مدونة شيعة مملكة البحرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدونة شيعة مملكة البحرين

لماذا .. إشرب الماء وإذكر عطش الحسين؟! ترك استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) عطشانا، لوعة في قلوب مواليه ومحبّيه، اذ أصبحوا يذكرون عطشه مع رؤية كل نهر أو معين عذب، لأن الماء يثير ذكريات عطش يوم الطفّ. قال الإمام الصادق (عليه السلام) عن عطش الحسين (علي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سيرة أمير المؤمنين عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
المراقب العام
المراقب العام
جعفر الخابوري


عدد المساهمات : 733
تاريخ التسجيل : 27/06/2013

سيرة أمير المؤمنين عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: سيرة أمير المؤمنين عليه السلام   سيرة أمير المؤمنين عليه السلام Emptyالخميس يونيو 27, 2013 11:07 pm

سيرة أمير المؤمنين عليه السلام


نسبه الشريف:
هو علي بن أبي طالب و اسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب و اسم عبد المطلب شيبة الحمد بن هاشم و اسم هاشم عمرو بن عبد مناف و اسم عبد مناف المغيرة بن قصي.
مولده الشريف
ولد يوم الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب بعد عام الفيل بثلاثين سنة و كانت ولادته بمكة المكرمة في الكعبة المشرفة و في ذلك يقول السيد الحميري:
والبيت حيث فناؤه والمسجـد ولدتـه في حرم الإله و أمنه
طابت و طاب وليدها و المولد بيضاء طاهرة الثياب كريمـة
وبدت مع القمر المنير الاسعد في ليلةغابت نحوس نجومها
إلا ابن آمنـة النبي محمــد مـا لف في خرق القوابل مثله
وللموضوع بقية


أبوه:
اسمه عبد مناف كما مر، وأبو طالب كنيته، كني بأكبر أولاده و هو أخو عبد الله، أبي النبي(صلى الله عليه وآله) لأمه و أبيه، و أبو طالب هو الذي كفل رسول الله(صلى الله عليه وآله) صغيرا و قام بنصره و حامى عنه وذب عنه و حاطه كبيرا و تحمل الأذى في سبيله، من مشركي قريش و منعهم عنه، و لقي لأجله عناء عظيما و قاسى بلاء شديداً و صبر على نصره و القيام بأمره، حتى إن قريشا لم تطمع في رسول الله(صلى الله عليه وآله) و كانت كافة عنه حتى توفي أبو طالب، و لم يؤمر بالهجرة إلا بعد وفاته.
و كان أبو طالب مسلما لا يجاهر بإسلامه و لو جاهر لم يمكنه ما أمكنه من نصر رسول الله(صلى الله عليه وآله) على انه قد جاهر بالإقرار بصحة نبوته في شعره مرارا مثل قوله:
و دعوتني و علمت انك صادق ولقد صدقت و كنت قبل أمينا
و لقد علمـت بـان دين محمد مـن خير أديـان البرية دينا
وروى الصدوق في الأمالي بسنده عن الصادق جعفر بن محمد(عليه السلام) انه قال: (أول جماعة كانت، أن الرسول الله(صلى الله عليه وآله) كان يصلي و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) معه إذ مر به أبو طالب و جعفر معه، فقال: يا بني صِل جناح ابن عمك، فلما أحسه رسول الله(صلى الله عليه وآله)، تقدمهما، و انصرف أبو طالب مسرورا و هو يقول:
أن عليا و جعــفرا ثـقتي عند مـلم الزمان والـكرب
و الله لا اخذل النبـي و لا يخـذله من بنيّ ذو حسب
لا تخذلا وانصرا ابن عمكما أخي لأمي من بينهم و أبي
فكانت أول جماعة جمعت.
وللموضوع بقية


أمه:
وهي فاطمة بنت أسد بن هاشم، في الأغاني: هي أول هاشمية تزوجها هاشمي و هي أم سائر ولد أبي طالب.
و كانت لرسول الله(صلى الله عليه وآله) بمنزلة الأم ربي في حجرها و كان شاكرا لبرها و كان يسميها أمي و كانت تفضله على أولادها في البر ، كان أولادها يصبحون شعثا رمضا و يصبح رسول الله(صلى الله عليه وآله) كحيلا دهينا.
و روى الحاكم في المستدرك بسنده (عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين عن أبيه عن جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) قال لما ماتت فاطمة بنت أسد كفنها رسول الله(صلى الله عليه وآله) بقميصه و صلى عليها و كبر عليها سبعين تكبيرة و نزل في قبرها فجعل يومئ في نواحي القبر كأنه يوسعه و يسوي عليها و خرج من قبرها و عيناه تذرفان و جثا في قبرها فقال له عمر بن الخطاب يا رسول الله رأيتك فعلت على هذه المرأة شيئا لم تفعله على أحد فقال له أن هذه المرأة كانت أمي بعد أمي التي ولدتني إن أبا طالب كان يصنع الصنيع و تكون له المأدبة و كان يجمعنا على طعامه فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبنا فأعود فيه).


كنيته:
يكنى أبا الحسن و أبا الحسين و كان الحسن(عليه السلام) في حياة رسول الله(صلى الله عليه وآله) يدعوه أبا الحسين و الحسين(عليه السلام) يدعوه أبا الحسن و يدعوان رسول الله(صلى الله عليه وآله) أباهما فلما توفي النبي(صلى الله عليه وآله) دعوا عليا(عليه السلام) أباهما.
و كان يكنى أيضا بابي تراب كناه به رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ففي الاستيعاب بسنده (قيل لسهل بن سعد: أن أمير المدينة يريد أن يبعث إليك لتسب عليا على المنبر، قال: كيف أقول؟ قال: تقول أبا تراب، فقال: و الله ما سماه بذلك إلا رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قال: و كيف ذلك يا أبا العباس؟ قال: دخل على فاطمة(عليه السلام) ثم خرج من عندها فاضطجع في صحن المسجد فدخل رسول الله(صلى الله عليه وآله) على فاطمة(عليه السلام) فقال: أين ابن عمك؟ قالت: هو ذاك مضطجع في المسجد، فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره و خلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره و يقول: اجلس أبا تراب فو الله ما سماه به إلا رسول الله(صلى الله عليه وآله)، و الله ما كان اسم احب إليه منه)، وفي الفصول المهمة لابن الصباغ (لقبه المرتضى و حيدر و أمير المؤمنين و الأنزع البطين و الأصلع والوصي، و كان يعرف بذلك عند أوليائه و أعدائه، خرج شاب من بني ضُبة معلم يوم الجمل من عسكر عائشة و هو يقول:
نحن بني ضبة أعـداء عـلى ذاك الذي يعرف قدما بالوصي
و فارس الخيل على عهد النبي ما أنا عن فضل علي بالعمي)
و كان يلقب يعسوب المؤمنين و يعسوب الدين يروى أن النبي(صلى الله عليه وآله) قال له أنت يعسوب الدين و المال يعسوب الظلمة و في رواية هذا يعسوب المؤمنين و قائد الغر المحجلين روى هاتين الروايتين ابن حنبل في مسنده و أبو نعيم في حلية الأولياء، و في تاج العروس اليعسوب ذكر النحل و أميرها و في حديث علي(عليه السلام) أنا يعسوب المؤمنين و المال يعسوب الكفار، أي يلوذ بي المؤمنون و يلوذ الكفار بالمال كما يلوذ النحل بيعسوبها و هو مقدمها وسيدها.


