عام 1616م وصل الى بغداد الرحالة الايطالي ( ديللافاليه) ...واعجب بفتاة من عائلة معروفة سلبته عقله اسمها (معاني جويريدة)
و صمم ( ديللا فاليه) على زيارة العائلة مباشرة والتعرف اليهم يقول :
التجأت اولا إلى امها لأني لاحظت أن لديها عطفا كبيرآ علي ..
فوافقت لكن الامر لم ينتهي بعد فعليه أن يتحدث إلى والدها فهو بالرغم من قناعاته انهم يثقون به وبمكانته من خلال عشرات الرسائل والتزكيات والتوصيات الدبلوماسية التي اطلعت عليها العائلة فإنه مطلوب إقناع والدها وكسب وده ورضاه
ورغم ذلك فقد تردد الاب كثيرا لان (معاني) هي كبرى بناته الخمس ويخاف ان تغادر الى البلاد البعيدة.
ويقول (لقد تحير الأب كثيرآ وخشى ان يخطئ في قراره فقبلني ورفضني اكثر من مرة لكنه وافق على مضض اخيرآ)
وبسرعة يهرع إلى شراء متطلبات المهر والزواج ويغدق بالعطاء على عروسه ويتم الزواج البغدادي بينهم في حفل لم ير مثله هذا النبيل الايطالي في حياته.
وخلال رحلاته بعدها تمكن من إقناع زوجته أن تصاحبه الى بلاد فارس.
وعندما كانا مايزالان في هرمز وفي شيراز اخبرته معاني بالخبر السار (انني حامل)
كان ذلك يوم ٢٧تموز عام١٦٢١م وبعد ذلك الفرح والابتهاج بالخبر تصاب زوجته معاني بالحمى وترتفع حرارتها بشكل يؤدي الى اسقاط الجنين.
وتظل حرارتها في صعود حتى انهكت قواها ولم تجد العقاقير المتوفرة نفعا فأسلمت روحها يوم ٣٠ كانون الاول ١٦٢١م وعمرها ثلاثة وعشرون ربيعا.
لكن العاشق يرفض التخلي عن زوجته حتى بعد موتها ...
فقام بتحنيطها بوضع كمية كبيرة من الكافور الهندي في داخل جثمانها وأوصى على صندوق من خشب الصندل المحكم سده بمسامير حديدية كبيرة.
وخلال ترحال جنوني يثير العجب ظل يصطحب الجثمان مدة اربعة اعوام من بلاد فارس الى الهند والبحر العربي والعراق وسوريا حتى أوصلها إلى روما.
وأنزلها بيديه في ضريح الاسرة ..
وقام الرسام الذي يصطحبه الرحالة معه برسم هذه الصورة لمعاني
وهكذا عندما يصل الحب والعشق إلى درجة الجنون حيث حنط زوجته ولم يستطع أن يفارقها.