شبكة النبأ: يبدو ان تحويل السلطة في قطر خلال هذه الاونة تحديدا وفي ظل مرحلة حساسة محليا وإقليما ودوليا، ليس تغيير سياسي تلقائي وانما وجود أجندة بالتوافق مع الاسرة الحاكمة لاجتياز هذه المرحلة بتنصيب قيادة شابة براغماتية تمثلت بالشيخ تميم بن حمد ال ثاني نجل الامير السابق، وناهيك عن هدف اخماد ربيع قطر كان وشيك نظرا للاضطرابات الداخلية في قطر ومنطقة الخليج عامة، ومنح تنصيب الأمير الشاب تميم بن حمد آل ثاني أميرا للبلاد بعد تنازل والده عن الحكم فرصة لقطر كي تبدأ بداية جديدة، مع ذلك فمن يعرفون قطر لا يتوقعون أي تحولات جذرية.
إذ يرى الكثير من المحللين السياسيين المتخصصين في شؤون الخليج ان الامير الجديد يمسك بملفات حساسة عدة في السياسة الخارجية وليس من المتوقع ان يتخذ اي قرارات كبرى من دون العودة الى والده، لتحسين الصورة المشوهة إقليما ودوليا بعد ضلعها بالعديد القضايا الخارجية أمام المجتمع الدولي، لذا سيبقي الامير تميم على الخط السياسي لوالده الا انه من المتوقع ان يعتمد اسلوبا اكثر تحفظا على الصعيد السياسة الخارجية، حيث لم يتطرق الى القضية السورية خلال خطابه الاول كأمير للبلاد بعدما كانت ت قطر في عهد الأمير السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من أبرز الداعمين الإقليميين للمعارضة السورية من خلال تزويدها بالدعم العسكري والمالي وبالدعوة إلى إرسال قوة عربية لإسقاط الرئيس السوري بار الأسد إذا أخفقت الجهود الدبلوماسية الدولية.
وفي إطار سياسة قديمة تقوم على الترويج للذات في المحافل الدولية توسطت قطر في وقت سابق في نزاعات تمتد من الصومال إلى لبنان وأصبحت طفل الأسر الخليجية الحاكمة المشاغب باستخدامها قناة الجزيرة التلفزيونية لمهاجمة الحكم الاستبدادي خارج حدودها والترويج لوجهات نظر الاسلاميين.
لكن الهزائم التي لحقت بمقاتلي المعارضة في سوريا وعزل رئيس مصر الاسلامي محمد مرسي في الثالث من يوليو تموز والفشل في استضافة محادثات سلام افغانية مزمعة في يونيو حزيران بدد أحلام الدوحة في أن تصبح وسيطا دوليا ذا ثقل.
فيما يقول منتقدون إن الدولة الغنية المصدرة للغاز أخذت جزاءها ويجب عليها الآن أن تتوخى المزيد من الحذر في الخارج وأن تترك دفة القيادة للسعودية القوة الاقليمية في المنطقة وتركز على أولويات داخلية مثل مشروعات تشييد قبل أن تستضيف كأس العالم لكرة القدم عام 2022،
بينما أثار تولي الشيخ تميم الحكم في يونيو حزيران تكهنات بانه قد يتبنى نهجا أقل محاباة للاسلاميين مع ابتعاد مهندس السياسة الخارجية القطرية الشيخ حمد بن جاسم الذي كان يتمتع بالحيوية والنفوذ عن منصب وزير الخارجية، وفقد الشيخ حمد منصبي رئيس الوزراء ووزير الخارجية في تغيير وزاري عقب تولي تميم حكم البلاد واستبدل برئيس وزراء أقل صيتا عمل سابقا نائبا لوزير الداخلية، واكتسبت فكرة أن قطر ستحد من تحالفها مع الاسلاميين زخما أكبر بعد الكلمة التي ألقاها الشيخ تميم عند تنصيبه يوم 26 يونيو حزيران.
في حين أثار رحيل الشيخ حمد بن جاسم عن الحكومة تكهنات بأن الانتكاسات التي مني بها مقاتلو المعارضة السوريين الذين تسلحهم قطر كان السبب الحقيقي لتنازل الشيخ حمد عن السلطة لولده، وكانت بعض دول الخليج الأخرى تنظر بقلق إلى سياسة قطر الخاصة بتسليح المعارضة السورية، لكن المطلعين على شؤون قطر يقولون إن تنازل الأمير حمد عن السلطة خطط له قبل نحو عامين إن لم يكن قبل ذلك، فأن حاجة الأمير السابق لانتقال سلس للسلطة شكلها على ما يبدو إدراك لتاريخ أسرة آل ثاني المضطرب.