زوجاته
أول زوجاته فاطمة الزهراء سيدة النساء(عليه السلام) بنت رسول الله سيد المرسلين(صلى الله عليه وآله) لم يتزوج عليها حتى توفيت عنده ثم تزوج بعدها أمامة بنت أبي العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس و أمها زينب بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) ثم تزوج أم البنين بنت حرام بن دارم الكلابية و تزوج ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلية التميمية الدارمية و تزوج أسماء بنت عميس الخثعمية وكانت تحت جعفر بن أبي طالب فقتل ثم تزوجها أبو بكر فتوفي ثم تزوجها أمير المؤمنين.
و تزوج أم حبيب بنت ربيعة التغلبية و اسمها الصهباء، من السبي الذين أغار عليهم خالد بن الوليد بعين التمر و تزوج خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة الحنفية و قيل خولة بنت إياس و تزوج أم سعد أو سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفية، و تزوج مخبأة بنت امرئ القيس بن عدي الكلبية.


أولاده:
و هم : 1ـ الحسن 2ـ الحسين 3ـ زينب الكبرى 4ـ زينب الصغرى المكناة أم كلثوم قال المفيد أمهم فاطمة البتول(عليه السلام) سيدة نساء العالمين بنت سيد المرسلين و خاتم النبيين(صلى الله عليه وآله) 5ـ أم كلثوم الكبرى 6ـ محمد الأوسط أمه إمامة بنت أبي العاص 7ـ العباس و 8ـ جعفر و 9ـ عبد الله و10ـ عثمان، الشهداء بكر بلاء، أمهم أم البنين الكلابية و قال المسعودي أمهم أم البنين بنت حزام الوحيدية 11ـ محمد الأكبر المكنى بابي القاسم المعروف بابن الحنفية أمه خولة الحنفية 12ـ محمد الأصغر المكنى بابي بكر و بعضهم عد أبا بكر و محمدا الأصغر اثنين والظاهر انهما واحد 13ـ عبد الله أو عبيد الله الشهيدين بكر بلاء أمهما ليلى بنت مسعود النهشيلة 14ـ يحيى أمه أسماء بنت عميس 15 و 16ـ عمر و رقية توأمان أمهما أم حبيب الصهباء بنت ربيعة التغلبية و عمر عمر خمسا و ثمانين سنة 17 و18 و19ـ أم الحسن و رملة الكبرى و أم كلثوم الصغرى أمهم أم سعد بنت عروة بن مسعود الثقفية 20ـ بنت ماتت صغيرة أمها مخباة الكلبية و لم يذكرها المفيد و المسعودي 21ـ أم هاني 22ـ ميمونة 23ـ زينب الصغرى في عمدة الطالب أمها أم ولد و كانت تحت محمد بن عقيل بن أبي طالب 24ـ رمله الصغرى و لم يذكرها المفيد و لا المسعودي 25ـ رقية الصغرى و لم يذكرها المسعودي، وذكروا له(عليه السلام) أبناء غيرهم.


وصفه
كان(عليه السلام) ربعة من الرجال إلى القصر اقرب و إلى السمن، ادعج العينين انجل في عينيه لين ازج الحاجبين حسن الوجه من احسن الناس وجها يميل إلى السمرة كثير التبسم اصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه ناتئ الجبهة له حفاف من خلفه كأنه إكليل و كان عنقه إبريق فضة كث اللحية له لحية قد زانت صدره لا يغير شيبه ارقب عريض ما بين المنكبين لمنكبيه مشاش كمشاش السبع الضاري و في رواية عظيم المشاشين كمشاش السبع الضاري لا يبين عضده من ساعده أدمجت إدماجا عبل الذراعين شثن الكفين و في رواية دقيق الأصابع شديد الساعد و اليد لا يمسك بذراع رجل قط إلا امسك بنفسه فلم يستطع أن يتنفس ضخم البطن أقرى الظهر عريض الصدر كثير شعره ضخم الكسور عظيم الكراديس غليظ العضلات حمش الساقين ضخم عضلة الذراع دقيق مستدقها ضخم عضلة الساق دقيق مستدقها إذا مشى تكفا و إذا مشى إلى الحرب هرول قوي شجاع منصور على من لاقاه قد أيده الله بالعز و النصر.


نبذة من سيرته
نشأ علي(عليه السلام) في حجر رسول الله(صلى الله عليه وآله) و تأدب بآدابه و ربي بتربيته و ذلك انه لما ولد احبه رسول الله(صلى الله عليه وآله) حبا شديدا و قال لامه اجعلي مهده بقرب فراشي و كان يلي اكثر تربيته و يوجره اللبن عند شربه و يحرك مهده عند نومه و يناغيه في يقظته و يحمله على صدره، و كان يحمله دائما و يطوف به جبال مكة و شعابها و أوديتها كأنه يفعل ذلك ترويحا له و في ذلك يقول الشاعر:
فطوبى لمن من احمد ضمه حجر و ربيت في حجر النبي محمد
فلاعـلم إلا منك قد حـاطه خبر و غذاك بالعلم الإلهي ناشـئا
وأكسبنك الأ خلاق أخـلاقه الغر بآدابه أدبـت طفلا و يافـعا
و قد كان علي(عليه السلام) يلازم رسول الله(صلى الله عليه وآله) و هو يتعبد في غار حراء كل سنة قبل النبوة، فلم يزل علي مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) حتى بعثه الله بالنبوة فكان أول من آمن به و اتبعه و صدقه في حديث الدار الذي اجمع على صحته نقلة الآثار حين جمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) بني عبد المطلب في دار أبي طالب و هم أربعون رجلا يومئذ يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فيما ذكره الرواة و أمره أن يصنع لهم طعاما فخذ شاة مع مد من البر و يعد لهم صاعا من اللبن و قد كان الرجل منهم معروفا يأكل الجذعة في مقام واحد و يشرب الفرق من الشراب، فأراد(عليه السلام) بإعداد قليل الطعام و الشراب لجماعتهم إظهار الآية في شبعهم و ريهم مما كان لا يشبع واحدا منهم ولا يرويه ثم أمر بتقديمه لهم فأكلت الجماعة كلها من ذلك اليسير حتى تملوا منه و لم يبن ما أكلوه منه و شربوه فيه، فبهرهم بذلك و بين لهم آية نبوته و علامة صدقه ببرهان الله تعالى فيه، ثم قال لهم بعد أن شبعوا من الطعام و رووا من الشراب يا بني عبد المطلب إن الله بعثتي إلى الخلق كافة و بعثتي إليكم خاصة فقال و انذر عشيرتك الأقربين و أنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان تملكون بهما العرب و العجم و تنقاد لكم بهما الأمم و تدخلون بهما الجنة و تنجون بهما من النار شهادة أن لا اله إلا الله و أني رسول الله فمن يجيبني إلى هذا الأمر و يؤازرني عليه يكن أخي و وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي من بعدي فلم يجبه أحد منهم، فقال أمير المؤمنين(عليه السلام): فقمت بين يديه من بينهم و أنا إذ ذاك أصغرهم سنا و احمشهم ساقا و ارمصهم عينا فقلت أنا يا رسول الله اوازرك على هذا الأمر فقال اجلس ثم أعاد القول على القوم ثانية فصمتوا فقمت و قلت مثل مقالتي الأولى فقال اجلس ثم أعاد القول على القوم ثالثة فلم ينطق أحد منهم بحرف فقمت و قلت أنا اوازرك يا رسول الله على هذا الأمر فقال اجلس فأنت أخي و وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي من بعدي فنهض القوم و هم يقولون لأبي طالب يا أبا طالب ليهنئك اليوم أن دخلت في دين ابن أخيك فقد جعل ابنك أميرا عليك.


