ضغط الدم... الداء اقرب الى اللص!
باسم حسين الزيدي
شبكة النبأ: أصبح "ارتفاع ضغط الدم" من الأمراض الشائعة والخطيرة جداً بين جميع مجتمعات دول العالم لما يمتاز به هذا المرض من عنصر المفاجأة وسرعة الإصابة التي قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم يشعر به المريض ويتخذ اللازم في حينه، وقد أكدت اغلب الدراسات الحديثة على ضرورة اهتمام الإنسان بصحته والامتناع عن العوامل التي تساعد على الإصابة به مع قياس نسبة ضغط الدم بصورة دورية، إذا أحس بأي عارض من اعرضه، من اجل تقليل المخاطر إلى الحد الممكن والسيطرة عليه للحيلولة دون تفاقم الأوضاع، إذ يعجز الطب الحديث لغاية ألان عن إيجاد العلاج المناسب الذي قد يقضي نهائياً على هذا الداء القاتل، لكنه بالتأكيد يعرف سبل الوقاية والحماية منه.
المزيد من المتغيرات الجينية
فقد اكتشف باحثون أميركيون عشرات المتغيرات الجينية الجديدة التي لها علاقة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتات الدماغية، ما قد يؤدي إلى تطورات جديدة بعلاجات هذا النوع من المشكلات الصحية، وذكر موقع "هلث داي نيوز" الأميركي أن الباحثين بجامعة "جون هوبكينز" استطاعوا تحديد 29 متغيراً جينياً جديداً له علاقة بأمراض القلب وضغط الدم والسكتات الدماغية، فيما كان خلال السنوات الأخيرة حدد أكثر من 300 جين متعلق بأمراض القلب، وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة ارافيندا شاكرافارتي إن "الخطر الجيني المتمثل بآثار هذه المتغيرات هو أن وجود المزيد منها يزيد خطر إصابة الفرد بارتفاع ضغط الدم وتضخم جدار البُطين الأيسر، وبالسكتة الدماغية ومرض الشريان التاجي"، وحلل العلماء خلال الدراسة مستوى ضغط الدم الانقباضي والانبساطي والمعلومات الجينية لأكثر من 200 ألف شخص حول العالم، وتبيّن أن التغييرات الجينية نفسها المرتبطة بارتفاع ضغط الدم بين الأوروبيين موجودة غالباً بين الآسيويين والأفارقة، وقال العلماء إن التحديد الجديد لهذه المتغيرات الجينية قد يساعدهم على تطوير علاجات جديدة لأمراض القلب. بحسب يونايتد برس.
الضحك
الى ذلك تبين ان تأثير الضحك والموسيقى لا يقتصر على المزاج وحسب وإنما يشمل أيضاً تخفيض ضغط الدم عند الراشدين في متوسط العمر، وذكر موقع "هيلث دي نيوز" الأميركي ان باحثين يابانيين أجروا دراسة شملت 79 راشداً تتراوح أعمارهم بين 40 و74 سنة، وقسموهم إلى 3 مجموعات لدراسة تأثير الموسيقى والضحك عليهم، وأوضحت ان المجموعة الأولى استمعت للموسيقى ساعة واحدة طوال أسبوعين، والمجموعة الثانية شاركت في جلسات ضحك، فيما لم تقم المجموعة الثالثة بأي شيء، وقيس ضغط الدم قبل وبعد الجلسات فتبين انه كان أقل عند المجموعتين الأوليين، وتبين ان تأثير الموسيقى والضحك بقي مستمراً طوال 3 أشهر، في حين لم يسجل أي تغيير في ضغط دم المجموعة الثالثة، وقال المعد الرئيسي للدراسة إيري إيغوشي من جامعة أوزاكا باليابان ان معدل الكورتيزول عند المشاركين، وهو مؤشر على الإجهاد، تراجع بعد الاستماع للموسيقى والمشاركة في جلسات الضحك، وأضاف "نظن ان هذا هو أحد التفسيرات من الناحية النفسية، كما ويشار إلى ان نتائج الدراسة قدمت في مؤتمر علمي في أطلنطا. بحسب يونايتد برس.