وتولى الشيخ حمد نفسه السلطة في انقلاب على والده الذي جاء أيضا إلى السلطة عبر انقلاب، ونتيجة لذلك أراد الشيخ حمد ترتيب الأمور كي يتاح له أكبر وقت ممكن لتوجيه الأمور في الشهور الأولى لابنه في الحكم ولكي يساعده على تقوية قاعدة سلطته.
لذا تفضي المعطيات آنفة الذكر بأن الامارة الخليجية الصغيرة تحت حكم تميم اضعف مما تبدو، كون قيادة قطر الجديدة لن تحيد آيدولوجية وسياسية والده المتخبطة غير الرصينة، لذا فأن القيادة الفتية قد تصنع تحديات وصراعات محلية ودولية لا تحمد عقباها.
قطر قد تتريث في سياستها الخارجية لكنها لن تحيد عنها
في سياق متصل قد تتبع قطر سياسة خارجية أقل اندفاعا بعد الانتكاسات التي منيت بها في سوريا ومصر لكن من المرجح أن تواصل مساندة ثورات الربيع العربي وتمويل النفوذ الاسلامي لكن بصورة أكثر هدوءا، قدمت الدولة الصغيرة جانبا كبيرا من الدعم للثورات العربية وأثارت مساعدتها لحكم الاخوان المسلمين في مصر قلق الأسر الحاكمة في الدول الخليجية المجاورة التي تعتبر الجماعة تهديدا لها.
ومنح تنصيب الأمير الشاب تميم بن حمد آل ثاني أميرا للبلاد الشهر الماضي بعد تنازل والده عن الحكم فرصة لقطر كي تبدأ بداية جديدة، مع ذلك فمن يعرفون قطر لا يتوقعون أي تحولات جذرية.
يقول غانم نسيبة الخبير في سياسات دول الخليج العربية في كورنر ستون جلوبال أسوسييتس وهي مؤسسة تقدم المشورة في إدارة المخاطر ومقرها المملكة المتحدة "قد يفضلون تغيير السياسة لكنهم في موقف لا يسمح لهم بذلك على الأقل على الفور"، وفي عهد والد الشيخ تمميم الشيخ حمد بن خليفة أقرضت قطر مصر أكثر من سبعة مليارات دولار خلال حكم مرسي الذي استمر عاما وانتهى حينما تحفظ عليه الجيش في مكان غير معلوم.
يقول نسيبة إن الدوحة راهنت على الاخوان المسلمين وبالنسبة للدولة القطرية "من الصعب جدا التراجع الآن حتى لو نصحهم بعض مستشاريهم بذلك"، يضيف نسيبة "التخلي عن الاخوان المسلمين سيدمر شعبيتهم داخل المعسكر الموالي للاخوان في العالم العربي. دخلوا مقامرة ويأملون أن تؤتي ثمارها يوما ما في المستقبل"، وذكر توربيورن سولتفيت كبير المحللين في مابلكروفت وهي شركة لاستشارات المخاطر السياسية مقرها لندن إن قطر "ستقلص على الأرجح من سياستها الخارجية المغامرة لكنني لا أتوقع أن تتخلى عنها تماما"، واستطرد "سيظل من المهم بالنسبة لهم الاحتفاظ بسياسة مستقلة لتمييز أنفسهم عن المملكة العربية السعودية"، وردا على سؤال عن مسار الدبلوماسية في المستقبل قال مسؤول قطري إنه لن يكون هناك تغيير يذكر مضيفا أن البلاد تحتاج للمضي في سياساتها الداخلية والخارجية بالتوازي لمواصلة خدمة مصالحها الوطنية.
كما أشار إلى أن قطر ستواصل تقديم المساعدات العسكرية للمعارضين الذين يقاتلون الرئيس السوري بشار الأسد. وأكد على ضرورة التنسيق مع المجتمع الدولي فيما يخص أي شحنات أسلحة للشعب السوري، وأردف أن قطر تركز على مساعدة كل شعوب المنطقة ولا تحابي طرفا على حساب طرف آخر، وتابع أنه مثلما واصلت الولايات المتحدة مساندة مصر مع وجود الاخوان المسلمين في الحكم فعلت قطر ذلك من أجل الشعب المصري كي يحدد من سيقود بلاده. بحسب رويترز.
