تركيا اردوغان... دولة قمعية بامتياز
شبكة النبأ: في الاونة الأخيرة أضفت التداعيات الداخلي في تركيا والمتمثلة بالاحتجاجات غير المسبوقة ضد اردوغان وحكومته بواعث خطر على مصالح دولة الأتراك الخارجية وخاصة ملف الانضمام الاتحاد الأوروبي.
حيث اثارت معارضة المانيا المفاجئة لاعادة فتح مفاوضات انضمام تركيا توترا حادا بين انقرة وبرلين مع تبادل تصريحات شديدة اللهجة واستدعاء كل من العاصمتين السفيرين المعتمدين لديهما من اجل الحصول على تفسيرات، في الوقت الذي شهدت فيه المانيا تظاهرات عدة مناهضة لاردوغان بالتزامن مع الاحتجاجات في تركيا، لتعرقل جهود تركية حثيثة في السنوات الاخيرة من اجل الانضمام.
لكن بالرغم من ذلك وتردد كبير من المانيا ودول اخرى بسبب قمع انقرة العنيف للمتظاهرين المناهضين لحكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان، تمكن الاتحاد الاوروبي وتركيا من تحسين علاقاتهما عبر الاتفاق على اعادة فتح مفاوضات انضمام انقرة المعلقة منذ فترة طويلة، إذ يرى الكثير من المحللين ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اختار في مواجهة التظاهرات المناوئة لسلطته، لعب دور الضحية الذي نجح فيه فيما مضى لكن هذا الدور يبدو اليوم مبتذلا ويترجم فزعه.
إذ تعرض اردوغان لانتقادات في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي بسبب التصرف العنيف للشرطة ولهجته التحذيرية، ولطالما سعت تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي الى الانضمام الى الاتحاد الاوروبي لكن هذه الجهود تعرقلت في السنوات الاخيرة ولا سيما حيال سجل البلاد في حقوق الانسان، كما يتهم المعارضون اردوغان بقمع منتقديه بما فيهم صحافيون وشخصيات كردية والعسكر والدفع بقيم اسلامية محافظة في الدولة العلمانية بحسب الدستور.
وعلى الرغم من كل هذه الانتقادات استخدمت السلطات التركية نهج القمع البوليسي وقوة المفرطة من جانب الشرطة في مواجهة المتظاهرين، من خلال الإجراءات التعسفية والإجرامية بحق الشعب، كالاعتقال والملاحقة، والتعتيم الاعلامي على نحو خاص، لتشكل أعنف اضطرابات سياسية حقوقية امتدت الى العديد من المدن التركية، مما أثارت قلق المنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي على حد سواء، وقد شكلت هذه الاحتجاجات ثورة كبيرة على الحكومة وهز الثقة بها بشكل كبير، فالشعب اليوم مستاء بشكل عام، وتظاهرات الشعب التركي فعلت مجتمعاً مدنياً قوياً يطالب بحكومة أفضل، وعليه فقد وضعت حركة الاحتجاجية مضطردة الحكومة الإسلامية المحافظة السلطة في تركيا امام اخطر ازمة سياسية زعزعت الهيبة التركية داخليا وخارجيا.
اوباما واردوغان بحثا الاحتجاجات في تركيا
في سياق متصل بحث الرئيس الاميركي باراك اوباما في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اهمية حرية التعبير بعد ايام من العنف اثر التظاهرات المناهضة للحكومة التركية، واعلن البيت الابيض في بيان ان اردوغان بحث الوضع في تركيا حيث ادى اعتصام احتجاجي ضد مشروع لتطوير حديقة جيزي قرب ساحة تقسيم في اسطنبول الى رد عنيف من الشرطة في 31 ايار/مايو.
وقال البيان ان "الزعيمين بحثا اهمية عدم العنف والحقوق في حرية التعبير التجمع وحرية الاعلام"، وسبق ان عبرت واشنطن عن قلقها ازاء القوة "المفرطة" التي استخدمتها الشرطة التركية فيما رفضت انقرة الانتقادات لطريقة مواجهتها التظاهرات. بحسب فرانس برس.
ويرى بعض المحللين ان واشنطن فوجئت باعمال العنف التي اندلعت بعد اسابيع قليلة على استقبال اوباما الحافل لاردوغان في البيت الابيض، ركز ايضا على الالتزام الاميركي التركي المشترك "بالسعي الى حل سياسي والحاجة لتامين دعم اضافي للمعارضة".
