كويتيون ينظمون حملات تبرع خاصة لتسليح جبهة النصرة الارهابية
شبكة النبأ: في اجتماع مسائي تقليدي يعرف باسم الديوانية وضع كويتيون أوراقا نقدية في صندوق مدشنين حملة لتسليح ما يصل الى 12 ألف من مقاتلي جبهة النصرة الارهابية في سوريا. وفي الخارج وقفت سيارة مرسيدس جديدة انتظارا لبيعها في مزاد للمساهمة في تمويل الحملة.
إنهم كويتيون سنة وأغلبهم إسلاميون مثل كثير من مقاتلي المعارضة السورية الذين يحاولون منذ أكثر من عامين الاطاحة بالرئيس بشار الأسد الذي ينتمي للأقلية العلوية. والشيعة أقلية في الكويت أيضا.
وقال فلاح الصواغ وهو عضو سابق عن المعارضة في مجلس الأمة الكويتي بينما كان جالسا وسط أصدقائه يشربون الشاي ويأكلون الكعك "الدول الغربية والأمم المتحدة تخاذلت عن نصرة الشعب السوري والثورة السورية. ومع إعلان الجهاد من علماء المسلمين بالمال والنفس من الطبيعي أن يتبرع الناس للمقاتلين للدفاع عن أنفسهم."
وجمعت الحملة 80 ألف دينار كويتي (282500 دولار) خلال أربع ساعات فقط. وينقل الصندوق إلى منزل جديد كل يوم لمدة أسبوع. ويقدر الصواغ ان هذا النوع من الحملات في الكويت جمع ملايين الدولارات في شهر رمضان الماضي.
وأجج القتال في سوريا التوتر بين السنة والشيعة في المنطقة مع دعم ايران وجماعة حزب الله اللبنانية للأسد ومساندة دول سنية مثل تركيا والسعودية وقطر لقوات المعارضة.
واستنكرت الكويت أفعال الجيش السوري وأرسلت مساعدات انسانية بقيمة 300 مليون دولار لمساعدة ملايين النازحين بسبب الصراع الذي قتل فيه أكثر من 90 ألف شخص.
وعلى الرغم من أن تسليح المعارضة يتعارض مع سياسة الحكومة تسمح الكويت بقدر من النقاش العام أكثر من دول الخليج الأخرى وتسامحت مع الحملات التي تنظم في المنازل أو على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت والتي يصعب السيطرة عليها.
ورغم ذلك تخشى السلطات الكويتية أن يؤجج جمع التبرعات لصالح سوريا التوتر الطائفي. ويدقق الغرب أيضا في عمليات جمع تبرعات غير رسمية للمعارضة السورية خشية وصولها الى المقاتلين المتشددين المعارضين.
ويستخدم بعض السياسيين المعارضين من الاسلاميين ورجال الدين السنة وسائل التواصل الاجتماعي وملصقات تعلق في أماكن عامة وعليها أرقام هواتف ساخنة في حملاتهم لتسليح قوات المعارضة السورية. ووضع العضو السلفي السابق بمجلس الأمة الكويتي وليد الطبطبائي صورا لنفسه في حسابه على موقع تويتر على الانترنت وهو يرتدي زي المقاتلين في سوريا.
وقال وزير شؤون مجلس الوزراء الكويتي الشيخ محمد المبارك الصباح إن ما يحدث في سوريا "يوجع القلب". وأضاف "من طبائع البشر أنه لا يمكن التحكم فيما يؤمن به الناس وكيف يريدون التحرك.
"ما يجري في سوريا يلهب العواطف على الجانبين. وهذا يفسر لماذا نحاول السير على نهج وسط."
ولا يسمح للبنوك الدولية بتحويل أموال الى سوريا من الكويت بسبب العقوبات لذلك زار الصواغ مدينة حلب السورية الشهر الماضي حاملا أموالا لمقاتلي المعارضة. ولم يذكر المبلغ الذي نقله.
