وارتقت روحه الطاهرة إلى العلا بعد ساعاتٍ قليلةٍ من إصابته.

نشأته:
وُلِد الشهيد القساميّ المجاهد أحمد مصطفى محمد شهوان (24 عاماً) في منطقة بطن السمين بخانيونس، في العام 1981م، وهو الأخير بعد أخوته السبعة وشقيقتيه، عاش وسط عائلةٍ معروفٌ عنها حبّ الجهاد والتضحية، فقدّمت قبله شهيدين هما الشهيد القائد محمد الذي استشهد في 17/3/1994م في كمينٍ نصبته له القوات الخاصة هو والشهيد القساميّ طه أبو مسامح، واستشهد بعده الشهيد القائد يوسف الذي استشهد في مهمةٍ جهادية في 11/3/2004م.
ترعرع الشهيد أحمد بين أحضان هذه الأسرة المجاهدة وتربّى على خلق الإسلام وقراءة القرآن وحفظ بعض سوره، وكان منذ صغره شغوفاً بقتال المحتلين، ويحاول إحضار معدّات القتال البسيطة ليشارك المجاهدين عملهم, ومما زاده حبّاً للعمل الجهاديّ استشهاد شقيقيه وابن عمه.

يقول الحاج "أبو نافذ" والد الشهيد الذي أنهكه الكبر: "أفتخر اليوم أنا وزوجتي بأنْ مَنَّ الله علينا بالشفيع الثالث لنا في الجنّة، واصطفى ابني أحمد شهيداً ليلحق بإخوانه محمد ومصطفى". وأشار إلى أنّه كان دائماً يرى في أبنائه روح الجهاد والمقاومة التي لم يكنْ ليردعهم عنها.
واصل الشهيد أحمد شهوان تعليمه، لكنّه لم يُكمِل الثانوية العامة بسبب ظروف الاعتقال من قِبَل السلطة الفلسطينية وتوجّهه إلى العمل الجهاديّ. قال شقيقه الداعية الشيخ نافذ شهوان إنّ أحمد كان طيّب القلب يحبّ الجميع، تربطه علاقاتٌ مميّزة مع جيرانه وأقرانه ومع الأجنحة العسكرية الفلسطينية خاصة كتائب الشهيد أحمد أبو الريش وألوية الناصر صلاح الدين.
وعلى إثر استشهاد شقيقه القساميّ يوسف رغب أحمد في تحصين بيت أخيه وكفالة ابنه "عبد الرحمن"، فتزوّج المرأة الصابرة المؤمنة زوجة أخيه الشهيد.

تقول زوجته الصابرة ميادة محمود شهوان (20 عاماً): "الحمد لله الذي شرّفني باستشهاد زوجي أحمد ومن قبله زوجي يوسف حتى أكون زوجة شهيدين وأنال رضا الله والشفاعة يوم اللقاء بهم إنْ شاء الله"، وتؤكّد أنّها كانت تتوقّع أنّه سيأتي اليوم الذي تودّع فيه أحمد كما ودّعت يوسف، لما رأت فيه من إقدامٍ وإصرارٍ على سير الطريق الذي سلكه أخوه يوسف ومحمد. وأكّدت الزوجة أنّها لم تمانعْ بأنْ يحلّ أحمد مكان يوسف لما رأت فيه من خلقٍ وصفات أخيه وحبّه الشديد لعبد الرحمن، وتمسّكه بذات الدرب الذي مضى من أجله زوجها الأول يوسف.
وأضافت أنّها تحمِل في أحشائها طفلاً في شهره الخامس وتتمنّى من الله أنْ يكون ذكراً حتى تسمّيه "عبد السلام" على اسم الشهيد القساميّ عبد السلام أبو موسى كما كان يرغب الشهيد، ودعت الله أنْ يقدّرها على حمل الأمانة التي في عنقها، وأنْ تُربّي طفليها حسب الوصية.