الاتحاد الاوروبي وتركيا يوافقان على استئناف مفاوضات الانضمام رغم قمع التظاهرات
على الصعيد نفسه تمكن الاتحاد الاوروبي وتركيا من تحسين علاقاتهما عبر الاتفاق على اعادة فتح مفاوضات انضمام انقرة المعلقة منذ فترة طويلة رغم تردد كبير من المانيا ودول اخرى بسبب قمع انقرة العنيف للمتظاهرين المناهضين لحكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان.
واعلنت ايرلندا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد ان الوزراء الاوروبيين اتفقوا على فتح فصل جديد في مفاوضات انضمام تركيا بعد توقف استمر ثلاث سنوات مشيرة الى ان موعد استئناف المفاوضات سيعلن في الخريف، وجاء في بيان الرئاسة الايرلندية ان وزراء الشؤون الاوروبية في دول الاتحاد الاوروبي المجتمعين في لوكسمبورغ "وافقوا على فتح الفصل 22" المتعلق بالسياسة الاقليمية في اطار عملية المفاوضات، في اشارة الى احد الفصول ال35 الواجب اغلاقها من اجل التمكن من الانضمام الى الاتحاد، وفي انقرة رحب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بهذا الاعلان الذي جاء بعد ايام من التوتر بين تركيا والمانيا، الدولة الاوروبية التي كانت من اشد المترددين لفتح فصل جديد في المفاوضات، وقال داود اوغلو امام الصحافيين في انقرة ان "الفصل 22 (السياسة الاقليمية) فتح. لقد تم حل هذه المسالة"، واضاف داود اوغلو تعليقا على التسوية التي توصلت اليها الدول الاعضاء في الاتحاد "ان مسألة كانت لتشكل عقبة في العلاقات الاوروبية-التركية قد تم تجاوزها (...) وبالتالي فان قطار تركيا-الاتحاد الاوروبي يمكن ان يتقدم بسرعة كبرى"، وفتح المفاوضات حول الفصل 22 كان يفترض ان ينطلق اساسا في بروكسل لكن برلين وبدعم من حكومتي النمسا وهولندا عارضت هذا الامر بسبب القلق ازاء قمع انقرة للتظاهرات المناهضة للحكومة في الاسابيع الماضية.
وقال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي عند انضمامه الى المحادثات مع نظرائه من الدول الاعضاء ال27 في الاتحاد في لوكسمبورغ "لا يمكننا التصرف وكأن شيئا لم يحصل في الايام الماضية"، وعاد فسترفيلي الى الاجتماع قائلا انه اجرى مكالمة "بناءة جدا" مع داود اوغلو وان اتفاقا اصبح ممكنا، ويتوقع ان تنطلق المفاوضات في الخريف وعلى الارجح في تشرين الاول/اكتوبر بعد الانتخابات الالمانية وبعدما تصدر بروكسل التقارير السنوية حول الاصلاح ضمن الدول المرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، وايد وزير خارجية النمسا مايكل سبندليغير فكرة اعطاء تركيا "بعض الوقت الذي سيتسنى لنا خلاله النظر في مسائل حقوق الانسان وحرية التعبير"، واضاف "نحن مجموعة قيم، ولا يمكن التنديد بما يحصل في دول مثل مصر لكن عدم انتقاد دولة مرشحة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي". بحسب فرانس برس.
والمفاوضات التي اطلقت في 2005 تتقدم حتى الان بوتيرة بطيئة جدا حيث تم اغلاق فصل واحد من الفصول ال35. وتتعثر المفاوضات خصوصا بسبب وضع جمهورية قبرص التي لا تعترف بها انقرة ومعارضة عدة دول اوروبية لضم تركيا، والمواجهات في تركيا بين الشرطة والمتظاهرين التي ادت الى سقوط اربعة قتلى اثرت سلبا على صورة الحكومة، والتاخر في فتح فصل جديد كان ليثير شكوكا جديدة حول ما اذا كانت تركيا الدولة المسلمة لكن العلمانية التي تضم 76 مليون نسمة، ستنضم في احد الايام الى الاتحاد الاوروبي، واعادة فتح المفاوضات يتطلب اجماع الدول ال27 على ذلك وقد دخل الوزراء الى الاجتماع كالعادة منقسمين حول هذه المسالة، وقال وزير خارجية السويد كارل بيلت انه "ليس هناك من سبب يدعو" لتاخير مفاوضات الانضمام الى ما بعد الانتخابات الالمانية.