ملازمته النبي(صلى الله عليه وآله)
و لم يزل علي في صحبة النبي(صلى الله عليه وآله) ملازما له فأقام مع النبي(صلى الله عليه وآله) بعد البعثة ثلاثا و عشرين سنة منها ثلاث عشرة سنة بمكة قبل الهجرة مشاركا له في محنه كلها متحملا عنه اكثر أثقاله و عشر سنين بالمدينة بعد الهجرة يكافح عنه المشركين و يجاهد دونه الكافرين و يقيه بنفسه من أعدائه في الدين و قتل الأبطال و ضرب بالسيف بين يدي رسول الله(صلى الله عليه وآله) وعمره بين العشرين و الثلاث و العشرين سنة إلى الخمس و العشرين.
وفي حصار الشعب و يوم حصار الشعب الذي دخل فيه بنو هاشم خوفا من قريش و حصروهم فيه كان علي معهم و لا شك أن أباه كان ينيمه أيضا في مرقد النبي(صلى الله عليه وآله) لان ذلك من اشد أيام الخوف عليه من البيات و قد يسال سائل لماذا اختص أبو طالب ابنه عليا بان يبيته في مضجع النبي(صلى الله عليه وآله) مع انه اصغر أولاده و طالب و عقيل و جعفر اكبر منه فهم أولى بان ينيم واحدا منهم في مضجع النبي(صلى الله عليه وآله) و الجواب على هذا السؤال لا يحتاج إلى كثير تفكير فهو على صغر سنة أثبتهم جنانا و أشجعهم قلبا و أشدهم تهالكا في حب ابن عمه و إن كان لجعفر المقام السامي في ذلك لكنه لا يصل إلى رتبة أخيه علي.


إسلامه
كان علي(عليه السلام) أول من آمن بالنبي(صلى الله عليه وآله) و اتبعه، بعث النبي(صلى الله عليه وآله) يوم الاثنين و اسلم علي(عليه السلام) يوم الثلاثاء قيل اسلم و هو ابن عشر سنين رواه الحاكم في المستدرك بسنده عن محمد بن اسحق و هو المطابق لقول من قال انه ولد بعد مولد النبي(صلى الله عليه وآله) بثلاثين سنة و قبل البعثة بعشر سنين فان النبي(صلى الله عليه وآله) كان عمره يوم بعث أربعين سنة.


في أخلاقه و سيرته
دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية فقال له معاوية: ـ صف لي عليا، قال : ـ اعفني، قال : ـ لتصفنه، قال : ـ أما إذا كان لا بد من وصفه فانه كان و الله بعيد المدى شديد القوى يقول فصلا و يحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه و تنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا و زهرتها و يأنس بالليل و وحشته و كان غزير الدمعة طويل الفكرة يقلب كفه و يخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما خشن و من الطعام ما جشب و كان فينا كأحدنا يدنينا إذا أتيناه و يجيبنا إذا سألناه و يأتينا إذا دعوناه و ينبئنا إذا استنبأناه و نحن و الله مع تقريبه إيانا و قربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له فان تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يعظم أهل الدين و يقرب المساكين لا يطمع القوي في باطله و لا ييأس الضعيف من عدله و اشهد لقد رايته في بعض مواقفه و قد أرخى الليل سدوله و غارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين فكأني اسمعه الآن و هو يقول : يا ربنا يا ربنا يتضرع إليه ثم يقول : يا دنيا غري غيري إلي تعرضت أم إلي تشوفت هيهات هيهات قد أبنتك ثلاثا لا رجعة فيها فعمرك قصير و خطرك كبير و عيشك حقير آه آه من قلة الزاد و بعد السفر و وحشة الطريق.
فبكى معاوية و وكفت دموعه على لحيته ما يملكها و جعل ينشفها بكمه و قد اختنق القوم بالبكاء و قال : رحم الله أبا الحسن كان و الله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال : ـ حزن من ذبح ولدها بحجرها فهي لا ترقى عبرتها و لا يسكن حزنها ثم خرج.
وقال ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب (قد اجمعوا على انه صلى القبلتين و هاجر و شهد بدرا و الحديبية و سائر المشاهد و انه أبلى ببدر و بأحد و بالخندق و بخيبر بلاء عظيما و انه أغنى في تلك المشاهد وقام فيها المقام الكريم و كان لواء رسول الله(صلى الله عليه وآله) بيده في مواطن كثيرة و كان يوم بدر بيده على اختلاف و لما قتل مصعب بن عمير يوم أحد و كان اللواء بيده دفعه رسول الله(صلى الله عليه وآله) إلى علي و لم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله(صلى الله عليه وآله) منذ قدم المدينة إلا تبوك فانه خلفه على المدينة و على عياله بعده و قال له أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي).
و قال له رسول الله(صلى الله عليه وآله) أنت وليي في كل مومن بعدي و أنت ولي كل مومن بعدي و مومنة و سد أبواب المسجد غير باب علي(عليه السلام)، و قال من كنت مولاه فان مولاه علي وعن ابن عباس أن عليا كان يقول في حياة رسول الله(صلى الله عليه وآله) إن الله تعالى يقول ا فان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم و الله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله و الله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت و الله إني لأخوه و وليه و وارثه و ابن عمه فمن أحق به مني وعن نافع بن عجير عن علي(عليه السلام) قال النبي(صلى الله عليه وآله) يا علي أنت صفيي و أميني و عن علي(عليه السلام) مرضت فعادني رسول الله(صلى الله عليه وآله) فدخل علي و أنا مضطجع فاتكأ إلى جنبي ثم سجاني بثوبه ـ غطاني ـ فلما رآني قد برئت قام إلى المسجد يصلي فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب و قال قم يا علي فقمت و قد برئت كأنما لم اشك شيئا قبل ذلك فقال ما سالت ربي شيئا في صلاتي إلا أعطاني وما سالت لنفسي شيئا إلا سالت لك مثله وعن القاسم بن زكريا بن دينار قال لي علي وجعت وجعا فأتيت رسول الله(صلى الله عليه وآله) فأقامني في مكانه و قام يصلي و ألقى علي طرف ثوبه ثم قال قم يا علي قد برئت لا باس عليك و ما دعوت لنفسي بشيء إلا دعوت لك بمثله و ما دعوت بشيء إلا استجيب لي أو قال قد أعطيت إلا انه قيل لي لا نبي بعدي وبسنده عن علي(عليه السلام) في حديث قال دعا لي رسول الله(صلى الله عليه وآله) بدعوات ما يسرني ما على الأرض بشيء منهن.
و روى أبو نعيم في الحلية بسنده عن ابن عباس (ما انزل الله آية فيها يا أيها الذين آمنوا إلا و علي رأسها و أميرها وعن حذيفة بن اليمان قالوا يا رسول الله ا لا تستخلف عليا قال إن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم) و بسنده عن حذيفة (قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) إن تستخلفوا عليا و ما أراكم فاعلين تجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء) و بسنده عن معاذ بن جبل (قال النبي(صلى الله عليه وآله) يا علي اخصمك بالنبوة لا نبوة بعدي و تخصم الناس بسبع و لا يحاجك فيها أحد من قريش أنت أولهم إيمانا بالله و أوفاهم بعهد الله و أقومهم بأمر الله و أقسمهم بالسوية و اعدلهم في الرعية و أبصرهم بالقضية و أعظمهم عند الله مزية و في رواية و أرأفهم بالرعية و أعلمهم بالقضية و أعظمهم مزية يوم القيامة)، و في الحلية بسنده عن انس بن مالك (بعثتي النبي(صلى الله عليه وآله) إلى أبي برزة الاسلمي فقال له و أنا اسمع يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي في علي بن أبي طالب قال انه راية الهدى و منار الإيمان و إمام أوليائي و نور جميع من أطاعني يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربي و صاحب رايتي يوم القيامة) وبسنده عن أبي برزة (قال رسول الله(صلى الله عليه وآله) إن الله تعالى عهد إلي عهدا في علي فقلت يا رب بينه لي فقال اسمع فقلت سمعت فقال إن عليا راية الهدى و إمام أوليائي و نور من أطاعني و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين من احبه احبني و من ابغضه ابغضني فبشره بذلك فجاء علي فبشرته إلى أن قال قلت اللهم اجل قلبه و اجعل ربيعه الإيمان فقال الله قد فعلت به ذلك ثم انه رفع إلي انه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي فقلت يا رب أخي و صاحبي فقال إن هذا شيء قد سبق انه مبتلى و مبتلى به...).