عاش أحمد في حضن البيت الجهادي المحافظ وفي مسجد فلسطين الذي يعتبر أشهر مساجد خانيونس في تقديم الشهداء من كتائب القسام، حيث تخرّج منه الشهداء القادة عبد الرحمن حمدان, نافذ شبير، جميل وادي، إسلام النبريص، بكر حمدان، معاوية روقة، بالإضافة إلى يوسف ومحمد، وسالم شهوان.
كان يظهر على أحمد حماسةٌ قوية للعمل الجهاديّ، فبدأ المشاركة بالعمل الجماهيري وكتابة الشعارات على الجدران، و دائماً ما يحضر الأسلحة الخفيفة للتدريب عليها، وبقِيَ لحوحاً في طلبه للعمل العسكريّ مع كتائب القسام إلى أنْ جاءت الانتفاضة الثانية، وصار يشارك المجاهدين في عملهم، ويتدرّب مع إخوانه في كتائب الشهيد أحمد أبو الريش، فقد فضّل الإنفاق على تدريبه من جيبه الخاص وصرف المبلغ الذي يمتلكه (1000 دينار).

جهاده في كتائب القسام:
التحق الشهيد أحمد بصفوف كتائب الشهيد عز الدين القسّام بعد انقضاء الهدنة الأولى خلال هذه الانتفاضة، ومارس أول ساعات عمله بزرع عبوات ناسفة للدبابات الصهيونية التي كانت تجتاح بطن السمين والحيّ النمساوي من المدينة، وتميّز بإطلاق قذائف الهاون وصواريخ القسام والياسين، كما أنّه اشترك في عمليه تفجير جيبٍ عسكريّ صهيوني في شهر رمضان من العام 2003م على خطّ مغتصبة "غوش قطيف"، وعمِل شهيدنا بالحراسة والرباط على الثغور، وشارك في التصدّي للعدوان الصهيوني على منطقة بطن السمين خلال عمليته العسكرية التي أطلق عليها "الحديد البرتقاليّ"، والتي استشهد فيها صديقه القساميّ إسلام النبريص، وأبلى الشهيد بلاءً حسناً في هذه المعركة التي استمرّت يومين، الأمر الذي رشّحه لتولّي قيادة إحدى المجموعات العسكرية في كتائب القسام، والتي تميّزت في عملها بفضل الله وبفضل الشجاعة والجرأة التي تمتّع بها أحمد.

في وداعه الأخير:
في مساء يوم الأربعاء 18/5/2005م، خرج الشهيد أحمد كي يضرب العدو بصواريخ القسام وقذائف الهاون رداً على جريمة العدو الصهيوني وقتله للشهيد القساميّ أحمد برهوم في رفح، فأطلق القذيفة الأولى والثانية والثالثة، وفي الرابعة داهمت مجموعةٌ من قوات الأمن الفلسطينيّ أحمد ورفاقه ومنعوهم من مواصلة عملهم الجهاديّ، وما لبِثت المجموعة القسامية لحظات تجادل أفراد السلطة حتى باغتتهم طائرة استطلاع صهيونيّة، وأطلقت صاروخاً مباشراً عليه في الحيّ النمساوي بخانيونس، واستشهد متأثّراً بجراحه الخطيرة جداً، في ساعةٍ متأخّرة من نفس اليوم.
ووجّه الأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس تحيّاته لوالد ووالدة الشهيد وعائلة شهوان، وذلك خلال اتصالٍ هاتفيّ خاطب فيه الآلاف من الجماهير التي شاركت في حفل التأبين الذي أقامته حركة حماس للشهيد أحمد في خانيونس، ووصفه بالقائد الذي لا يرضى الذلّة، مشيراً إلى جهاد وكفاح العائلة والكرامة التي خصّهم بها الله، حيث وصف الأم بخنساء فلسطين، وزوجته بذات النورين التي استشهد زوجاها الشقيقان.
أمّا د.محمود الزهار، أحد قادة حماس، فقد قال: "إنّ عائلة شهوان تبرهِنُ عملياً كيف يكون أبناء حماس ورجالات القسام وهم لا يبخلون في تقديم فلذات أكبادهم من أجل الدفاع عن شعبهم وأرضهم".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ljfgkidf.yoo7.com
 
ابطال الا مه الا سلا ميه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ابطال الامه الاسلاميه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدونة شيعة مملكة البحرين :: مجلة الخابوري-
انتقل الى: