أهالي الشمالية يتساءلون... هل تسمعنا يا وزير الأشغال؟

ومضة قلم

أهالي الشمالية يتساءلون... هل تسمعنا يا وزير الأشغال؟

الأربعاء 03 يوليو 2013

كثيرةٌ هي الوعود التي أطلقتها وزارة الأشغال لتحسين البنية التحتية في المنطقة الشمالية، بالأخص تلك المتعلقة بالصرف الصحيّ. البنية التحتية تشكو نقصا فادحاً على كافة المستويات ومنها الطرق الداخلية في قراها التي تئن من الإهمال منذ سنوات طويلة. ورغم النداءات المتكررة للوزير شخصياً بدراسة أحوال المنطقة ورغم اقتناع المسؤولين بالحاجة الماسة الى إعادة تخطيط المنطقة إلا أنّ الأهالي لم يلمسوا تحركا جديّا أو غيره يزيح عنهم العناء. بل لا يبدو في الأفق حتى اللحظة أي مساعٍ تبدد القلق والمكابدات آناء الليل وأطراف النهار.
لقد بًحّت الأصوات وجفت الأقلام من تكرار إطلاق النداءات المطالبة بوضع حلّ عاجل لواحدة من اعقد المعضلات لديهم وهي تقاطع شارع 35 في سار مع الشارع الرئيسيّ القادم من شارع البديع. انّ حجم المأساة هو في زيادة عدد الحوادث للتقاطع المذكور. اذ من النادر أن يمّر يوم واحد دون ان يقع حادث مروري عليه. قد يذهب الظنّ انّ ما يؤجل الحل هو التكلفة الباهظة للمشروع بيد انّ المطلوب لا يتعدى إجراء إعادة تخطيط لتنظيم المسارات لا غير. المفارقة أنّ الوزارة رغم إدراكها للعلاج وتأكيد مهندسي الطرق والبلدي الشمالي بأنّ التصميمات جاهزة الاّ انّ وقت البدء في المشروع لا يعلمه الاّ الله. الادهي من كل ما سبقت الإشارة اليه انّ الشارع يتعرض لحركة مرور مكثفة طوال النهار وحتى ساعات متأخرة من الليل.
يساور الأهالي الشك بأنّهم ونتيجة لحالة التجاهل والتسويف، بالأخص خدمات الطرق أنّهم خارج دائرة الاهتمام الى الحدّ الذّي لم يعودوا يصدّقون الوعود حتى لو اقسم المسؤولون بأنّ التنفيذ قريب باليوم والساعة.
لعلّ آخر تلك الوعود ما تعهد به وزير الأشغال عصام خلف قبل أشهر لدى استقباله محافظ المحافظة الشمالية وبحث في اللقاء تنفيذ عدد من المشاريع في المحافظة الشمالية إضافة إلى فتح طرق جديدة. إن وزير الأشغال يؤكد في كل مرة يلتقي فيها أهالي المنطقة أنه حريص على التعرف على احتياجات المواطنين والعمل على إيجاد حلول مناسبة لكافة القضايا العاجلة والتأكد من سلاسة سير المشاريع التي تمّ إقرارها بكل منطقة وتذليل الصعاب التي تعترض إتمامها في المواعيد المحددة... لكنّ ما إن تنتهي الاجتماعات حتى يبقى الأهالي على رصيف الانتظار لسنوات دون ان تجد المشاريع الموعودة طريقها إلى التنفيذ!
لا يمكننا ان نتجاهل انّ الأشغال تقوم بين آونة وأخرى بعمليات ترقيعية لبعض الطرق في القرى لكن يغلب عليها الارتجال في التنفيذ وغياب الرقابة والمتابعة اذ بعد أسابيع تعود لحالتها السابقة. الوزارة كما صرح الوزير شخصياً تحرص على القيام بأعمال التطوير من خلال تقرير شهري متكامل يتضمن شرحاً لكافة أعمال الطرق والصرف الصحيّ لكن الملاحظ على الواقع أنها مجرد خدمات على الورق.
بقي ان نذّكر سعادة الوزير بمأساة شارع البديّع - ونعتقد أنّه على علم أكيد بها - إذ أكدّ غير مرة أنّ الوزارة تنوي جعله شارعا بثلاثة مسارات في كل اتجاه بدلاّ من مسارين. الشارع بقي على حالته الكئيبة منذ إنشائه قبل ما ينيف على نصف قرن أو يزيد. ورغم تضاعف أعداد السكان والمستخدمين للشارع بعشرات المرات الاّ انه لم يطرأ عليه اي تطوير من اي شكل!
قد يكون الوضع مقبولاً قبل عشرين سنة أو حتى عشر سنوات نظراً لقلة المركبات لكنه من غير المقبول أن يبقى الحال اليوم في ظلّ تزايد أعداد المركبات والتوسع العمرانيّ.