حتى لا تتهم السلطة بإفشال المساعي الأميركية.. عودة إلى المفاوضات غير المشروطة
الأربعاء, 03 يوليو 2013
?
كتب محرر الشؤون العربية:
قبل ساعات من وصول وزير الخارجية الأميركي جون كيري في جولته الخامسة للمنطقة، في محاولة منه لإعادة اطلاق المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان السلام يرتبط «ارتباطاً وثيقاً بقدرة اسرائيل على الدفاع عن نفسها»، وقال في الاحتفال السنوي في ذكرى وفاة مؤسس الصهيونية ثيودور هرتزل ان «السلام ليس مبنيا على النوايا الحسنة وشرعية «وجود اسرائيل» كما يعتقد البعض؛ بل انه مبني أساسا على قدرتنا على الدفاع عن أنفسنا»، و«من دون الأمن والجيش الذي دعا هرتزل الى تأسيسه، فاننا لن نستطيع الدفاع عن السلام، ولن نستطيع الدفاع عن أنفسنا في حال انهيار السلام. الأمن شرط أساسي للوصول الى السلام والحفاظ عليه».
في المقابل قال ياكوف بيري، وزير العلوم والتكنولوجيا من حزب «يوجد مستقبل» الوسطي لإذاعة الجيش الاسرائيلي ان «رئيس الوزراء نتانياهو يعلم انه يتوجب القيام بإخلاء مؤلم لمستوطنات غير بعيدة عن الكتل الاستيطانية الكبرى، وأنه يجب القيام بتبادل للأراضي».
وأشار بيري، الذي شغل في السابق منصب رئيس جهاز الأمن الداخلي «الشين بيت»، الى أنه «ليس هناك شك بأن بنيامين نتانياهو وعددا كبيرا من وزراء الليكود يفهمون، أو توصلوا الى استنتاج مفاده أن من مصلحة اسرائيل الاستراتيجية (…) العودة الى طاولة المفاوضات».
وأكد بيري أن «نتانياهو مستعد بشكل أكبر من السابق لأسباب ايديولوجية أو عملية الى العودة فورا الى طاولة المفاوضات».
وتتناقض هذه التصريحات الموجهة الى كيري والرأي العام الدولي، مع آراء جزء كبير من الوزراء في حكومة نتانياهو الذين يدعمون الاستيطان، ويرفضون فكرة قيام دولة فلسطينية. وتعتبر تلك الحكومة التي تم تشكيلها في مارس الماضي، أكثر تشددا من تلك التي سبقتها في الملف الفلسطيني.
التسريبات من هذا النوع، تزايدت في الأيام الأخيرة، ففي سياق تصريحات بيري، أكد وزير آخر، طلب عدم الكشف عن اسمه، لصحيفة «هآرتس» اليسارية ان نتانياهو يدرك أنه «من أجل اتفاق السلام سيكون من الضروري الانسحاب من 90 في المائة من الضفة الغربية واخلاء حفنة من المستوطنات».
وأشار بيري الى أنه في حال حدوث أزمة في الحكومة بسبب اعادة اطلاق مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، قد يجد نتانياهو «بدلاء» لدعمه مثل حزب العمل الموجود في المعارضة.
من ناحيته، أعرب الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس عن أمله في إعادة إطلاق المفاوضات، محذراً من أن ترك «حل الدولتين» سيعرض طابع اسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية للخطر.
ونظرا للشكوك حول فرص نجاح جهود كيري، فان كلا الطرفين مشغول بتحميل الاخر المسؤولية عن فشل الجهود الأميركية، في حين يدرك كيري الذي يرفض تحديد موعد نهائي، تماما المخاطر التي تترتب على عدم احراز أي تقدم بحلول شهر سبتمبر، خصوصاً مع امكانية قيام الرئيس عباس بحشد الرأي العام الدولي ضد اسرائيل في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة.
وقال كيري «نحن بحاجة، قبل حلول سبتمبر وبوقت طويل، الى اظهار نوع من التقدم بطريقة ما، لأنني لا أعتقد أن لدينا متسعا من الوقت»، مضيفا أن «الأمر ملح لأن الوقت عدو لعملية السلام، ومرور الوقت قد يسمح لأناس لا يرغبون في تحقيق شيء بملء الفراغ».
مفاوضات.. لكن مؤقتة!
فلسطينيا، كشفت مصادر أن السلطة قررت الموافقة على العودة لطاولة المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، لكن بـ «صورة مؤقتة»، استجابة للجهود الأميركية التي يقودها وزير الخارجية الأميركي جون كيري؛ وكي لا يتم اتهام الفلسطينيين بإفشال مهمته في ظل ما يوصف بجدية الجهود التي يبذلها، وتعهده بالضغط على إسرائيل.
وبحسب المصادر، فإن القيادة الفلسطينية على ثقة بأن جولة المفاوضات هذه «ستفشل كما سابقاتها، ولكن الطرف الفلسطيني لا يريد أن يظهر كما لو أنه السبب في إفشال مهمة كيري، في حين ينبغي على إسرائيل أن تقدم على بعض الخطوات، مثل إطلاق سراح أسرى وتجميد مؤقت للاستيطان».
وشددت المصادر في ذات الوقت على أن الجانب الفلسطيني لن يتنازل عن حدود عام 1967 لإقامة دولة فلسطينية، كما روجت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، مؤكدة أن جولة المفاوضات الجديدة «لن تستمر أكثر من جولة أو اثنتين».
وكان الدكتور صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أكد استعداد القيادة استئناف عملية المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، حال التزمت الأخيرة بوقف الاستيطان، والقبول بمبدأ «حل الدولتين» على حدود 1967، والإفراج عن الأسرى.
وأشار إلى عدم وجود أي مشكلة لدى الجانب الفلسطيني لاستئناف المفاوضات، لكنه قال ان إسرائيل ترفض تنفيذ تلك الالتزامات، وتواصل البناء في المستوطنات.
ونفى عريقات ما أوردته صحيفة إسرائيلية حول تخلي الرئيس عباس عن مطالبه بأن تكون حدود عام 67 مرجعية للمفاوضات. وبحسب محافل سياسية في تل أبيب، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «جدي في نيته لإجراء مفاوضات مباشرة ومطولة من دون شروط مسبقة»، معربة عن اعتقادها بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس «يسعى إلى المماطلة حتى سبتمبر المقبل بغية التوجه مجددا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لاتخاذ خطوات أحادية الجانب».