زبدة القول
الإخوان المسلمون.. من مواجهة النظام إلى مواجهة الشعب!
الأثنين 01 يوليو 2013
بعد عام واحد فقط من تولي الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين مقاليد السلطة في مصر،نزل المصريون إلى الشوارع مرة أخرى ينادون برحيله، فما الذي حدث؟ وما الذي يحمل شعبا يعاني اقتصاديا واجتماعيا بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 على المطالبة برحيل الرئيس الذي جاءت به أول انتخابات رئاسية حقيقية تجرى في مصر.
لقد رأينا ميادين الثورة في محافظات مصر وهي تعج بالغاضبين المتمردين الذين يرفضون حكم الإخوان المسلمين ويهتفون ضد المرشد العام للإخوان!، ورأينا من قبل ذلك حالة الاستقطاب الحاد التي نتجت عن ذلك.
فهل ستقوم الثورة المصرية بتصفية نفسها ذاتيا كما صورتها جريدة الجارديان البريطانية؟ أم أن ما حدث هو أمر طبيعي بسبب فشل جماعة الإخوان في إدارة البلاد.
ولماذا كره المصريون جماعة الإخوان بهذه الطريقة، رغم تعاطفهم معها كثيرا خلال المحن التي تعرضت لها؟.
لقد انضم الآلاف من الشباب في مصر والعالم لهذه الجماعة من باب التعاطف والشفقة نتيجة القمع الذي تعرضوا له تحت حكم أنظمة متعددة، فقد كانوا خلال ثمانين عاما، على الأقل، في مواجهة أنظمة عاتية سجنت واضطهدت الكثير من أعضاء هذه الجماعة، فما الذي حدث الآن وجعل الإخوان يتحولون من مواجهة الأنظمة إلى مواجهة الشعب؟.
وما الذي يمكن أن تفعله جماعة الإخوان إذا ما استمرت هذه الحشود في الشوارع تهتف ضد الرئيس المنتمي لها، هل ستخضع لإرادة الشعب وتحافظ على تاريخها، أم أنها ستواجه الشعب من أجل الإبقاء على منصب الرئاسة الذي لا يمكن أن يدور بخلدهم أن يجلس عليه إخواني، ولو بعد مئة عام؟.
الواضح أن جماعة الإخوان نفسها هي التي تسببت في اللحظة الخطيرة التي تعيشها مصر الآن، وسوف تدفع هذه الجماعة ثمنا باهظا بسبب إصرارها على أن الرئيس يخصها دون غيرها من فئات الشعب وقيامها بالدفاع عن رئيس الجمهورية عند تعرضه لأي نقد أو أية مظاهرات معارضة والاعتداء على المتظاهرين المناوئين له، وهو سلوك شاذ في عالم السياسة إن صح هذا التعبير، فالرئيس لا يجب أن يعيش طوال الوقت في حماية الجماعة التي نشأ فيها، لأن لديه الجيش والشرطة ولديه مؤسسات الدولة ولديه القانون والدستور،لأن الشرطة عندما تقوم بتوقيف شخص تفعل ذلك باسم الدولة وباسم القانون، أما أنصار الرئيس من الإخوان المسلمين فلا يجوز لهم أن يضربوا الناس ويمنعوا المظاهرات، حتى وإن كان ذلك دفاعا عن الشرعية كما يرددون
.بثينة خليفة قاسم