أدلة امامته
ادلة امامته كثيرة، ملأت كتب الفريقين، وقد الف العلامة الحلي كتابا جمع فية قرابة الفي دليل، عقلي ونقلي، على امامته(عليه السلام)، وهذه ادلة قصيرة مختصرة تناسب المقام:ـ
الأول :
وجوب العصمة في الإمام بالدليل الذي دل على وجوب العصمة في النبي فكما انه لا يجوز كون النبي غير معصوم لان صدور الذنب منه يسقط منزلته من القلوب و لا يؤمن معه زيادته في الشريعة و تنقيصه منها و يوجب عدم الوثوق بأقواله و أفعاله و هو ينافي الغرض المقصود من إرساله و نقض الغرض قبيح فلا يمكن صدوره من الله تعالى، كذلك لا يجوز كون الإمام غير معصوم لان النبي مبلغ للشرع إلى الأمة عن الله تعالى و الإمام مبلغ للشرع عن النبي و حافظ له من الزيادة و النقصان فان الإمامة رياسة عامة في أمور الدين و الدنيا لشخص من الأشخاص نيابة عن النبي(صلى الله عليه وآله) هكذا عرفها جميع علماء الإسلام و صدور الذنب من الإمام يسقطه من النفوس و لا يؤمن معه زيادته في الشريعة و تنقيصه منها مع كونه منصوبا لحفظها من ذلك، و يوجب عدم الوثوق بأقواله و أفعاله و هو ينافي الغرض المقصود من إمامته فالدليل الذي دل على عصمة النبي(صلى الله عليه وآله) بعينه دال على عصمة الإمام و قد أجمعت الإمامية على انه لا معصوم بعد النبي(صلى الله عليه وآله) سوى علي و ولده لان الأمة بين قولين إما لا معصوم أصلا وإما انحصار المعصوم فيهم فإذا دل الدليل على وجوب عصمة الإمام كانوا هم الأئمة.
و مما يدل على عصمته و عصمة الأئمة من ذريته(عليه السلام) آية التطهير ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)) و أحاديث الثقلين (إني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي، كتاب الله وعترتي أهل بيتي) وسفينة نوح (مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك) و غيرها.


الثاني :
ما رواه الطبري في تاريخه و تفسيره و البغوي و الثعلبي في تفسيره و النسائي في الخصائص و صاحب السيرة الحلبية و رواه من ثقاة أصحابنا و محدثيهم محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي و الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في مجالسه قال الطبري في تاريخه (حدثنا ابن حميد حدثنا سلمة حدثني محمد بن اسحق عن عبد الغفار بن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت (و انذر عشيرتك الأقربين) دعاني رسول الله(صلى الله عليه وآله) ـ إلى أن قال ـ فاصنع لنا صاعا من طعام و اجعل عليه رجل شاة و املأ لنا عسا من لبن و العس القدح الكبير ثم اجمع لي بني عبد المطلب ففعلت ما امرني ثم دعوتهم و هم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب و حمزه و العباس و أبو لهب فلما وضعت الطعام تناول جذبة من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال خذوا باسم الله فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة و ما أرى إلا موضع أيديهم و أيم الله إن كان الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم و شربوا من ذلك العس حتى رووا جميعا و أيم الله إن كان الواحد منهم ليشرب مثله فلما أراد أن يكلمهم بدره أبو لهب فقال لشد ما سحركم صاحبكم فتفرقوا و لم يكلمهم، ثم فعل مثل ذلك في اليوم الثاني فأكلوا و شربوا فقال يا بني عبد المطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة و قد امرني الله تعالى أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على ان يكون أخي ووصيي و خليفتي فيكم، فأحجم القوم جميعا و قلت و إني لأحدثهم سنا و أرمصهم عينا و أعظمهم بطنا و أحمشهم ساقا أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فاخذ برقبتي ثم قال ان هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا فقاموا يضحكون و يقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع).