واضاف لوكالة فرانس برس "الانتخابات الالمانية شيء جيد، لكن لا يمكن ان تكون عذرا لارجاء كل شيء اخر في اوروبا"، وتابع ان عملية مفاوضات انضمام تركيا هي "الابطأ في تاريخ الاتحاد الاوروبي، ولم يتم فتح اي فصل منذ سنوات"، وقال "أعتقد ان هذه المرحلة مهمة جدا لكي نفتح حوارا مع تركيا. نريد ان نؤثر على الاحداث في تركيا وليس التخلي عنها"، واوضح "من المهم جدا ان نؤكد ان الباب مفتوح امام تركيا، وهذه هي الاشارة السياسية بان الباب مفتوح واننا نريد القيام بهذه الخطوة الجديدة"، من جهته اعتبر وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن انه من الضروري للاتحاد الاوروبي الحفاظ على علاقات مع تركيا مع انتقاد قمع التظاهرات في الوقت نفسه.
توتر شديد بين المانيا وتركيا
على صعيد ذو صلة وسط ارتفاع كبير في حدة التوتر بين تركيا والاتحاد الاوروبي، استدعت المانيا السفير التركي الى وزارة الخارجية اثر انتقادات انقرة الشديدة للمستشارة الالمانية انغيلا ميركل على خلفية مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي فيما استدعت انقرة بدورها السفير الالماني وفق مبدأ المعاملة بالمثل، وقال اندرياس بيشكي المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية للصحافيين "هذا امر غير مقبول"، واضاف ان وزير الخارجية الالمانية غيدو فسترفيلي "استدعى ظهرا السفير التركي" بسبب "تصريحات من مسؤولين اتراك حول المانيا"، واوضح الناطق "انها تصريحات تثير تساؤلات كبرى، والامور لن تسير جيدا على هذا النحو".
وتابع "موقفنا سيعرض (على السفير التركي) بكل الوضوح اللازم". واكد المتحدث بان "ليس هناك علاقة" بين قمع التظاهرات في تركيا، الذي نددت به ميركل، والمحادثات مع الاتحاد الاوروبي. وقال "ليس هناك من رابط مباشر" مضيفا "بالتاكيد في الحياة، كل شيء مرتبط بالاخر".
وقد حذر وزير الشؤون الاوروبية التركي اجمان باغيس المانيا من اي محاولة لعرقلة فتح فصل جديد من مفاوضات انضمام انقرة الى الاتحاد الاوروبي، وقال باغيس امام الصحافيين "آمل في ان تصحح الخطأ الذي ارتكبته الاثنين (...) او ان ذلك سيؤدي الى ردود فعل" في اشارة الى قرار مرتقب من بروكسل الاسبوع المقبل. واضاف باغيس في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام التركية ان "تركيا ليست بلدا كأي بلد اخر"، منتقدا ما اعتبره "مناورة انتخابية سهلة" من جانب ميركل مع اقتراب الانتخابات التشريعية في المانيا، وكان باغيس حذر المانيا بلهجة حازمة وقال "اذا كانت (انغيلا) ميركل تبحث عن مادة للسياسة الداخلية من اجل الانتخابات، فان هذه المادة يجب الا تكون تركيا" في اشارة الى الانتخابات التشريعية المقررة في 22 ايلول/سبتمبر في المانيا.
ومن اوديسا (روسيا) حيث يقوم بزيارة عمل، اعرب وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو عن "انزعاجه" واكد للصحافيين الاتراك الذين يرافقونه "اننا سنتخذ الاجراءات الضرورية بحق البلد الذي يعمل على قطع العلاقات بين تركيا والاتحاد" الاوروبي، وابدت المستشارة الالمانية مؤخرا شكوكها حيال نتيجة مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، مع انها اعلنت مطلع العام تأييدها فتح فصل جديد في هذه المفاوضات.