المشروبات الحلوة
بدورها ارتبطت دوما المشروبات الغازية والأخرى الحلوة والمحلاة بزيادة مخاطر الإصابة بالسمنة وداء السكري، إلا أن دراسة حديثة وجدت سبباً إضافياً لخفض استهلاك هذا النوع من المشروبات، وهي أنها قد تساهم في رفع ضغط الدم، وتقول الدراسة المنشورة في الدورية الطبية لضغط الدم الصادرة عن "جمعية أمراض القلب الأمريكية" ونقلها موقع "هيلث.كوم" إن تناول مشروب محلى واحدا في اليوم ربما كفيل برفع ضغط الدم، وتزداد احتمالات ارتفاع ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بواقع 1.6 و0.8 نقطة على التوالي كلما تناول الفرد أي نوع من المشروبات، سواء الغازية أو عصير الفواكه، ولم تثبت الدراسة التي شملت نحو 2700 مشارك من الجنسين في متوسط العمر من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بشكل قاطع دور المشروبات المحلاة في زيادة ضغط الدم، لكنها لفتت إلى أن من يستهلكون المشروبات الغازية والمشروبات المماثلة، عادة لا يتبعون أنظمة غذائية صحية، ما يجعل من الصعب تحديد التاثير الفعلي لتلك المشروبات، ورغم الوضع قيد الاعتبار أن تناول تلك المشروبات يعني استهلاك المزيد من السكر والسعرات الحرارية فضلاً عن عوامل أخرى، أقر الباحثون أن الأسئلة المتعلقة بالنمط الغذائي في الاستبيان ليست مضمونة، وأن العلاقة بين المشروبات السكرية وضغبط الدم ربما شكلتها عوامل إضافية مجهولة"، وبين المشروبات المحلاة بالسكر وضغط الدم التي شكلتها عوامل إضافية مجهولة. بحسب سي ان ان.
وانتقد دكتور مورين ستوري، رئيس السياسة العلمية في "رابطة المشروبات الأميركية"، وهي مجموعة تجارية تمثل مصنعي الصودا والمشروبات المحلاة الأخرى، الدراسة قائلاً إن متوسط زيادة ضغط الدم فيها "غير منطقي"، وضمن هامش الخطأ القياسي، وأضاف بأن الدراسة اقتصرت على شريحة كبيرة من الناس ولم تقم بمتابعة المشاركين فيها على مر الزمن "لا يمكن لها التأكيد بشكل مؤسس أن المشروبات الحلوة والمحلاة تسبب ضغط الدم بأي طريقة"، ولضغط الدم قراءتان، القراءة العليا هي الضغط الانقباضي الذي يجري قياسه في الشرايين عندما يقوم القلب بالانقباض لدفع موجة من الدم عبر شجرة الشرايين. اما القراءة الدنيا فهي الضغط الانبساطي التي تعكس الضغط خلال موجات ضخ الدم عندما يرتاح القلب بين ضرباته، ولتعريف لضغط الدم، تقوم الشرايين بتنظيم الضغط وكمية الدم المارة بها عن طريق التمدد والتقلص المنتظم مع نبضات القلب فإذا ما فقدت هذه الشرايين مرونتها لأي سبب من الأسباب عندها تزيد مقاومة الشرايين لمرور الدم فيرتفع ضغط الدم ولذلك فإن مقاومة جدران الشرايين لمرور الدم يعتبر عاملاً هاماً لمعرفة مستوى ضغط الدم والسيطرة عليه، ورغم أن نتائج الدراسة غير قاطعة، يرى معدوها ضرورة خفض استهلاك المشروبات المحلاة، وليس الملح فقط، مراعاة لصحة القلب.
