اصدارات الجديدة: نقل الثورة... تجربة لا تنجح دائما
الكتاب: الديمقراطية ثورة
الكاتب: فواز طرابلسي
الناشر: دار رياض الريس للكتب والنشر
عدد الصفحات: 284 صفحه متوسطة القطع
عرض: جورج جحا
شبكة النبأ: يقول الباحث الاكاديمي اللبناني فواز طرابلسي في كتاب له صدر اخيراً انه قد لا يمكن نقل تجربه معينه تنشا في بلد معين الي بلد اخر وتطبيقها كما طبقت في البلد الاول.
وكان الدكتور طرابلسي يتحدث في هذا الموضوع في كتابه “الديمقراطية ثورة” الذي صدر عن دار رياض الريس للكتب والنشر وجاء في 284 صفحه متوسطة القطع.
وفي فصل من الكتاب عنوانه “التحول الديمقراطي: مقاربه تاريخيه”، قال طرابلسي “الافتراض الموجه الي هذه الدراسة هو ان النظريات والمفاهيم والافكار التي تنشا ضمن وضع قومي، او اقليمي، معين ليست بالضرورة قابله للتطبيق ضمن وضع اخر.
“فعلي رغم ان العديد من المثل والقيم باتت شامله بصرف النظر عن موقع نشوئها الاصلي لا نستطيع القول ان كل نظريه، او مفهوم، او فكره تم انتاجها ضمن مجال نظري محدد – وفي الحالة هذه قيد الدراسة نعني بذلك الغرب – تتمتع بالضرورة بكفاءة التطبيق الشامل قبل اخضاعها للاختبار، او للتحقيق النقدي.
“والواقع ان فكره المجال العام هي فكره تبدو متطابقة مع التجربتين الاوروبية والامريكية الشمالية الي الحد الذي لا يسمح لها بان تكتسب بدهياً قيمه وامكانيه تطبيق شاملتين”.
اضاف الكاتب يقول انه و”لتبديد اي سوء تفاهم اسارع هنا الي الاعراب عن تحفظي بشان مدلولين متضمنين عاده في مقوله كهذه: المدلول الاول هو ان المنهج الذي ينطوي عليه الافتراض والذي يقودنا بشكل اساسي الي تبني مقاربه نقديه تاريخيه ومقاربه لمساله المجال العام لا يعني تبني اي شكل من اشكال جوهريه القومية، او الثقافية”.
وراي طرابلسي ان نشر مؤسسات دوليه افكاراً ومفاهيم وتصويرها علي انها بذلك اضحت عالميه امر ليس صحيحاً. واضاف يقول مكملا كلامه السابق “اما المدلول الثاني فهو ان مجرد الاتيان باية افكار، او مفاهيم، او نظريات ونشرها من قبل مؤسسات دوليه وبالتالي اعتبارها “عالميه” لا يكفي بحد ذاته لجعلها شامله. كما ان ادعاء “العالمية” لا يضفي علي تلك النظريات والمفاهيم صفه من الشمولية”. بحسب رويترز.
وبعد تناول زوايا اخري من المسالة، اورد بعض ما اسماه “ملاحظات اوليه” فقال “يثير القبول السائد دون تمييز في دول الجنوب للكثير من النتاج الفكري المعولم خلال عصر ما بعد الحرب الباردة عدداً من الاسئلة والملاحظات المنهجية. وقد ولدت اساليب المقاربة التي لا تكف عن التحول الي قضايا المنطقة مقاربه تعتمد البدء من الصفر لانتاج المعارف الاجتماعية.
“نجد بالتالي ان الانتاج الفكري يقوم بتغيير مساره مع كل “موضة فكريه” مفروضة عالمياً، مما يؤدي مراراً الي اعاقه اي محاوله للتقويم النقدي “للموضة” السابقة التي تتعرض دوما للانتقاد لكونها اصبحت عتيقه الطراز، او غير مناسبه للتكيف مع التطورات العالمية الجديدة، او النظام العالمي الجديد وتكون النتيجة الحتمية تكرار البدايات دون اي تراكم للمعرفة لان عناصر الواقعية الاجتماعية يعاد تعريفها وتصميمها باستمرار، وبكل بساطه تطلق عليها اسماء جديده”.
وتابع يقول انه بالامكان “متابعه هذه النزعة في جميع مجالات النتاج الفكري عمليا. والمثال المناسب هنا “تقارير التنمية البشرية” الخاصة بالمنطقة والصادرة عن الأمم المتحدة. فتعبير “التنمية البشرية” يحل حالياً محل تعبير “التنمية” بدعوي ان فكره التطور ذاتها قد الغيت من قاموس المجال الاقتصادي وتركت للاسواق غير النظامية ويشار اليها حالياً في افضل الاحوال بالتعبير المتواضع “النمو” ليشمل الثالوث الجديد: الحريه والمعرفة والنوع. وهذا الاستبدال بدل ان يدمج الجدة ضمن مجموعه المشاكل الفعلية للمنطقة، او يتمثل هذه الجدة ضمن جدليته النظرية، غالباً ما يحجب تلك المشاكل بكل بساطه.
“فقد حلت الدراسات التي تتناول الفقر محل الدراسات التي تتناول توزيع الدخل – اقتصرت الدراسات الاخيرة علي دراسات تجري علي مستوي عالمي (المليار الاغنياء ومن تبقي) بعدما بدا الفقر يتحول الي ما يشبه الكارثة الطبيعية، او الوباء.
شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 15/آب/2012 - 26/رمضان/1433