لكن يوم 23 يوليو تموز أصدرت قطر بيانا عبرت فيه عن قلقها من استمرار التحفظ على مرسي لتصبح الدولة الخليجية العربية الوحيدة التي تعبر صراحة عن التعاطف مع الرئيس المعزول، وبالنسبة لمتابعي تصريحات الشيخ حمد بن جاسم عندما كان وزيرا للخارجية يبدو هذا الموقف تغريدا مألوفا خارج السرب، في علامة أخرى على أن قطر لم تفقد قدرتها على ابرام الصفقات الاقليمية من المتوقع أن يصل رئيس الائتلاف الوطني السوري إلى الدوحة قريبا لتنسيق امدادات المساعدات، يقول نسيبة إن قطر ستواصل في الوقت الراهن حشد المساندة الشعبية في أنحاء العالم العربي لكنها ستفعل هذا بعيدا عن الأضواء "ستكون الطريقة أكثر هدوءا".
ويرى محللون أن هذا قد يعني انفاقا أقل على الدعم العسكري أو القروض الطارئة أو المنح الكبيرة للدول المفضلة وانفاقا أكبر على المساعدات الانمائية الدولية طويلة الأجل، وقياس الرأي العام في مجتمع محافظ يتكتم خصوصياته ليس بالأمر الهين لكن هناك مؤشرات على أن سياسة خارجية أقل نشاطا لن تصيب القطريين بخيبة الأمل.
وقال مصدر قريب من الأسرة الحاكمة إن كثيرين من المواطنين القطريين يتوقعون أن تلعب بلادهم في نهاية المطاف دورا أكثر تريثا في السياسة الخارجية. وأضاف أن المواطن العادي يريد حياة هادئة فقطر بلد صغير ولا ينبغي أن تقحم نفسها في كل هذا النشاط الخارجي، ولدى الدوحة الكثير من العمل في الداخل. فهي تنوي انفاق 150 مليار دولار قبل كأس العالم وتشيد مطارا وميناء جديدين وتشق المزيد من الطرق فضلا عن التوسع العمراني، وإذ لم تنته هذه المشروعات في الموعد المحدد فقد يعرضها هذا لموقف محرج على الساحة الدولية.
الانتقال السلس للسلطة يخالف الماضي المضطرب
على الصعيد نفسه أراد أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التنازل عن السلطة وهو لا يزال قادرا على مساعدة ابنه الأمير تميم (33 عاما) على تعزيز سلطته ومن ثم يضمن أقل قدر ممكن من الخلاف داخل الأسرة الحاكمة التي لديها سجل طويل من الدسائس.
وفي حين أنه لا يعلم أحد سوى الشيخ حمد نفسه الدوافع الكاملة لتنازله عن السلطة يبدو أن الدافع الرئيسي هو الحاجة إلى الاستقرار داخل أسرة تحكم البلاد منذ أكثر من 130 عاما، تلك هي الصورة التي رسمها دبلوماسيون وآخرون مطلعون على الأوضاع في بلد صعد خلال حكم الشيخ حمد من الظلمة والفقر النسبي ليحتل مكانة عالمية بارزة في مجال المال والدبلوماسية والرياضة والإعلام.
وبموجب نقل السلطة المزمع منذ فترة طويلة وهو أمر نادر في منطقة يظل الحكام فيها عادة في الحكم حتى وفاتهم تنحى الأمير حمد بعد 18 عاما حكم خلالها البلاد ليفسح الطريق لولده الشيخ تميم، وشرح الأمير حمد الذي يلقب رسميا الآن "الأمير الوالد" أسباب تنحيه في كلمة أعلن فيها تنازله عن الحكم قائلا إنه أراد أن "يتولى جيل جديد المسؤولية بطاقاتهم المتوثبة الخلاقة"، ولم يتحدث عن أولويات أخرى ذات صلة، وقال دبلوماسيون إن الأمير السابق يعاني من مشكلات في الكلى وفي حين أن حالته الصحية لم تكن السبب في قراره كان أحد العوامل الرئيسية في تفكيره هو استمرار قدرته على إدارة سياسات البلاد المعقدة.