احذروا الجوع والموالح
من جانبهم يعاني مرضى الضغط، حالهم حال مرضى السكري، مشكلات عدة مع الجوع، وبالتالي قد يسبب لهم الإهمال في الأكل الكثير من المخاطر الصحية، في حال عدم التزامهم ببعض المحاذير أو الخطوات لمنع تفاقم مشكلاتهم، ويعد شرب السوائل من أبرز الامور التي تجعل مريض الضغط محافظا على جسمه في حال الجوع، بينما يمكن التأكيد على الابتعاد عن تناول المكسرات الغنية بالاملاح والتي تسبب ارتفاع ضغط الدم، وترى رئيسة قسم التغذية في مستشفى القاسمي، لطيفة راشد، أنه أحياناً يستطيع مرضى ارتفاع ضغط الدم تحمل الجوع إلا في الحالات التي يعانون فيها من ارتفاع مفرط في ضغط الدم، أو ما يسمى ضغط الدم الخبيث والذي يتم علاجه بأخذ جرعات متكررة وعلى فترات متقاربة من أدوية خفض ضغط الدم ما يجعل اهمالهم الوجبات المنتظمة خطير، ولفتت الى انه في حالة عدم الانتظام في جرعات الأدوية من الممكن ان يسبب مضاعفات خطيرة، وأشارت الى ان ضغط الدم هو عبارة عن القوة على جدران الشرايين عن طريق الدم المتدفق عبر الجسم، وعند قراءة ضغط الدم يوجد رقمان الرقم الاول هو رقم الضغط الانقباضي والثاني الانبساطي وقياس ضغط الدم الطبيعي هو 120/،80 139/،89 دلالة على زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم، فيما 140/،90 أو أعلى دلالة على ارتفاع ضغط الدم. بحسب وكالة الانباء الالمانية.
وشددت راشد على أن معظم الناس لا يعرفون أنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم ويجهلون ذلك لسنوات، فمن المستحسن الخضوع للفحوص الدورية، اذ لا توجد أعراض واضحة، وقد تكون الأعراض التعب الشديد والصداع والدوخة والغثيان ومشكلات في الرؤية والتنفس وعدم انتظام ضربات القلب، وأضافت «على الرغم من عدم وجود أسباب حقيقية معروفة لضغط الدم، ولكن هناك عوامل ارتبطت بضغط الدم كالتدخين والسمنة وزيادة الوزن، ومرض السكري، والحياة الخاملة وقلة النشاط البدني، وتناول ملح الطعام والصوديوم بكميات عالية، ونقص الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم وفيتامين «د»، وشرب الكحول، والإجهاد والأرق، والتقدم في العمر، ووجود تاريخ عائلي، وأمراض الكلى، وأمراض الغدد»، ولفتت راشد الى ان النظام الغذائي المتبع لمرضى ارتفاع ضغط الدم يسمى نظام «داش»، الخطة الغذائية لخفض ضغط الدم، حسب توصيات الجمعية الأميركية للقلب، وقد اثبت الدراسات أن نظام «داش» يخفض ضغط الدم إذا تم اتباعه لمدة 14 يوما، وهذا النظام يعد من الحلول السهلة التي تساعد على تجنب المضاعفات الخطيرة عند الجوع، لأنه نظام حياتي يومي فيه بعض التعديلات على مستوى السعرات الحرارية، إذ يتم الحد من تناول الدهون خصوصا الدهون المشبعة وتخفيض نسبة الكوليسترول والصوديوم، وذكرت بعض التوجيهات التي يمكن اتباعها لتخفيف الدهون، اذ يمكن تخفيف الكمية المتناولة من الدهون المشبعة والكوليسترول من خلال اختيار المنتجات القليلة الدهون، وتغير طرق اعداد وطهو الطعام من القلي إلى الشواء والسلق والخبز وتجنب أطعمة الوجبات السريعة.