الثالث :
النص على إمامته من النبي(صلى الله عليه وآله) يوم الغدير حين رجع من حجة الوداع و معه ما يزيد على مائة ألف فخطبهم و قال في خطبته و قد رفعه للناس و اخذ بضبعيه فرفعهما حتى بان للناس إبطيهما ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و احب من احبه و ابغض من ابغضه و انصر من نصره و اعن من أعانه و اخذل من خذله و ادر الحق معه حيث دار، ثم افرده بخيمة و أمر الناس بمبايعته بإمرة المؤمنين حتى النساء.
وقد ذكر استشهاد علي(عليه السلام) في خلافته جماعة من الصحابة على حديث الغدير في السيرة الحلبية (قد جاء ان عليا قام خطيبا ثم قال انشد الله من شهد يوم غدير خم إلا قام و لا يقوم رجل يقول أنبئت أو بلغني إلا رجل سمعت أذناه و وعى قلبه فقام سبعة عشر صحابيا و في رواية ثلاثون صحابيا و في المعجم الكبير ستة عشر و في رواية اثنا عشر فذكر الحديث و عن زيد بن أرقم كنت ممن كتم فذهب الله ببصري و كان علي دعا على من كتم).
و قال ابن كثير في تاريخه (أورد ابن ماجة عن عبد الله ابن الإمام احمد في مسند أبيه بعدة أسانيد عن سعيد بن وهب و عن زيد بن يثيع قال نشد علي الناس في الرحبة من سمع رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام فقام من قبل سعيد ستة و من قبل زيد ستة فشهدوا انهم سمعوا رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول لعلي يوم غدير خم أليس رسول الله أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه قال و في بعضها زيادة و انصر من نصره و اخذل من خذله).
صعوده على منكب النبي(صلى الله عليه وآله) و إلقاؤه الصنم عن الكعبة
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن علي بن أبي طالب قال : انطلق بي رسول الله(صلى الله عليه وآله) حتى أتى بي الكعبة فقال لي اجلس فجلست إلى جنب الكعبة فصعد رسول الله(صلى الله عليه وآله) بمنكبي ثم قال لي انهض فنهضت فلما رأى ضعفي تحته قال لي اجلس فنزلت و جلست ثم قال لي يا علي اصعد على منكبي فصعدت على منكبيه ثم نهض بي فلما نهض بي خيل لي لو شئت نلت أفق السماء، فصعدت فوق الكعبة و تنحى رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال لي الق صنمهم الأكبر صنم قريش و كان من نحاس موتدا بأوتاد من حديد إلى الأرض فقال لي عالجه و هو يقول لي إيه إيه جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا، فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال اقذفه فقذفته فتكسر و ترديت من فوق الكعبة فانطلقت أنا و النبي(صلى الله عليه وآله) نسعى و خشينا ان يرانا أحد من قريش و غيرهم قال الحاكم هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه البخاري و مسلم.
فداء علي(عليه السلام) للنبي(صلى الله عليه وآله) بنفسه
و كما فدا أبو طالب النبي(صلى الله عليه وآله) بولده علي فكان يقيم النبي من مرقده خوفا عليه من اغتيال المشركين و ينيم ولده عليا مكانه ليكون فداء له لو قصده المشركون باغتيال، كذلك فدا علي(عليه السلام) النبي(صلى الله عليه وآله) بنفسه بعد وفاة أبيه فنام على فراش النبي(صلى الله عليه وآله) ليلة الغار و فداه بنفسه.
و سن له أبوه في حياته في المحافظة على النبي(صلى الله عليه وآله) إلى حد الفداء بالنفس سنة اتبعها علي(عليه السلام) بعد وفاة أبيه و وطن نفسه عليها و استهان بالموت في سبيلها، و ذلك ان قريشا ائتمرت برسول الله(صلى الله عليه وآله) في دار الندوة لما أعياهم أمره و رأوا دعوته لا تزداد إلا انتشارا فاجمع رأيهم على اغتياله ليلا و هو في فراشه و انتخبوا من قبائلهم العشر من كل قبيلة رجلا شجاعا ليهجموا عليه ليلا فيقتلوه و يضيع دمه في القبائل و يرضى قومه بالدية، وكان البلاء قد اشتد على المؤمنين بمكة من المشركين فأذن لهم النبي(صلى الله عليه وآله) بالهجرة إلى المدينة فهاجروا فلما رأى ذلك المشركون اجتمعوا في دار الندوة و ائتمروا في رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال العاص بن وائل و أمية بن خلف نبني له بنيانا نستودعه فيه حتى يموت فقال صاحب رأيهم لئن صنعتم ذلك ليسمعن الحميم و المولى الحليف ثم لتأتين المواسم و الأشهر الحرم بالأمن فلينتزعن من أيديكم فقال عتبة و أبو سفيان نرحل بعيرا صعبا و نوثق محمدا عليه ثم نقصع البعير بأطراف الرماح فيقطعه إربا إربا فقال صاحب رأيهم أرأيتم إن خلص به البعير سالما إلى بعض الافاريق فاخذ بقلوبهم بسحره و بيانه فصبا القوم إليه و استجابت القبائل له فيسيرون إليكم بالكتائب و المقانب فلتهلكن كما هلكت اياد، فقال أبو جهل لكني أرى لكم رأيا سديدا و هو ان تعمدوا إلى قبائلكم العشر فتنتدبوا من كل قبيلة رجلا نجدا ثم تسلحوه حساما عضبا حتى إذا غسق الليل أتوا ابن أبي كبشة فقتلوه فيذهب دمه في قبائل قريش فلا يستطيع بنو هاشم و بنو المطلب مناهضة قريش فيرضون بالدية فقال صاحب رأيهم أصبت يا أبا الحكم هذا هو الرأي فلا تعدلوا به رأيا و كموا في ذلك أفواهكم، فسبقهم الوحي بما كان من كيدهم و هو قوله تعالى ((و إذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين)) فدعا رسول الله(صلى الله عليه وآله) علياً(عليه السلام) و اخبره بذلك و قال له أوحى إلي ربي أن اهجر دار قومي و انطلق إلى غار ثور تحت ليلتي هذه و ان آمرك بالمبيت على فراشي ليخفي بمبيتك عليهم أمري، و اشتمل ببردي الحضرمي وكان له برد حضرمي اخضر أو احمر ينام فيه ثم ضمه النبي(صلى الله عليه وآله) إلى صدره و بكى وجدا به فبكى علي جزعا لفراق رسول الله(صلى الله عليه وآله) .
وفي ذلك يقول الشاعر الحاج هاشم بن الحاج حردان الكعبي من قصيدة علوية حسينية :
بمـقامـك التعريف و التحديدا ومواقـف لك دون احمد جاوزت
تهـدي إليـك بوارقا و رعودا فعلى الفراش مبيت ليلك والعـدى
يهدي القـراع لسمعك التغريدا فـرقدت مثـلوج الفـؤاد كـأنما
بالنفــس لافشـلا ولارعديدا فكفيـت ليـلته و قـمت معارضا
جبـلا أشـم وفارسـا صنديدا و استصبحوا فرأوك دون مرادهم
أو ما دروا كنز الهدىمرصودا رصدوا الصباح لينفقوا كنز الهدى


