انفلونزا الخنازير تتزايد في نصف الأرض الشمالي
وتخوّفات من تطوّر الفايروس
شبكة النبأ: حذرت منظمة الصحة العالمية من أن فيروس "إتش1 إن1" أصبح الفيروس المهيمن للإنفلونزا في جميع البلدان والأقاليم التي يتأثر فيها الناس بهذا الوباء، وأن الحالة المرضية الناجمة عن وباء "إتش1 إن1" لها سمات محددة تميزها عن الإنفلونزا الموسمية.
واعتبارا من 1 تشرين الثاني، أبلغ أكثر من 199 بلدا وإقليماً ومجتمعاً في العالم عن حدوث 482,300 حالة مؤكدة مخبريا من حالات تفشي وباء إنفلونزا إتش1 إن1 في العام 2009، بما في ذلك 6071 حالة أدت إلى الوفاة. جدير بالذكر أن عدد الحالات المبلغ عنها هو أقل من العدد الفعلي لحالات الإصابة بالمرض نظرا لأن العديد من البلدان توقفت عن احتساب الحالات الفردية، ولا سيما منها الحالات التي تتسبب في حالات إمراضية أخف.
ولا يزال يتم الإبلاغ عن وقوع حالات مكثفة ومستمرة لانتقال الإنفلونزا في أميركا الشمالية وليس هناك أي دليل على أن نشاطها قد بلغ الذروة بعد.
وأوضح الدكتور كيجي فوكودا، المستشار الخاص للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية لشؤون الإنفلونزا الوبائية في مؤتمر صحفي عقده يوم 5 تشرين الثاني/نوفمبر "إن نشاط الإنفلونزا قد خفّ في نصف الكرة الأرضية الجنوبي، على الرغم من أنه قد توجد هناك بعض الجيوب لنشاط الإنفلونزا في بعض البلدان."
وأضاف "أما في نصف الكرة الشمالي، فمن الواضح أننا نشهد ارتفاعا في عدد الإصابات في عدة بلدان مختلفة. وهذا يعني أننا نتوقع رؤية استمرار أو زيادة في النشاط خلال فترة فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي. كما أن هذا يعني أيضا أننا نتوقع أن نشهد ورود تقارير مستمرة بشأن حدوث حالات خطيرة قادمة من هذه البلدان، وحدوث حالات وفاة فيها."بحسب موقع امريكا دوت غوف.
أما في أوروبا ومنطقتي وسط وغرب آسيا، فلا يزال نشاط وباء الإنفلونزا مستمرا في الارتفاع في العديد من البلدان، مما يدل على أن موسم الإنفلونزا بدأ مبكرا في فصل الشتاء على غير العادة. كما توجد أدلة متزايدة تدل على انتقال فيروس إتش1 إن1 في شمال وشرق أوروبا (بما في ذلك أوكرانيا وروسيا البيضاء) وشرق روسيا.
وفي غربي آسيا وفي منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط سُجلت زيادة في نشاط الفيروس في كل من عمان وأفغانستان.
الإنفلونزا الموسمية والوبائية
تحدث أوبئة الإنفلونزا كل عام أثناء فصلي الخريف والشتاء في المناطق المعتدلة المناخ. وتتسبّب الحالات المرضية الناجمة عن تلك الأوبئة في اضطرار العديد من المصابين للحصول على العلاج في المستشفيات، بل وفي وفاة بعض منهم، لا سيما أشدّهم اختطاراً (صغار الأطفال أو المسنين أو المصابين بأمراض مزمنة). وتتسبّب تلك الأوبئة السنوية، في جميع أنحاء العالم، في وقوع نحو ثلاثة ملايين إلى خمسة ملايين من الحالات المرضية الوخيمة ونحو 250000 إلى 500000 حالة وفاة. وتُسجّل معظم الوفيات المرتبطة بالإنفلونزا في البلدان الصناعية بين الأشخاص البالغين من العمر 65 سنة فما فوق. وفي بعض بلدان المناطق المدارية تدور فيروسات الإنفلونزا طيلة السنة ويبلغ دورانها مرحلة الذروة مرّة أو مرّتين خلال مواسم الأمطار.