ولفتت راشد الى وجوب زيادة وجبة الفواكه، والخضراوات المتناولة ومنتجات الاجبان والألبان، وزيادة الألياف من الحبوب الكاملة كالخبز الكامل ومنتجات حبوب إفطار الصباح المصنعة من الحبوب الكاملة والمكرونة المصنعة من الحبوب الكاملة والبقول والفواكه والخضراوات والشوفان، ولابد من تقليل كمية الصوديوم لحد أقصى 2400 مليغرام في اليوم وكحد ادنى 1500 مليغرام في اليوم، والحد من تناول الحلويات والسكريات، وأشارت راشد الى أن الخطة الغذائية المعتمدة تستند إلى 2000 سعر حراري، ويمكن تعديلها وفق احتياجات الفرد إلى 1600 سعر حراري و2600 سعر حراري وتكون 6 ـ 8 حصص من الحبوب الكاملة خلال اليوم، وخمس حصص من الخضراوات، وهي تعد مصدرا جيدا للبوتاسيوم والمغنيسيوم والألياف، أما البقول واللحوم والأسماك والدواجن، فيجب ألا تقل عن 2-3 حصة خلال اليوم و4-5 حصص من الفواكه، خصوصا الفواكه الغنية بالبوتاسيوم كالمشمش والبرتقال والمانجو والتين وأربع حصص في اليوم من منتجات الحليب القليلة الدسم، وهي مصدر للبروتين والكالسيوم وأن تكون نسبة الدسم لا تتعدى 1٪، و4-5 حصص من المكسرات والبذور غير المملحة وغير المحمصة فهي غنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم و البروتين والألياف والدهون غير المشبعة، أما حصص الحلويات فيجب ألا تتجاوز خمس حصص خلال الاسبوع.
الوزن هو الاهم
على صعيد مختلف تشير دراسة أمريكية إلى أن وزنك أهم من لياقتك، كما هو متوقع كشفت الدراسة التي اشتملت على 35 الف شخص وقام بها مركز ساوث ويسترن الطبي بجامعة تكساس أن الاشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو البدانة أكثر عرضة للاصابة بارتفاع ضغط الدم الانقباضي وهو الرقم الاعلى في قراءة ضغط الدم، لكن بالنسبة لاولئك الذين يرتفع لديهم مؤشر كتلة الجسم وهو مقياس للوزن مقابل الطول كان شكلهم له اثر بسيط على ضغط الدم، وقال الباحثون الذين نشروا دراستهم في دورية القلب الامريكية ان هذه النتائج تشير الى أن الاشخاص الذين يحاولون الحد من خطر ارتفاع ضغط الدم يجب أن يركزوا على فقدان الوزن ولابد أن تكون زيادة اللياقة البدنية هدفا ثانوي، وقالت الباحثة الدكتورة سوزان لاكوسكي وهي طبيبة قلب "السمنة مؤشر قوي على ضغط الدم او خطر ارتفاع ضغط الدم، فان الوزن الطبيعي للجسم هو حقا الذي يقود ضغط دمك" أكثر من مستوى لياقتك، واضافت على الاقل من حيث تقليل خطر ارتفاع ضغط الدم "ليس واقعيا أن تتمتع باللياقة وتعاني من زيادة الوزن". بحسب رويترز.
الشباب
من جهة اخرى ذكرت صحيفة الديلى ميل أن استطلاعا إنجليزيا حديثا أثبت أن أكثر من ثلث الشباب يعانون من ارتفاع ضغط الدم ، فحوالى 35 % من الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و34 عاما يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وأظهر الاستطلاع الذى أجرى على أكثر من 8000 شخص، أن النظام الغذائى السيئ وعدم ممارسة الرياضة لمستويات عالية أكبر أسباب الإصابة بارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية ومشاكل فى الكليتين، وقال شفيق محمد، خبير الصحة والذى نفذ الاستطلاع "لا حاجة للقلق لما يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ولكن يمكن أن يؤثر على الإنسان فى أى سن إذا لم يراعيه بشكل دائما"، وأضاف شفيق، هناك أيضا عدد من العوامل التى يمكن أن تساهم فى ارتفاع ضغط الدم بما فى ذلك التدخين، وقلة النشاط البدنى والسمنة والنظام الغذائى غير الصحى والكحول الزائد، فمن المهم للشباب التعرف على المخاطر واتخاذ الإجراءات اللازمة للوقاية منه.