وقال شبلي تلحمي وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط في جامعة ماريلاند إن تنازل الأمير حمد عن السلطة الذي جاء في وقت تشهد فيه قطر ازدهارا "ينقل السلطة في البلاد لأيدي جيل جديد بأقل قدر من المعارضة بينما يعطي لولده فرصة ذهبية لتعزيز شرعيته ومسوغاته"، وقالت جين كينينمونت وهي خبيرة في شؤون الخليج في معهد تشاتام هاوس البحثي البريطاني "في بلد لا يتم فيه انتقال السلطة بشكل سلس دائما .. ترك السلطة الآن يتيح للوالد المساعدة في الاشراف على خلافة ابنه ومساعدته على بناء قاعدة سلطته داخل الأسرة الحاكمة"، ومضت تقول "الأمير حمد غادر وهو في أوج مجده ... من الواضح أن لديه حسا بالتاريخ والدراما".
وتجربة الشيخ حمد المبكرة في السلطة كانت مضطربة واتسمت بتوترات مستمرة من أجل السيطرة على ماليات الدولة، وأصبح حاكما فعليا في عام 1992 عندما سمح له والده الشيخ خليفة بتعيين حكومة يختار هو أعضاءها وترك له إدارة الشؤون اليومية للبلاد رغم احتفاظ والده بالسلطة النهائية بسيطرته على ماليات الدولة، لكن دب الخلاف بينهما في أوائل عام 1995 عندما حاول الشيخ خليفة دون أن ينجح على ما يبدو استرداد بعضا من سلطاته السابقة والسيطرة على الاقتصاد مرة أخرى، وفي وقت لاحق من ذلك العام أطاح الشيخ حمد بوالده في انقلاب أبيض. وفي أوائل 1996 نجا من محاولة انقلاب نسبها محللون إلى والده الذي كان قد تولى السلطة في انقلاب مماثل عام 1972 عندما أطاح بابن عمه، وظلت المخاوف من تكرار ما حدث في عام 1996 تخيم على البلاد لعدة سنوات أخرى.
والأولوية لدى الأمير السابق الآن على ما يبدو هي مساعدة الشيخ تميم على وضع بصمته دون أن يكون مدينا بالفضل لأي شخصية قوية مثل الشيخ حمد بن جاسم آل خليفة الذي كان مساعدا رئيسيا للأمير حمد، وفقد الشيخ حمد بن جاسم منصبيه كرئيس للوزراء ووزير للخارجية في أول تعديل وزاري يجريه الشيخ تميم في خطوة رأى بعض الدبلوماسيين أن "الأمير الوالد" خطط لها منذ فترة طويلة لابعاد منافس محتمل لسلطة الأمير الشاب. بحسب رويترز.
وقال محللون مطلعون على الأوضاع في قطر إن الأمير السابق أراد أن يمتلك ولده شيئا لم يكن لديه هو قط ألا وهي خبرة تولي السلطة دون أن يكون مقيدا بإحساس بأنه مدين لآخرين، واعتمد الشيخ حمد بدرجة كبيرة على الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي كان وزيرا للخارجية في ذلك الحين وساعده في الاستيلاء على السلطة من خلال حشد التأييد للخطوة بين العائلات القطرية الكبيرة ومن خلال اتصالاته، وحول الشيخ حمد بن جاسم إيرادات صادرات الغاز إلى أصول استثمارية لها تأثير عالمي وهو إنجاز أتاح للأمير قوة اقتصادية لدعم دبلوماسيته الإقليمية النشطة، وقال سعد جبار وهو محام جزائري مطلع بشكل جيد على الشؤون القطرية إن تميم يبدأ عهده دون أن يكون مدينا لأحد، وأضاف أن الشيخ حمد بن جاسم ناجح جدا في الأعمال التجارية وكان يعمل بشكل دائم ويعرف كيف يصوغ اتفاقا. وتابع قوله إن قوته كانت تكمن في أنه يعرف الجميع مضيفا أنه وفر المال في وقت لم يكن لدى الأمير فيه الكثير، وتابع قائلا أن الأمير الجديد يأتي الآن دون أي ديون لأحد ولديه وفرة في المال ولا توجد قيود عليه. وأضاف أن الأمير الوالد ستظل له رؤية وسلطة وسيقف وراء الأمير الجديد وإنه يعتقد أن تلك الرؤية سترشد ولده.
