رمضان في تركيا الغرب تمسك بالجذور الاسلامية رغم التغريب
يبقى لشهر رمضان المبارك وقعه الخاص على الحياة في تركيا رغم حالة الانقسام داخل المجتمع التركي الذي تتنازعه قيم متناقضة ما بين توجه نحو الغرب وتمسك بالجذور الاسلامية ومع ذلك كله تتلون الحياة في شهر الصيام بمسحة دينية تظهر واضحة في وسائل الاعلام وبين السياسيين وحتى الفعاليات الدينية.
ويمثل شهر رمضان في تركيا مناسبة للتكافل الاجتماعي ولاحياء التراث الاسلامي للمجتمع التركي فخلال الشهر الفضيل تنتشر "موائد الرحمن" في مختلف أنحاء البلاد كما نرى بعض الصور المختلفة من التضامن الاجتماعي ومن بينها تقديم المساعدات الى الأسر الفقيرة ومبالغ من المال للمحتاجين.
وتحولت مساجد اسطنبول خلال هذا الشهر الفضيل الى خلية نحل نشطت فيها حركة الدروس الدينية ومختلف أنشطة الثقافة الاسلامية من مسابقات لحفظ القرآن الكريم أو الأناشيد الدينية بالاضافة إلى اكتظاظ المساجد بالمصلين.
ويعتبر جامع السلطان أحمد باسطنبول والشهير بالجامع الأزرق أبرز مساجد العهد العثماني العريقة التي يقصدها المصلون الأتراك لتأدية الصلاة وحضور الدروس الدينية التي يلقيها الوعاظ.
فيما اتبعت المساجد في محافظة "شانلي أوروفه" التركية أسلوبا جديدا ومبتكرا لجذب الاطفال على وجه الخصوص الى المساجد لأداء الصلوات وجذب الاطفال إلى حفظ القرآن الكريم وأعلنت عن جوائز قيمة لمن يحفظ أكبر قدر من ايات القران الكريم ومن يواظب على الصلاة في المساجد طوال شهر رمضان.
وأعلن الشيخ محمد يازار امام جامع يني شهير في محافظة شانلي أورفه التركية عن توزيعه جوائز مثل الألعاب والكتب والحلويات لمن يواظب على الصلاة في المساجد طوال الشهرالفضيل.
وقال يازار لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان "الأطفال والشباب المسلم هم عماد هذه الأمة وحرصنا دوما على صقل الشباب علميا وثقافيا وفكريا لكي نرتقي بهم دوما لخدمة الإسلام والمسلمين".
وتتوافد جموع غفيرة من المواطنين من شتى أنحاء تركيا لحضور افتتاح معرض "الخرقة النبوية الشريفة" الذي يتم في رمضان من كل عام ويضم المعرض "الخرقة الشريفة" التي أهداها النبي "محمد" صلى الله عليه وآله وسلم لأحد التابعين اليمنيين وهو أويس القرني ثم نقلت الى تركيا بعد الاستيلاء عليها خلال الفتوحات العثمانية وهذه الخرقة محفوظة في جامع الخرقة الشريفة بحي "الفاتح" الشهير منذ تأسيسه عام 1853 حيث سمح السلطان عبد الحميد الثاني بفتح صندوق الخرقة الشريفة لعرضها على المواطنين في شهر رمضان.
ومن مظاهر هذا الشهر الكريم في الشوارع كثرة بسط الاكلات التركية السريعة كالكباب المشوي والحلويات والمعجون العثماني في ميدان السلطان احمد الشهير باسطنبول حيث يتدفق اهالي المدينة كل ليلة الى هذا المكان للعيش بين احضانه.
ومن العادات المحببة الى النفس في هذا الشهر الكريم تبادل العوائل فيما بينها للماكولات التي يتم طبخها في المنزل بالاضافة الى الزيارات العائلية بين الاحبة والاصدقاء.
ومن اجمل مظاهر رمضان الشعبية المسحراتي ونقره على طبلة لها ايقاع خاص معلنا عن بدء يوم رمضاني جديد والمسحراتي لا يزال محافظا على دوره ويقوم بايقاظ الناس.
وفي الايام الاخيرة من شهر رمضان يقوم الاهالي بشراء الالبسة للاطفال لتجهيزها لعيد الفطر المبارك ويشتد التزاحم على بائعي الحلويات لشراء مستلزمات البيت من حلويات وشوكولاته.
© جميع الحقوق محفوظة
شبكة النبأ المعلوماتية-الثلاثاء 17/تشرين الاول /2006 -23/رمضان /1427