من الأمراض الشائعة
فيما رجحت دراسة نشرت في دورية "لانست" الطبية مؤخراً، أن بعض الأدوية المعالجة لضغط الدم قد تزيد، وبمعدل بسيط، فرص الإصابة بالسرطان، إلا أن نتيجة البحث العلمي لم تكن قاطعة ودعا القائمون عليها لإجراء المزيد من الدراسات، ولم ينجح الباحثون في تحديد المخاطر الحقيقية التي قد تتسبب بها أدوية ضغط الدم، في حين اختلف مختصون بارزون بأمراض السرطان والقلب حول نتيجته، والعقاقير موضع الخلاف هي "أنغيوتنسين-ريسبتر بلوكرز"، ويعمل على منع تأثير بروتين أنغيوتنسين 2، الذي يتسبب بارتفاع ضغط الدم وإنسداد الشرايين، وعادة ما يوصف العقار للمرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وقصور القلب وأمراض الكلى الناجمة عن السكري، وقام الباحثون في "المركز الطبي كيس ليونفيسرتي هوسبيتالس" في كليفلاند، باوهايو ، بدارسة تسعة دراسات قائمة، شملت دراسة بيانات أكثر من 60 ألف مريض، تمحورت حول ARBs، وقال د. إيلك سيباهي، الذي قاد البحث إن تحليل البيانات أشار إلى زيادة بمقدار 1.2 في خطر الإصابة بأمراض السرطان، على رأسها سرطان الرئة، بين من تناولوا العقار على مدى أربعة أعوام، غير أن العلماء فشلوا في تفسير كيفية تسبب الدواء بالسرطان، وتعريف لضغط الدم، تقوم الشرايين بتنظيم الضغط وكمية الدم المارة بها عن طريق التمدد والتقلص المنتظم مع نبضات القلب فإذا ما فقدت هذه الشرايين مرونتها لأي سبب من الأسباب عندها تزيد مقاومة الشرايين لمرور الدم فيرتفع ضغط الدم ولذلك فإن مقاومة جدران الشرايين لمرور الدم يعتبر عاملاً هاماً لمعرفة مستوى ضغط الدم والسيطرة عليه، يعتبر ضغط الدم مرتفعاً اذا كان زائد عن المعدل الطبيعي و هو 80/120 ملم زئبق. بحسب سي ان ان.
كبار السن وقدراتهم الذهنية
من جانبهم اكتشف باحثون تراجع معدل الذكاء وتشويش في ذاكرة كبار السن المصابين بضغط الدم، تحديداً في الفترات التي يرتفع فيها معدل الضغط، وفق تقرير، وقال د. جيسون آلير، البروفيسور المساعد بجامعة نورث كارولينا، شارك في وضع الدراسة، إن التأثير بدأ واضحاً بين المصابين بارتفاع ضغط الدم فوق سن الخمسين، حيث يصاب العديد من الأشخاص بالمرض، وتبدأ قدراتهم الذهنية في التراجع، وأردف قائلاً إذا كنت مصاباً بارتفاع ضغط الدم، فمن الضروري وضعه تحت السيطرة"، ورغم أن الرابط الدقيق بين ارتفاع ضغط الدم وتدني القدرات الذهنية مازال مبهماً، إلا أن العلماء قالوا إن البحث يظهر ضرورة مراعاة المرضى لوضعهم الصحي وتفادي الإجهاد، وأخضع فريق البحث 36 عجوزاً من المصابين بارتفاع ضغط الدم، تراوحت أعمارهم بين سن 60 و87 عاماً، لاختبارين اثنين يومياً على مدى شهرين، وطالب الباحثون المشاركين، وبعد قياس معدلات ضغط الدم لديهم، بالقيام بعدد من الاختبارات تضمنت استرجاع بسيط للذاكرة، والتعرف على أرقام وثالث تضمن اختبار للذكاء، وأظهرت النتائج ارتباطاً مباشراً بين الأوقات التي عانى فيها المشاركون من ارتفاع عالي في ضغط الدم، وتدني قدراتهم "الإدراكية"، وازداد ارتكاب الأخطاء بازدياد ارتفاع ضغط الدم، وقال آلير إن التأثير يحدث فقط بين المرضى الذي يعانون من ارتفاع ضغط الدم بصورة أعلى من المتوسط، وتقول الدراسة، التي نشرتها "التلغراف" إن الأشخاص الذين بلغ متوسط ارتفاع الضغط لديهم 130 أو أعلى، تراجعت وظائفهم الإدراكية بشكل ملحوظ، عند الارتفاع الشديد لضغط الدم. بحسب سي ان ان.