اعادة تشكيل جهاز قطر للاستثمار واستبعاد حمد بن جاسم منه
فقد اصدر امير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد ال ثاني قرارا باعادة تشكيل مجلس ادارة جهاز قطر للاستثمار، وقد استبعد بموجب القرار الجديد رئيس الوزراء القطري السابق الشيخ حمد بن جاسم من نيابة رئاسة الجهاز، وفق ما افادت وكالة الانباء القطرية الرسمية، وياتي استبعاد حمد بن جاسم بعدما خسر منصبه كرئيس للوزراء ووزير للخارجية في الحكومة الجديدة التي شكلها امير قطر الجديد في 26 حزيران/يونيو الفائت غداة توليه منصبه اثر تنحي والده الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني. بحسب فرانس برس.
ونص القرار الاميري على ان يتولى امير قطر بنفسه رئاسة الجهاز وقد عهد بنيابة الرئاسة الى اخيه غير الشقيق الشيخ عبدالله بن حمد ال ثاني رئيس الديوان الاميري، ويضم مجلس ادارة الجهاز الجديد اربعة اعضاء بينهم وفق القرار الاميري وزير المالية علي شريف العمادي ووزير الاقتصاد والتجارة الشيخ أحمد بن جاسم بن محمد آل ثاني، وفي قرار اخر، عين امير قطر أحمد محمد أحمد السيد رئيسا تنفيذيا لجهاز قطر للاستثمار بعدما كان احد اعضاء مجلس الادارة السابق، وتقدر اصول جهاز قطر للاستثمار بما بين 150 و200 مليار دولار.
حيث جاء تعيين أحمد السيد رئيسا تنفيذيا لجهاز قطر للاستثمار صندوق الثروة السيادي دلالة على أنه من المرجح أن يواصل الصندوق خططه الطموحة للاستحواذات الخارجية إذ انه معروف بصلابته وقوته في التفاوض، وأعاد أمير قطر الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تشكيل جهاز قطر للاستثمار وأعفى رئيس الوزراء السابق الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني من منصب الرئيس التنفيذي للجهاز ليحل محله السيد وهو محام كان مسؤولا عن شركة قطر القابضة الذراع الاستثمارية للجهاز.
واستثمر الصندوق الذي تقدر أصوله بما بين 100 و200 مليار دولار ثروة البلاد من إيرادات الغاز الطبيعي في الأعوام الأخيرة في شراء مجموعة من الأصول القيمة من بينها حصص في بورشه الألمانية لصناعة السيارات الرياضية الفاخرة وبنك باركليز البريطاني وبنك كريدي سويس السويسري، وقد تنازل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن السلطة لابنه الشيخ تميم الشهر الماضي وهو ما أثار تكهنات بين المصرفيين ومجتمع الاستثمار بأن الصندوق الذي ينظر إليه باعتباره من أكثر صناديق الاستثمار جرأة في العالم ربما يتخذ اتجاها أكثر حذرا، لكن تعيين السيد يشير إلى عكس ذلك اذ انه أبرم من موقعه السابق كرئيس تنفيذي لشركة قطر القابضة عدة صفقات خارجية كبيرة للصندوق. بحسب رويترز.
وأظهر السيد موقفا صلبا حينما وقف في وجه شركة جلينكور العام الماضي مطالبا بشروط أفضل في صفقة استحواذها على إكستراتا للتعدين، وقال مصرفي في الدوحة له صلات عمل مع الصندوق "أعتقد أنها علامة جيدة من حيث الاستمرارية. فوجود أحمد إضافة إلى إبقاء حسين العبد الله في مجلس الإدارة يشير إلى أن الأنشطة ستمضي كالمعتاد".
وتضع الفايننشال تايمز عنوانا للتحقيق الذي تكتبه عن زوجة أمير قطر السابق وأم الأمير الحالي الشيخة موزة بنت ناصر المسند "الأم الحاكمة للخليج الحديث تبتعد عن دائرة الضوء"، وينطلق التحقيق من غياب اسم الشيخة موزة في أي من الخطابات التي رافقت عملية انتقال السلطة من زوجها حمد بن خليفة آل ثاني الذي بات يسمى بـ "الأمير الأب" إلى ابنها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر الجديد، ولا في التغطية التلفزيونية للمراسم وجموع المبايعين للأمير الجديد.