لكن بحسب دبلوماسيين اوروبيين، فإن المانيا وهولندا اصبحتا تعارضان فتح هذا الفصل ، في حمأة الانتقادات الموجهة للسلطات التركية بسبب القمع العنيف من جانب الشرطة للتظاهرات المعارضة للحكومة التي شهدتها تركيا على مدى حوالى ثلاثة اسابيع، واذا لم يتم التوصل الى اجماع بين الدول ال27 في الاتحاد الاوروبي الاثنين في بروكسل، فإن المؤتمر الحكومي الذي من المقرر ان يعطي الاربعاء المقبل الضوء الاخضر لاطلاق التفاوض في هذا الفصل الجديد من المفاوضات، قد يتم ارجاؤه بحسب الدبلوماسيين الاوروبيين، وكانت مفاوضات انضمام تركيا انطلقت رسميا في 2005 لكن لم يحصل تقدم كبير في فصول الانضمام ال 35 ، لا سيما بسبب خلافات حول قبرص التي انضمت الى الاتحاد في 2004 وكذلك بسبب تحفظات المانيا وفرنسا ازاء ضم تركيا.
وياتي هذا الخلاف وسط تصاعد التوتر بسبب حملة القمع التي قامت بها تركيا ضد المتظاهرين في المدن الكبرى، وقالت ميركل انها اصيبت بصدمة من جراء طريقة رد السلطات التركية معتبرة ان تدخل الشرطة "كان قاسيا جدا".
في المقابل اكد نائب المتحدث باسم المستشارة الالمانية يورغ سترايتر انه لا ميركل ولا حكومتها "يشككان في عملية الانضمام"، واضاف "الامر لا يتعلق ما اذا ستتواصل العملية وانما كيفية المضي قدما في عملية الانضمام"، واوضح ان الاتحاد الاوروبي يريد مواصلة العمل مع تركيا "كذلك في مجال حقوق الانسان"، وقال فولكر كودر زعيم كتلة نواب المسيحيين الديموقراطيين في البرلمان الذين تتزعمهم ميركل ان قمع الحركة الاحتجاجية في تركيا قد يترك عواقب خطيرة على طموحات تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي، وقال لصحيفة "داي فيلت" في مقابلة ستنشر السبت "يمكنني فقط ان احذر (انقرة) من ارسال الجيش" ضد المتظاهرين، واضاف "هذا الامر سيدفع تركيا سنوات ضوئية بعيدا عن اوروبا. وفي تلك الحالة سيكون على الاتحاد الاوروبي ان يعلق مفاوضات الانضمام"، وكانت الحكومة التركية هددت بنشر الجيش لوقف التظاهرات غير المسبوقة ضد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان.
80 الف متظاهر في المانيا ضد اردوغان
في حين استجاب نحو 80 الف شخص لدعوة الطائفة المسلمة العلوية للتظاهر في كولونيا غرب المانيا ضد حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، بحسب ما اعلن منظمو التجمع، وقال علي دوغان الامين العام للطائفة العلوية بالمانيا "ندعو الى تنظيم انتخابات جديدة فورا" وسط هذا التجمع المناهض للحكومة التركية الذي هو الاكبر في المانيا منذ بداية حركة الاحتجاج ضد اردوغان، وتظاهرت الجموع التي قدمت من مختلف مناطق المانيا وايضا من فرنسا وسويسرا والنمسا تحت شعار "تقسيم في كل مكان والمقاومة في كل مكان. لننه استبداد اردوغان". بحسب فرانس برس
الشرطة التركية تفض الاحتجاجات المتجددة بمدافع المياه
فيما استخدمت الشرطة التركية مدافع المياه لفض الاحتجاجات المتجددة المناهضة للحكومة في وسط اسطنبول، وهو ما يطيل أمد الأزمة بين المتظاهرين وقوات الأمن، وكان المحتجون قد تجمعوا في ميدان تقسيم في اسطنبول بعد أن تم طردهم منه مرتين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وعرقل المتظاهرون حركة المرور مرة أخرى في الوقت الذي كانوا يحملون فيه لافتات تندد بحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وجذبت أول مظاهرة كبرى في اسطنبول في غضون أسبوع تقريبا ما يقدر بنحو 10 آلاف متظاهر.