انخفاض ضغط الدم بعد الطعام
من جانب اخر يمكن أن تظهر حالة «انخفاض ضغط الدم بعد الوليمي»، في شكل دوار أو حتى السقوط بعد تناول وجبة من الطعام، فهل شعرت يوما ما بالدوار أو الدوخة بعد تناول وجبة من الطعام؟، إن كان الأمر كذلك فقد تكون مصابا بحالة تسمى «انخفاض ضغط الدم بعد الوليمي، أو بعد الطعام»، التي تؤثر في واحد من كل ثلاثة من الرجال والنساء الأكبر سنا.إن الهضم عملية معقدة تتطلب تنسيقا دقيقا بين أجهزة الجسم، الجهاز الهضمي، والعصبي، ومنظومة الدورة الدموية، وتتمثل المهمة المبكرة للجسم "بعد الأكل" في تحويل كميات أكبر من الدم نحو المعدة والأمعاء الدقيقة، وبهدف التعويض عن هذا التحويل يصبح معدل ضربات القلب أسرع وأقوى، في الوقت الذي تأخذ فيه الأوعية الدموية البعيدة عن الجهاز الهضمي بالانقباض، وهاتان العمليتان هما اللتان تحافظان على ضغط الدم وعلى تدفق الدم إلى الدماغ والرجلين، وإلى كل منطقة بينهم، ولا تستجيب الأوعية الدموية والقلب لدى بعض الأشخاص لمثل هذه المهمات، وهذا ما يتسبب في انخفاض ضغط الدم في كل منطقة من الجسم عدا الجهاز الهضمي، ويظهر هذا الانخفاض المفاجئ بوضوح في شكل دوخة ودوار، ويتسبب انخفاض ضغط الدم بعد الطعام في سقوط بعض الأشخاص على الأرض، وقد يتعرض آخرون إلى الإغماء، وقد يحفز على ظهور آلام في الصدر، أي الذبحة الصدرية، أو يتسبب في ظهور التقيؤ، كما أفادت بعض التقارير بأنه قد حفز على حدوث سكتات دماغية عابرة. بحسب رويترز.
ويعاني بعض الناس من استعداد جيني «وراثي» لحالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام، إلا أن آخرين يعانون من الحالة بعد تعرضهم لسكتة دماغية، أو حادث، أو أي صدمة أدت إلى أضرار في الأعصاب أو مستشعرات ضغط الدم، ولكن ولدى أغلب الناس فإن انخفاض ضغط الدم بعد الطعام ينشأ عن التغيرات الحاصلة بفعل تقدم العمر التي تتداخل مع قدرة الجسم على الاستجابة بسرعة للتغيرات المفاجئة في ضغط الدم، أكثر العوامل الخطرة لهذه الحالة، ضغط الدم المرتفع وهو الذي يصلب الشرايين ويجعلها أصلب، ولذا يصعب عليها الانقباض أو الاسترخاء عند الحاجة، أما إخفاق المستشعرات في العمل، وهي مستشعرات ضغط الدم في الشرايين أو مستقبلات التمدد في المعدة "التي تنبه مناطق الجسم الأخرى إلى أن الجسم يتناول الطعام"، فإنه قد يقود إلى حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام، مثلما يقود إليها داء السكري، ومرض باركنسون، والأمراض الأخرى التي تتسبب في حدوث أضرار في الأعصاب، ولا توجد وقاية تامة من حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام، إلا أن إجراء تغييرات عديدة على نمط الحياة قد يؤدي إلى ظهور فروق جوهرية ومنها تناول من 12 إلى 18 أونصة "قدح إلى قدحين" أو أكثر، من الماء قبل 15 دقيقة من تناول وجبة الطعام يمكنه أن يخفف من انخفاض ضغط الدم، كما إن الوجبات الكبيرة تحفز، غالبا، على ظهور حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام، وحاول الانتقال من تناول ثلاث وجبات إلى تناول ست أو سبع وجبات طعام صغيرة يومي، اما الخبز الأبيض والأطعمة الأخرى المصنوعة من طحين الحبوب المصفى والمنقى، والأرز الأبيض، والبطاطا، والمشروبات المحتوية على السكر، تمر بسرعة عبر المعدة نحو الأمعاء الدقيقة، وهذا الإسراع في مرورها يسهم في ظهور حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام، ولذا فإن التقليل من هذه الأطعمة وإحلال الأطعمة التي تهضم ببطء محلها، مثل الحبوب الكاملة، والفاصوليا، والبروتينات، والزيوت الصحية، ربما سيحافظ أفضل على ضغط الدم بعد وجبة الطعام.