هجرته إلى المدينة :
خرج علي(عليه السلام) بالفواطم، فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) و أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم و فاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب و زاد بعضهم فاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب، و تبعهم ايمن بن أم ايمن مولى رسول الله(صلى الله عليه وآله) و أبو واقد الليثي، قال الشيخ الطوسي (فجعل أبو واقد يسوق الرواحل سوقا حثيثا فقال علي(عليه السلام) ارفق بالنسوة يا أبا واقد إنهن من الضعائف قال إني أخاف أن يدركنا الطلب قال أربع عليك، ثم جعل علي(عليه السلام) يسوق بهن سوقا رفيقا و هو يقول : ليس إلا الله فارفع ظنكا يكفك رب الناس ما اهمكا.
فلما قارب ضجنان أدركه المشركون و هم ثمانية فرسان ملثمون معهم مولى لحرب بن أمية اسمه جناح و كانت قريش لما فاتها محمد(صلى الله عليه وآله) و بطل كيدها فيه و لم تقدر عليه ثم رأت ان عليا(عليه السلام) قد خرج من بينهم جهارا بالفواطم الهاشميات لاحقا بابن عمه أعدى أعدائهم و ما هو إلا رجل واحد و هم عصبه أخذهم الحنق و هاجت بهم العداوة و قالوا كيف يخرج هذا الشاب الهاشمي المنفرد عن ناصر، ابن عم محمد، بنسائه ظاهرا غير هياب و لا نناله بسوء و لا نرده صاغرا، ان هذا لذل و عار علينا إلى الأبد، فانتخبوا من فرسانهم هؤلاء الثمانية ليلحقوه و يردوه فقال علي(عليه السلام) لأيمن و أبي واقد أنيخا الإبل و اعقلاها و تقدم فانزل النسوة و دنا القوم فاستقبلهم علي(عليه السلام) منتضيا سيفه و الله اعلم كم كان خوف النسوة لما رأين هذه الحال و كأنهن كن يتناجين هل يستطيع علي(عليه السلام) و هو رجل واحد راجل ليس بفارس مقاومة ثمانية فرسان فتارة يغلب عليهن اليأس و يبتهلن إلى الله تعالى ان ينصر عليا(عليه السلام) على عدوه و تارة يقلن ان عليا(عليه السلام) ملامح الشجاعة عليه ظاهرة بينة و لو لم يعلم انه كفؤ لكل من يعارضه لما خرج بنا ظاهرا معلنا فيغلب عليهن الأمل فقال الفرسان : ظننت انك يا غدار ناج بالنسوة ارجع لا أبا لك و هكذا يكون خطاب ثمانية فرسان لرجل واحد لا يظنون انه يقدر على مقاومتهم قاسيا جافيا قال علي(عليه السلام) مجيبا لهم جواب شخص غير مبال بهم و لا مكترث، جواب هادئ مطمئن: فان لم افعل ؟ فأجابوه بجواب كسابقه في القساوة و الجفاء قالوا : لترجعن راغما أو لنرجعن باكثرك شعرا و اهون بك من هالك و دنوا من المطايا ليثوروها فحال علي(عليه السلام) بينهم و بينها فأهوى له جناح بسيفه، فراغ عن ضربته رواغ عارف بالفنون الحربية ماهر فيها و هو بعد لم يباشر حربا قبلها و سنه لم يتجاوز العشرين أو تجاوزها بقليل و ضرب جناحا على عاتقه فقده نصفين حتى وصل السيف إلى كتف فرسه و ذلك ان عليا راجل و جناح فارس و الفارس لا يمكنه ضرب الراجل بالسيف حتى ينحني ليصل سيفه إلى الراجل فلما انحنى جناح لم يمهله علي(عليه السلام) حتى يعتدل بل عاجله بأسرع من لمح البصر و هو منحن بضربة على عاتقه قبل ان يعتدل قدته نصفين، و هذا شيء لم يكن في حسبان جناح و أصحابه و شد على أصحابه و هو على قدميه شدة ضيغم و هو يقول :
آليت لا اعبد غير الواحد خلوا سبيل الجاهد المجاهد
فتفرق القوم عنه و قالوا : احبس نفسك عنا يا ابن أبي طالب قال : فإني منطلق إلى أخي و ابن عمي رسول الله فمن سره ان افري لحمه و أريق دمه فليدن مني.
وفي السيرة الحلبية (آخى النبي(صلى الله عليه وآله) قبل الهجرة بين المهاجرين و آخى بين علي و نفسه و قال ا ما ترضى ان أكون أخاك قال بلى يا رسول الله رضيت قال فأنت أخي في الدنيا و الآخرة).


في غزواته
قال كل من كتب في التاريخ و الآثار و السير انه لم يتخلف عن النبي(صلى الله عليه وآله) في موطن قط إلا في غزوة تبوك لأن النبي(صلى الله عليه وآله) علم انه ليس فيها حرب فخلفه على المدينة، فعُلم من ذلك وجوده في جميع الغزوات و ان كانت غير مهمة ، كما ان أكثرهم قال انه كان صاحب الراية في جميع الغزوات.


غزوة الأبواء :
و كانت في صفر لاثنتي عشرة ليلة مضت منه على راس اثني عشر شهرا من مقدمه المدينة و هي أول غزوات النبي(صلى الله عليه وآله) و أول غزوة حمل فيها راية مع النبي(صلى الله عليه وآله) ، خرج النبي في ستين راكبا من المهاجرين فيهم علي(عليه السلام) يريد عيرا لقريش فلم يلق حربا و كانت رايته مع علي(عليه السلام).


غزوة بدر الكبرى :
و كانت في شهر رمضان يوم تسعة عشر أو سبعة عشر منه على راس تسعة عشر شهرا من الهجرة كان المسلمون فيها ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا و معهم فرسان و سبعون بعيرا فكان الرجلان و الأكثر يتعاقبون بعيرا واحدا و كان النبي(صلى الله عليه وآله) و علي(عليه السلام) و مرثد بن أبي مرثد يتعاقبون بعيرا لمرثد و كان المشركون تسعمائة و خمسين أو عشرين مقاتلا و قادوا مائتي فرس و قيل أربعمائة و الإبل سبعمائة بعير و أعطى النبي(صلى الله عليه وآله)رايته في هذه الغزاة إلى علي(عليه السلام).


وقعة أحد:
و كانت في شوال لسبع خلون منه أو للنصف منه يوم السبت سنة ثلاث من الهجرة على راس اثنين و ثلاثين شهرا منها و عقد رسول الله(صلى الله عليه وآله) ثلاثة ألوية على ثلاثة رماح ، لواء المهاجرين بيد علي بن أبي طالب(عليه السلام) و لواء الأوس بيد أسيد بن حضير ، و لواء الخزرج بيد الحباب بن المنذر أو سعد بن عبادة ، و أعطى الراية و هي العلم الأكبر (واللواء دونها) علي بن أبي طالب(عليه السلام)، و برز طلحة بن أبي طلحة عبد الله بن عثمان العبدري صاحب لواء المشركين و كان يسمى كبش الكتيبة و طلب البراز مرارا فلم يجبه أحد فبرز إليه علي بن أبي طالب(عليه السلام) فقتله.
و اتفق المؤرخون على أن الذي قتل طلحة هو علي بن أبي طالب(عليه السلام).