وتردد أن الشرطة طلبت من المتظاهرين إخلاء الشوارع، ثم بدأت في عمليات من أجل طردهم. وأخلي الميدان من المتظاهرين وأعيد فتحه أمام حركة المرور وبرغم ذلك ظلت حشود من المتظاهرين السلميين على ما يبدو في مكان قريب. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وعرض المتظاهرون لافتات تحمل شعارات مثل “تقسيم في كل مكان” أو “تضامن تقسيم”. وألقى بعض المشاركين في المظاهرة الورود على الشرطة وعلى مدافع المياه. كما كانت هناك أيضا سلسلة من الاحتجاجات الصامتة في الميدان، وبدأت الاحتجاجات للاعتراض علي مشروعات مقترحة للبناء داخل الميدان الا انها تحولت إلي شكاوي أوسع ضد السياسات المحافظة التي تنتهجها الحكومة، وأعرب قادة في عدد من الدول الغربية عن مخاوفهم بشأن مستوى القوة المستخدمة لإخلاء أماكن الاحتجاج من المتظاهرين، وفي كولونيا بألمانيا، جذبت مظاهرة خرجت يوم السبت تضامنا مع المحتجين الأتراك نحو 30 ألف شخص.
اطباء تركيا يدينون الاستخدام الكثيف للغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين
من جهتها دانت ست منظمات تركية للاطباء الاستخدام المفرط للشرطة للغاز المسيل للدموع في قمع التظاهرات المناهضة للحكومة التي شهدتها تركيا على مدى ثلاثة اسابيع ابتداء من نهاية ايار/مايو واشارت الى حالتي وفاة محتملتين بسبب الغاز الذي وصفته بانه "سلاح كيميائي".
وصرح البروفيسور اوميت بيجر باسم جمعية اخصائيي الطب الشرعي "اننا قلقون جدا لوفاة مواطنين جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع ولم تحسب وفاتهما في حصيلة" ضحايا المواجهات، واشارت السلطات واتحاد الاطباء الاتراك حتى الان الى اربعة قتلى في الصدامات هم مدنيان اصيبا في هاتاي (جنوب) وانقرة -- الاول على الارجح بقنبلة مسيلة للدموع والثاني برصاصة -- واخر دهسته سيارة في اسطنبول وشرطي سقط من فوق جسر في اضنة (جنوب)، والى هذه الحصيلة تضاف وفاة رجل في ال47 يعمل في مدرسة خاصة في انقرة اصيب بمشاكل في التنفس بعد تعرضه للغاز المسيل للدموع وامرأة في الخمسين توفيت بازمة قلبية في اسطنبول في ظروف مماثلة بحسب بيجر، وقال الطبيب ان الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع "ليس كوسيلة للسيطرة على الحشود بل كسلاح كيميائي" باطلاق القنابل عن مسافة قريبة من الاشخاص او في اماكن مغلقة وهما امران تحظرهما المعاهدات الدولية. بحسب فرانس برس.
وقال البروفيسور اليف داغلي من المؤسسة التركية لاطباء الامراض الصدرية ان 41% من الاشخاص الذين تنشقوا الغاز كانوا على مسافة قريبة جدا تقل عن خمسة امتار، من قنبلة مسيلة للدموع و21% كانوا في مكان مغلق، كاشفا نتائج تحقيق لدى 356 شخصا تعرضوا للغاز المسيل للدموع، والاعراض التي سجلت لدى هؤلاء كانت السعال (78%) وآلام في الصدر (74%) والسعال المرفق ببصق دم (3%)، اما البروفيسور دوغان شاهين من الجمعية التركية للامراض النفسية فدان استخدام الغاز المسيل للدموع "الذي قد يكون اقرب الى التعذيب" عندما يكون الهدف "التسبب بآلام جسدية ونفسية لمعاقبة" المتظاهرين، وقدر ب50 الفا عدد الاشخاص ضحايا "الاضطرابات النفسية المتكررة او الدائمة" نتيجة تدخل الشرطة بهذه الطريقة، واوقعت الصدامات في تركيا في الاسابيع الثلاثة الاخيرة اربعة قتلى على الاقل و7800 جريح بينهم 59 في حالة الخطر بحسب اخر حصيلة نشرها الخميس اتحاد الاطباء الاتراك.