فيما يهبط ضغط الدم عادة بعد مرور من 30 إلى 60 دقيقة من الانتهاء من وجبة الطعام، ولذا فإن الجلوس أو الاستلقاء على السرير لفترة ساعة بعد الأكل، وسيلة أخرى للتعامل مع حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام، وإن كنت تحتاج فعلا إلى التحرك، فعليك أن تتحرك بنوع من الحيطة وتنتبه إلى أي إشارات محتملة لظهور تلك الحالة، وقد اختبر عدد من الأدوية والمكملات لعلاج حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام. ومنها الكافيين، وعلكة الغوار "ألياف مذابة في الماء"، وعقار «أكاربوس» "دواء لمرض السكري يبطئ هضم الكربوهيدرات"، و«ميدودرين» "لزيادة ضغط الدم"، وغيره، إلا أن أيا من هذه الأدوية والمكملات لم يؤد مهمته بشكل جيد في التجارب الإكلينيكية، كما أن الأعراض الجانبية لها يمكن أن تكون أسوأ في بعض الأحيان من حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام نفسه، وأخيرا إن كنت تشعر بحالة غريبة بعد الأكل، فعليك الاتصال بالطبيب، الذي سيتمكن من التعرف على ما إذا كانت حالتك حالة انخفاض ضغط الدم بعد الطعام، أو أنها تعود إلى حالة أخرى.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم
في سياق ذي صلة وحول تشخيص مرض ضغط الدم بدقة ومتى تكون خطورة المرض؟، تجيب على السؤال الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الأمراض الباطنة بطب القاهرة قائلة، يعتبر ضغط الدم طبيعيا إذا كان أقل من 140/ 90 وإذا كانت القراءة الصغرى من 90 – 104 كان ارتفاع الضغط بسيطا إذا كانت القراءة الصغرى من 105-114كان ارتفاع الضغط متوسطا والقراءة أكثر من 115 يشخصها الطبيب كارتفاع شديد فى ضغط الدم ومن هذا الرقم تبدأ الخطورة، ولا يوجد سبب واضح فى%95 من الحالات، أما %5 من الحالات لها أسباب مرضية، ومن الممكن شفاء المريض حين الاكتشاف المبكر للمرض، وقد يكون ارتفاع ضغط الدم بسبب أمراض الكلى مثل الالتهابات المزمنة بالكلى وتأثير مرض السكر عليها وتضخم الحوض الكلوى، والذى يحدث غالبا نتيجة وجود حصوات به، وأمراض الأوعية الدموية ومرض الذئبة الحمراء، وأمراض الغدد الصماء تؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم مثل بعض أمراض الغدة الكظرية وأورامها. بحسب بي بي سي.
الكولسترول
كما أكدت دراسة جديدة لمركز الأبحاث الطبية في العاصمة التشيكية براغ أن ارتفاع ضغط الدم لا يرتبط بالضرورة بشكل تلقائي مع زيادة نسبة الكولسترول الضار في الدم، وأن أسبابا أخرى عديدة قد تكون وراء ارتفاع الضغط، وأفادت الدراسة أنه لا يوجد ما يثبت حتى الآن أن تناول ملح الطعام هو من تلك الأسباب، وبحسب تلك الدراسة فإن مستوى قياس ضغط الدم المتعارف عليه هو 140/90، وهذا أيضا غير دقيق، معتبرة أن الضغط يكون صحيحا عندما يكون أقل من 120/80، ويكون مرتفعا عندما يصل إلى 130/90، ولا يعني أيضا أن الناس العاديين المعافين يكون ضغط الدم لديهم في مستوياته الطبيعية، حيث يرتفع ضغطهم مع تقدم العمر، أو مع استخدام أدوية أو نتيجة التوتر أو تناول الكحول، وهناك عامل آخر لارتفاع الضغط يسمى "اللباس الأبيض"، حيث يتواجد الناس وسط فريق طبي ينتج عنه إصابة هؤلاء بحالة توتر يرتفع معها الضغط بشكل وقتي.