خلافته
بويع علي(عليه السلام) بالخلافة يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجة على رواية الطبري سنة 53 و كان قتل عثمان يوم الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجة فكان بين قتله و بيعة علي سبعة أيام.
و لما قتل عثمان اجتمع أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) من المهاجرين و الأنصار و فيهم طلحة و الزبير فأتوا عليا(عليه السلام) فقالوا انه لا بد للناس من إمام ، قال لا حاجة لي في أمركم فمن اخترتم رضيت به قالوا ما نختار غيرك و ترددوا إليه مرارا و قالوا له في آخر ذلك انا لا نجد اليوم أحدا أحق بهذا الأمر منك لا اقدم سابقة و لا اقرب قرابة من رسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال لا تفعلوا فإني أكون وزيرا خير من ان أكون أميرا فقالوا لا و الله ما نحن بفاعلين حتى نبايعك ، قال : ففي المسجد ، فان بيعتي لا تكون خفيا و لا تكون إلا عن رضا المسلمين ، وكان في بيته ، و قيل في بعض حيطان المدينة و في رواية فغشي الناس عليا فقالوا نبايعك فقد ترى ما نزل بالإسلام فقال دعوني و التمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه و ألوان لا تقوم له القلوب و لا تثبت عليه العقول فقالوا ننشدك الله ا لا ترى ما نحن فيه ا لا ترى الإسلام الا ترى الفتنة فقال قد أجبتكم و إني إن أجبتكم ركبت بكم ما اعلم ، فلما دخل المسجد دخل المهاجرون و الأنصار فبايعوه ثم بايعه الناس.