اعتقال العشرات ومداهمات لمنازلهم ومراكز عملهم
الى ذلك اعتقل قوات الأمن التركية، عشرات الأشخاص خلال مداهمات لمنازلهم وأماكن عملهم في اسطنبول وأنقرة بإطار احتجاجات منتزه غيزي، وذكرت صحيفة (حريت)، أن من بين الأماكن التي تمت مداهمتها صحيفة (آتيليم)، ووكالة (إيتكين) الإخبارية في اسطنبول، مشيرة إلى أنه تم اقتياد الموقوفين إلى مقر الشرطة في شارع فاتان بالمدينة، وأشارت إلى أن عدد الموقوفين في اسطنبول وحدها بلغ 193 شخصاً، بينهم 22 اتهموا بـ”تنظيم احتجاجات عنيفة ودعوة الناس إلى المشاركة في مظاهرات غير قانونية”، وسيجري التحقيق معهم لمدة 4 أيام.
وذكرت وكالة (دوغان) للأنباء، إن الشرطة في أنقرة داهمت 26 عنواناً، وقالت إن لديها أوامر اعتقال لأشخاص مرطبتين بمظاهرات جرت بالعاصمة دعماً لمحتجي غيزي، ولكنها لم تذكر عدد الذين أوقفوا اليوم.
وقال النائب عن حزب السلام والديمقراطية، في تركيا، سري ثريا أوندر، على حسابه على تويتر إن حوالي 70 شخصاً اعتقلوا اليوم، فيما قالت وكالة أنباء الأناضول إن أعضاء بالحزب الشيوعي اللينيني الماركسي المحظور اعتقلوا في المداهمات، وكانت الشرطة اقتحمت في ميدان تقسيم بعد أن حدّت من دخول المتظاهرين إليها، واحتجزت 10 أشخاص كانوا من ضمن حوالي 300 شخص تضامنوا مع رجل سمّي لاحقاً بـ”الرجل الواقف” الذي وقف بصمت في الميدان مقابل مركز أتاتورك الثقافي لـ 8 ساعات متواصلة. بحسب يونايتد برس.
وتبيّن لاحقاً أن الرجل هو الفنان المسرحي، أردم غوندوز، ووقف بصمت وهو يحدق بصورة أتاتورك على المركز قبل أن ينضم إليه 300 شخص، وقد غادر عند الثانية صباحاً قبل أن تتدخل الشرطة وتعتقل 10 أشخاص أصرّوا على عدم المغادرة، وقال غوندوز، إنه احتج ضد الحكومة والإعلام في الوقت نفسه، قائلاً لخدمة (بي بي سي) التركية إن “4 أشخاص قتلوا وأصيب الآلاف ولكن الإعلام للأسف لا يعرض لنا شيئاً”.
بينما قال مسؤول بنقابة المحامين في اسطنبول إن الشرطة التركية اعتقلت 441 شخصا في الاشتباكات التي دارت في اسطنبول أمس الأحد بين الشرطة ومتظاهرين مناهضين للحكومة، وأطلقت الشرطة في اسطنبول مدافع الماء والغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين الذين كانوا يريدون دخول ميدان تقسيم بوسط المدينة، وذكر مسؤول في نقابة المحامين بالعاصمة أنقرة أن 56 شخصا اعتقلوا بالعاصمة.
الرجل الواقف يلهم الاحتجاجات في تركيا
على صعيد مختلف ظل تركي واقفاً في صمت لثماني ساعات في ميدان تقسيم باسطنبول في احتجاج مميز ألهم مئات غيره حذوا حذوه، وقالت وكالة دوجان للأنباء إن المحتج اردم جوندوز أراد ان يتخذ موقفاً من منع الشرطة للمظاهرات قرب الميدان، ووقف جوندوز في صمت مواجها مركز اتاتورك الثقافي الذي ازدان بالأعلام التركية وصورة لمؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، عندما حضرت الشرطة كان نحو 300 شخص قد انضموا له. واحتجز عشرة أشخاص رفضوا أن يتحركوا بأمر الشرطة، وسرعان ما أطلق على جوندوز لقب "الواقف" في مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا وأصبح مصدر إلهام لاحتجاجات مماثلة في أماكن أخرى باسطنبول وكذلك في العاصمة انقرة وفي مدينة ازمير على ساحل بحر إيجة. بحسب رويترز.
شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/حزيران/2013 - 17/شعبان/1434