وقالت الدكتورة لوبوسلافا فارتوفا رئيسة قسم التشخيص الداخلي في مستشفى نافرانتيشكو وسط براغ إن هذه الدراسة نتيجة لتشخيص مئات الحالات وخاصة الذين لديهم ارتفاع في نسبة الكولسترول الضار، والذي لم يسجل لديهم حالات ارتفاع للضغط بشكل مستمر، ويقابل ذلك أنه يوجد حالات تبدأ حتى من عمر 15 عاما ولأسباب وراثية أو مرضية سجلت عندهم نسب ضغط مرتفعة، وأضافت فارتوفا أن نسبة قياس الضغط تختلف بين الأشخاص وطبيعة مرضهم، فعلى سبيل المثال نسبة 140/90 مرتفعة، فالرقم السفلي (وهو هنا 90) إذا زاد عشر نقاط عن الحد الطبيعي (وهو 80) فهذا يعني ارتفاعا لضغط الدم، أما الرقم العلوي فيمكن أن يصل عند كبار السن إلى 170/80 وهو أمر طبيعي لا يمكن اعتباره مرتفع، ويجب قياس الضغط كل شهرين مرة إذا وصل إلى 140/90 وكل شهر مرة إذا وصل 170/100، كما يتوجب استشارة الطبيب فورا إذا كان 180/110، ويعتبر الرقم الأدنى هو عامل الانبساط، أي أن يكون مستوى ضغط الدم في حالة سكون القلب بين كل نبضة وأخرى، وهو المؤشر الذي يعتمد عليه الطبيب في التشخيص الدقيق. بحسب سي ان ان.
وتلفت فارتوفا إلى أنه جاء في الدراسة أيضا أن أكثر من 20 ألف بحث عالمي لم يتوصل إلى نتيجة حاسمة بشأن تأثير ملح الطعام على الناس العاديين ليرفع من ضغطهم، وأضافت "أننا كأطباء ننصح ونمنع المرضى الذين لديهم ضغط مرتفع من تناول الملح لأنه يزيد من حالة ضغط الدم بشكل أكيد"، أو على الأقل لا يساعد في عودة الضغط إلى وضعه الطبيعي، فعلى سبيل المثال يبالغ سكان آسيا "مثل اليابان والصين" في تناول الملح دون تسجيل أرقام قياسية في نسب ارتفاع الضغط، وتنصح فارتوفا الأشخاص الذين لديهم ضغط دم مرتفع ومزمن أن يراجعوا طريقة عيشهم، وأن يعملوا على تنظيمها عبر ممارسة الرياضة بشكل منتظم والإكثار من المشي اليومي لمدة 60 دقيقة، وهو الأمر الذي ينظم الضغط مع مراقبة وزن الجسم والانتباه إلى الأكل الصحي مثل تناول الخضار والأسماك مرتين في الأسبوع، كما نصحت بضرورة الابتعاد عن مصادر اعتلال الضغط باتجاه الصعود مثل التوتر وزيادة الوزن وشرب الكحول والتدخين والإرهاق، والتحكم في السيطرة على الضغط العصبي المستمر الذي يدمر الشرايين عبر ممارسة الراحة والهدوء في حل المشاكل المقلقة.
ضغط الدم في الصين
في سياق متصل قدّر عدد الصينيين الذين يشكون من ارتفاع ضغط الدم بأكثر من 200 مليون شخص، ما جعل من هذا المرض السبب الرئيسي للوفاة في البلاد، ونقلت صحيفة "شاينا دايلي" الصينية عن مجموعة من الخبراء قولهم ان ارتفاع ضغط الدم الذي يطال 200 مليون شخص يتسبب بوفاة 2.3 مليون شخص سنوي، وعزا الخبراء سبب زيادة إصابة الصينيين بارتفاع ضغط الدم إلى عامل رئيسي هو النظام الغذائي الغني بالصوديوم، وحذروا من ان ارتفاع ضغط الدم بات السبب الرئيسي الذي يمكن تفاديه للوفاة في الصين.
شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 26/أيلول/2011 - 27/شوال/1432