وعلى الرغم من ذلك، يقول تقرير الصحيفة، كانت الشيخة موزة في قلب هذه الدراما التي دارت داخل القصر الأميري في الدوحة والتي وصلت ذروتها هذا الأسبوع بتسليم زوجها السلطة إلى ابنها، في لحظة غير مسبوقة في التاريخ الحديث للأسر الحاكمة في الخليج.
ويشير التقرير إلى أن هذا التغيير لم يشمل تسليم العرش ابنها، من بين ابناء الشيخ حمد بن خليفة الـ 24 من زوجاته الثلاث، حسب، بل وشمل التخلص من منافسها الرئيس في البلاط القطري رئيس الوزراء القوي الشيخ حمد بن جاسم، وينقل التقرير عن أحد المقربين من الشيخة موزة وصفه للتغير في قطر بأنه (جسد) "حظوتها" بامتياز، أذ ضمنت الشيخة البالغة من العمر 53 عاما شرعية أن تكون "الأم الحاكمة في قطر الحديثة"، ويضيف التقرير أن التغيير في قطر يعني أيضا أن عليها التعود على ظهور أقل بعد أن ظلت لسنوات المرأة الأكثر حضورا في المنطقة. فالشيخ تميم البالغ من العمر 33 عاما سيختار واحدة من زوجتيه كسيدة أولى في البلاد، وينقل التقرير عن الباحث سلمان الشيخ من معهد بروكينغز في الدوحة قوله "أنا واثق من أنها ستبقى أكثر وراء الكواليس، لكن سيكون لها ولزوجها تأثير راسخ في ما يجري".
أمير قطر الجديد سيواصل دعمه للمعارضة
الى ذلك قال ممثل المعارضة السورية في الدوحة إن أمير قطر الجديد سيواصل دعم المعارضة السورية إلى أن يتم إنهاء حكم الرئيس بشار الأسد محاولا التقليل من تكهنات بأن قطر قلصت دورها في دعم المعارضة المسلحة، آو لم يعلن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر الجديد بيانا مفصلا عن أولويات سياسته الخارجية بعد توليه منصبه الشهر الماضي وتوقع بعض المحللين أن تعيد قطر التفكير في دعمها لانتفاضات الربيع العربي.
وقال ممثل الائتلاف الوطني السوري في الدوحة نزار الحراكي لرويترز إن قطر ستواصل دعم الائتلاف على الرغم من تنازل الشيخ حمد عن الحكم، وقال الحراكي في مقابلة هاتفية إنه اجتمع مع الشيخ تميم وهنأه وأكد له أهمية مواصلة الدعم لسوريا وإن الأمير أبلغه بأن قطر ستواصل تقديم الدعم لسوريا، ورفض الحراكي الخوض في تفاصيل بشأن ما إذا كانت قطر ستستمر تحديدا في تقديم الأسلحة لجماعات المعارضة السورية لكنه قال إن عددا من البلدان العربية تقدم دعما عسكريا. وأضاف أنه ليست لديه تفاصيل عن العتاد الذي يرسل للمعارضة، وأضاف أن الدليل على استمرار المساعدات القطرية جاء قبل أيام قليلة عندما قدمت قطر خمسة ملايين دولار للائتلاف الوطني السوري لشراء مستلزمات للمساعدات الإنسانية. بحسب رويترز.
وتابع الحراكي قائلا إن رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا الذي انتخب مؤخرا يعتزم زيارة قطر خلال أيام لتنسيق إمدادات المساعدات، واجتمع الجربا مع ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز في المملكة. ولم تعلن رسميا أي تفاصيل لما دار في الاجتماع، وخلال الأشهر القليلة الماضية فرضت السعودية نفسها باعتبارها القوة الخارجية الرئيسية الداعمة للمعارضة السورية في خطوة قد تحد من نفوذ المقاتلين الإسلاميين المدعومين من قطر، وقال الحراكي ردا على سؤال إنه لا يتوقع أن تسبب زيارة الجربا لقطر أي توتر في العلاقات بين الائتلاف الوطني السوري والسعودية.
شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/تموز/2013 - 21/رمضان/1434