وقال الصواغ الذي ينتمي لجماعة كويتية مرتبطة بجماعة الاخوان المسلمين "هدف حملة الكويت الكبرى هو جمع المال لمساندة الشعب الأعزل وتوصيله للائتلاف الوطني السوري."
ويسافر الصواغ وأعضاء آخرون في حملته أيضا الى تركيا والأردن لتسليم أموال الى وسطاء. وقال "نحن نثق فيمن يأخذون المال. ولهم الحرية في التصرف في هذا المال لاغاثة السوريين. السوريون أدرى بأحوال الشعب السوري." بحسب رويترز.
وتخشى واشنطن أن تعزز الأموال مقاتلين على صلة بالقاعدة معادين للأسد والولايات المتحدة والأسر الحاكمة في دول الخليج. وتريد واشنطن أن يقدم الغرب وحلفاؤها العرب جميع المساعدات لقوات المعارضة السورية عبر المجلس العسكري الأعلى المدعوم من الغرب.
ودعا احد داعمي الارهاب المتطرف شافي العجمي في خطاب ملتهب في وقت سابق هذا الشهر لتسليم المعارضة المزيد من الأسلحة. وقال العجمي انهم يسلحون "المجاهدين" من الكويت وشبه الجزيرة العربية ودول الخليج ومصر والأردن ولبنان والعراق وتركيا.
وغلبت على خطاب العجمي الإشارة إلى الطبيعة الطائفية للصراع وأثار قلق السلطات في الكويت حيث يمثل الشيعة ما بين 15 الى 20 في المئة من السكان. وانتقد البرلمان ومجلس الوزراء وأمير البلاد ذلك بشدة.
وفي كلمة بثها التلفزيون الرسمي عبر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح عن القلق إزاء ما برز في الآونة الأخيرة من مظاهر وممارسات تحمل نفسا بغيضا من شأنه إشعال نار التعصب والتطرف وافتعال أسباب الفتنة المدمرة بالبلاد.
وجاءت كلمة العجمي بعد دعوة الشيخ المصري المتطرف يوسف القرضاوي المقيم في قطر الى الجهاد في سوريا بعد تدخل مقاتلي جماعة حزب الله اللبنانية لمساعدة الجيش السوري. وقال كويتيون إن دعوات وعاظ بارزين في المنطقة الى الجهاد شجعت الناس على تقديم مزيد من التبرعات.
وقال النائب الاسلامي المعارض السابق في مجلس الأمة الكويتي بدر الداهوم "النساء يتبرعن بالذهب والحلي لدعم الشعب السوري. "بعد الفتاوى تبرع بعض التجار بمبالغ كبيرة."
وقال الرجال المجتمعون في الديوانية إن عائلة كويتية كبيرة تعتزم تجهيز 28 "من المجاهدين" في سوريا وقدروا تكلفة تجهيز المقاتل الواحد بنحو 700 دينار كويتي. وتجهز عائلات أصغر مقاتلين اثنين أو ثلاثة بينما تبرع أحد أبناء إحدى أكبر العائلات التجارية الكويتية بمبلغ 250 ألف دينار.
وقال مسؤول قطري إن الأسلحة التي تقدمها الدوحة وحلفاؤها تشمل بنادق كلاشنيكوف وقذائف صاروخية وقنابل يدوية وذخيرة. وتقدم قطر أيضا توجيهات بشأن أساليب القتال.
وقال النائب المعارض السابق بمجلس الأمة أسامة المناور ان تنظيم حملات لجمع تبرعات لتسليح المعارضين السوريين يزيد من شعبية سياسيين بعينهم في الكويت. وأضاف انه كان عضوا بمجلس الأمة وكان الناس يلومونهم على عدم إمداد مقاتلي المعارضة السورية بالسلاح ويقولون ان المقاتلين لديهم ما يكفي من الطعام لكنهم بحاجة للدفاع عن أنفسهم لأن الوضع سيء للغاية.
شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2/تموز/2013 - 22/شعبان/1434