يمكن أن تكون إنفلونزا إتش1 إن1 قابلة للانتقال والعدوى بنفس درجة انتقال وعدوى الإنفلونزا الموسمية. فمعظم الناس الذين يصابون بالعدوى يعانون من مرض محدد لتحركاتهم ولكنهم يشفون منه دون أي تدخل خاص. وكما هو الحال بالنسبة للإنفلونزا الموسمية فإن مستويات نشاط إنفلونزا إتش1 إن1 تكون أعلى في فصل الشتاء. ولكن إنفلونزا إتش1 إن1 تختلف عن الإنفلونزا الموسمية نظرا لأن هناك مستويات عالية من فيروس إتش1 إن1 في بعض البلدان خلال أشهر الصيف. تتركز الأمراض الخطيرة والوفيات الناجمة عن فيروس إتش1 إن1 في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاما. وفي بعض البلدان تكون عدوى فيروس إتش1 إن1 معتدلة؛ ولكن هناك دولا أخرى عانت بدرجة أكبر من شدة المرض.
وحين يصاب الناس بعدوى أتش 1 أن 1، فإن أعراض ذلك تتضمن ارتفاع الحرارة والآلام الجسدية والسعال والتهاب الحلق. ولكن التعقيدات الطبية الأشد تتطور لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية أساسية أخرى ولدى النساء الحوامل، ولكنها تتطور كذلك لدى الشباب والمتمتعين بصحة جيدة.
أهم خصائص إنفلونزا إتش1 إن1
فيما يلي أهم خصائص إنفلونزا إتش1 إن1 الوبائية، والأماكن التي يمكن الرجوع إليها للحصول على أفضل مصادر للمعلومات:
- نظرا لأن فيروسات الإنفلونزا تواصل التحور، فتتوقع منظمة الصحة العالمية رؤية فيروسات إتش1 إن1 تبدأ في التغير مع مرور الوقت. ولكن في الوقت الحاضر، تظل هذه الفيروسات مستقرة وضعيفة أمام اللقاحات المضادة للفيروسات.
- بدأت برامج إنتاج اللقاحات ضد المرض في أكثر من 20 بلدا. والآثار الجانبية لهذه اللقاحات، مثل التقرح والاحمرار وتورم الذراع بعد الحقن، تشبه ما يحدث عند التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية. وليس هناك أي دليل يشير إلى حدوث آثار جانبية غير عادية أو غير متوقعة.
- استناداً إلى التعهدات التي قطعت من قبل 11 بلدا وأربع من الشركات المصنعة للقاحات، تتوقع منظمة الصحة العالمية أن تتلقى 200 مليون جرعة من اللقاحات المضادة لمرض أتش 1 أن 1 للبلدان الـ95 غير القادرة على شراء اللقاحات.
- أوصت المجموعة الاستشارية الاستراتيجية التابعة لمنظمة الصحة العالمية بأن جرعة واحدة من اللقاح ستكون كافية للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات. أما بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و9 سنوات فإن المجموعة توصي بإعطائهم جرعتين، ولكنه في حال كانت كمية اللقاحات المتوفرة محدودة فجرعة واحدة تكفي، حتى يتسنى تطعيم المزيد من الأطفال.
- منذ أن ظهر وباء فيروس H1N1 الجديد، تم الإبلاغ عن عدد قليل من الإصابات بين قطعان الخنازير. وتشير الأدلة المحدودة إلى أن هذه الإصابات حدثت بعد الانتقال المباشر للفيروس من الأشخاص المصابين بالعدوى إلى الخنازير. وقد تم الإبلاغ عن وقوع عدوى وبائية بين الديوك الرومية في تشيلي وكندا وعدد قليل من الحيوانات الأليفة في الولايات المتحدة. هذه الإصابات كانت حالات متفرقة ومعزولة ولا تشكل أي مخاطر خاصة على صحة الإنسان.
- وتفيد منظمة الصحة العالمية أن هذه النتائج توحي بأن فيروسات الإنفلونزا بين الحيوانات وبين البشر تتصرف بصورة متزايدة وكأنها مجموعة من الجينات الدوارة بين مضيفين متعددين وأن هناك احتمال أن تتولد فيروسات جديدة من الإنفلونزا بين حيوانات غير الخنازير. ومن شأن هذا الوضع أن يعزز الحاجة إلى الرصد والتعاون الوثيق بين السلطات البيطرية ومسؤولي الصحة العامة.
شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 16/تشرين الثاني/2009 - 18/ذو القعدة/1430