حرب الجمل
روى المدائني في كتاب الجمل قال :
(لما قتل عثمان كانت عائشة بمكة و بلغ قتله إليها و هي بسرف فلم تشك في ان طلحة هو صاحب الأمر و قالت: بعدا لعثمان و سحقا، إيه ذا الإصبع إيه أبا شبل إيه يا ابن عم لكأني انظر إلى إصبعه و هو يبايع له، حثوا الإبل و دعدعوها) قال: (و قال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي في كتابه ان عائشة لما بلغها قتل عثمان و هي بمكة أقبلت مسرعة و هي تقول إيه ذا الإصبع لله أبوك أما إنهم وجدوا طلحة لها كفوا، فلما انتهت إلى سرف استقبلها عبيد بن أبي سلمة الليثي فقالت له: ما عندك قال: قتل عثمان قالت: ثم ماذا قال: ثم حارت بهم الأمور إلى خير محار، بايعوا عليا فقالت: لوددت ان السماء انطبقت على الأرض ان تم هذا ويحك انظر ماذا تقول قال: هو ما قلت لك يا أم المؤمنين، فولولت، فقال لها: ما شأنك يا أم المؤمنين و الله ما اعرف بين لابتيها أحدا أولى بها منه و لا أحق و لا أرى له نظيرا في جميع حالاته فلماذا تكرهين ولايته؟ قال: فما ردت علي جوابا، ورأيتها في مسيرها إلى مكة تخاطب نفسها: قتلوا ابن عفان مظلوما فقلت لها: يا أم المؤمنين ألم أسمعك آنفا تقولين أبعده الله؟ و قد رأيتك من قبل اشد الناس عليه و أقبحهم فيه قولا، فقالت: لقد كان ذلك و لكني نظرت في أمره فرايتهم استتابوه حتى إذا تركوه كالفضة البيضاء اتوه صائما محرما في شهر حرام فقتلوه، فدخلت مكة و قصدت الحجر فسترت فيه فاجتمع الناس حولها فقالت أيها الناس ان الغوغاء من أهل الأمصار و أهل المياه و عبيد أهل المدينة اجتمعوا على هذا الرجل المقتول ظلما بالأمس و نقموا عليه استعمال من حدثت سنة و قد استعمل أمثالهم قبله و مواضع من الحمى حماها لهم فتابعهم و نزع لهم عنها فلما لم يجدوا حجة و لا عذرا بادروا بالعدوان فسفكوا الدم الحرام و استحلوا البلد الحرام و الشهر الحرام و اخذوا المال الحرام و الله لإصبع من عثمان خير من طباق الأرض أمثالهم و و الله لو ان الذي اعتدوا به عليه كان ذنبا لخلص منه كما يخلص الذهب من خبثه أو الثوب من درنه إذ ماصوه كما يماص الثوب بالماء (أي يغسل)، فقال عبد الله بن عامر الحضرمي و كان عامل عثمان على مكة ها أنا أول طالب فكان أول مجيب و تبعه بنو أمية على ذلك و كانوا هربوا من المدينة إلى مكة بعد قتل عثمان و رفعوا رؤوسهم و تبعهم سعيد بن العاص و الوليد بن عقبة و سائر بني أمية و قدم عليهم عبد الله بن عامر بن كريز من البصرة بمال كثير و يعلى بن أمية و هو ابن منية من اليمن و معه ستمائة بعير وستمائة ألف درهم فأناخ بالأبطح).
وروى الطبري بسنده عن عبيد بن عمر القرشي قال: (قدم عليها مكة رجل يقال له اخضر فقالت: ما صنع الناس فقال: قتل عثمان المصريين قالت: إنا لله و أنا إليه راجعون أيقتل قوما جاءوا يطلبون الحق و ينكرون الظلم و الله لا نرضى، ثم قدم آخر فقالت: ما صنع الناس قال: قتل المصريون عثمان قالت: العجب لأخضر زعم ان المقتول هو القاتل).
و طلب طلحة و الزبير من علي ان يوليهما المصرين البصرة و الكوفة فقال بل تقيما معي فإني لا استغني عن رأيكما و قيل استشار ابن عباس فلم يشر به قال ابن أبي الحديد: فاستأذناه في العمرة فقال لهما: ما العمرة تريدان و إنما تريدان الغدرة و نكث البيعة فحلفا بالله ما الخلاف عليه و لا نكث البيعة يريدان و ما رأيهما غير العمرة قال فأعيدا البيعة لي ثانية فأعاداها بأشد ما يكون من الإيمان و المواثيق فأذن لهما فلما خرجا قال و الله لا ترونهما إلا في فتنة يقتلان فيها قالوا يا أمير المؤمنين فمر بردهما عليك قال ليقضي الله أمرا كان مفعولا، و قدم طلحة و الزبير من المدينة فلقيا عائشة فقالت ما وراءكما فقالا أنا تحملنا هرابا من المدينة من غوغاء و أعراب و فارقنا قوما حيارى لا يعرفون حقا و لا ينكرون باطلا و لا يمنعون أنفسهم فأمرتهم عائشة بالخروج إلى المدينة فقالوا نأتي الشام فقال ابن عامر قد كفاكم الشام معاوية فأتوا البصرة فان لي بها صنائع و لهم في طلحة هوى قالوا قبحك الله فوالله ما كنت بالمسالم و لا بالمحارب فهلا أقمت كما أقام معاوية فنكفي بك ثم نأتي الكوفة فتسد على هؤلاء القوم المذاهب، فاستقام الرأي على البصرة و قال لها طلحة و الزبير نأتي أرضا قد ضاعت منا و صارت إلى علي و سيحتجون علينا ببيعتنا له و يتركوننا إلا أن تخرجي فتأمري بمثل ما أمرت في مكة، و أعطى يعلى بن منية عائشة جملا اسمه عسكر اشتراه بثمانين دينارا فركبته، و لما بلغ عليا(عليه السلام) نكث طلحة و الزبير بيعته و اجتماعهم مع عائشة على التأليب عليه خطب بالمدينة و قال :
أما بعد فان الله بعث محمدا(صلى الله عليه وآله) للناس كافة و جعله رحمة للعالمين فصدع بما أمر به و بلغ رسالات ربه فلَمَا به الصدع و رتق به الفتق و آمن به السبل و حقن به الدماء و ألف به بين ذوي الإحن والعداوة و الوغر في الصدور و الضغائن الراسخة في القلوب، ثم قبضه الله إليه حميدا و كان من بعده ما كان من التنازع في الإمرة فتولى أبو بكر و بعده عمر ثم تولى عثمان فلما كان من أمره ما عرفتموه أتيتموني فقلتم بايعنا فقلت لا افعل فقلتم بلى فقلت لا و قبضت يدي فبسطتموها و نازعتكم فجذبتموها حتى تداككتم علي تداك الإبل الهيم على حياضها يوم وردها حتى ظننت إنكم قاتلي و ان بعضكم قاتل بعضا فبسطت يدي فبايعتموني مختارين و بايعني في أولكم طلحة و الزبير طائعين غير مكرهين ثم لم يلبثا ان استأذناني في العمرة و الله يعلم انهما أرادا الغدرة فجددت عليهما العهد في الطاعة و ان لا يبغيا الأمة الغوائل فعاهداني ثم لم يفيا لي و نكثا بيعتي و نقضا عهدي فعجبا لهما من انقيادهما لأبي بكر و عمر و خلافهما لي و لست بدون أحد الرجلين و لو شئت ان أقول لقلت، اللهم احكم عليهما بما صنعا في حقي و صغرا من أمري و ظفرني بهما).
و لما نزل أمير المؤمنين(عليه السلام) الربذة لقيه بها آخر الحاج فاجتمعوا ليسمعوا من كلامه ، و هو في خبائه ، قال ابن عباس : فأتيته فوجدته يخصف نعلا فقلت له : نحن إلى ان تصلح امرنا أحوج منا إلى ما تصلح فلم يكلمني حتى فرغ من نعله ثم ضمها إلى صاحبتها و قال لي قومهما، فقلت ليس لهما قيمة ، قال : على ذاك ، قلت : كسر درهم قال : و الله لهما احب إلي من أمركم هذا إلا أن أقيم حقا أو ادفع باطلا، قلت ان الحاج قد اجتمعوا ليسمعوا من كلامك فتأذن لي أن أتكلم فان كان حسنا كان منك و ان كان غير ذلك كان مني قال : لا ، أنا أتكلم، ثم وضع يده على صدري و كان شثن الكفين (خشن) فالمني ثم قام فأخذت بثوبه و قلت نشدتك الله و الرحم ، (كأنه خاف أن يتكلم بما ينفر الحاج) قال : لا تنشدني ثم خرج فاجتمعوا عليه فحمد الله و أثنى عليه ثم قال:
أما بعد فان الله بعث محمدا و ليس في العرب أحد يقرا كتابا و لا يدعي نبوة فساق الناس إلى منجاتهم أما و الله ما زلت في ساقتها ما غيرت ولا بدلت و لا خنت حتى تولت بحذافيرها، ما لي و لقريش أما و الله لقد قاتلتهم كافرين و لأقاتلنهم مفتونين و ان مسيري هذا عن عهد إلي فيه أما و الله لأبقرن الباطل حتى يخرج الحق من خاصرته، ما تنقم منا قريش إلا أن الله اختارنا عليهم فأدخلناهم في حيزنا و انشد :
و أكلك بالزبد المقشرة البجرا أدَمتَ لعمري شربك المحض خالصا
وحطنا دونك الجرد و السمرا ونحن وهبناك العلاء و لم تكن عليا
و سارت عائشة و من معها حتى مروا بماء يدعى الحوأب فنبحتهم كلابه فقالوا أي ماء هذا ؟ قيل هذا ماء الحوأب، فصرخت عائشة بأعلى صوتها ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته ثم قالت و الله صاحبه كلاب الحوأب طرقوا ، ردوني تقولها ثلاثا ، فأناخت و أناخوا حولها يوما وليله فقال لها عبد الله بن الزبير انه كذب، و جاؤوا لها بأربعين رجلا و قيل بخمسين من الأعراب رشوهم فشهدوا ان هذا ليس بماء الحوأب، فقالت سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) يقول كيف بإحداكن إذا نبحتها كلاب الحوأب.
ثم أتوا البصرة وخرجوا لقتال علي(عليه السلام) فلما تراءى الجمعان خرج الزبير على فرس عليه السلاح فقيل لعلي(عليه السلام) هذا الزبير فقال أما إنه أحرى الرجلين إن ذكر الله ان يذكر و خرج طلحة فخرج إليهما علي(عليه السلام) فدنا منهما حتى اختلفت أعناق دوابهم فقال علي(عليه السلام) لعمري لقد أعددتما سلاحا و خيلا و رجالا ان كنتما أعددتما عند الله عذرا فاتقيا الله سبحانه و لا تكونا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا ألم اكن أخاكما في دينكما تحرمان دمي و احرم دماءكما فهل من حدث أحل لكما دمي ، قال طلحة البت الناس على عثمان ، قال علي(عليه السلام) يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون ان الله هو الحق المبين ، يا طلحة تطلب بدم عثمان ؟ فلعن الله قتله عثمان يا طلحة جئت بعرس رسول الله(صلى الله عليه وآله) تقاتل بها و خبأت عرسك أما بايعتني ؟ قال بايعتك والسيف على عنقي، قال الطبري و قال علي للزبير أتطلب مني دم عثمان و أنت قتلته سلط الله على أشدنا عليه اليوم ما يكره ، يا زبير ا تذكر يوم مررت مع رسول الله(صلى الله عليه وآله) في بني غنم فنظر إلى فضحك و ضحكت إليه فقلت لا يدع ابن أبي طالب زهوه فقال لك صه انه ليس به زهو و لتقاتلنه و أنت له ظالم؟ فقال اللهم نعم، و لو ذكرت ما سرت مسيري هذا و الله لا أقاتلك أبدا، فانصرف علي(عليه السلام) إلى أصحابه فقال أما الزبير فقد أعطى الله عهدا ان لا يقاتلكم، و رج
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ljfgkidf.yoo7.com
 
سيرة أمير المؤمنين عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيرة الإمام الحسن عليه السلام
» سيرة الإمام محمد بن على الباقر عليه السلام
» سيرة على ابن الحسين عليهما السلام
» سيرة فاطمة الزهراء عليها السلام
» سيرة الرسول علية أفضل الصلاة و السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدونة شيعة مملكة البحرين :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: