مدونة شيعة مملكة البحرين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدونة شيعة مملكة البحرين

لماذا .. إشرب الماء وإذكر عطش الحسين؟! ترك استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) عطشانا، لوعة في قلوب مواليه ومحبّيه، اذ أصبحوا يذكرون عطشه مع رؤية كل نهر أو معين عذب، لأن الماء يثير ذكريات عطش يوم الطفّ. قال الإمام الصادق (عليه السلام) عن عطش الحسين (علي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
المراقب العام
المراقب العام
جعفر الخابوري


عدد المساهمات : 733
تاريخ التسجيل : 27/06/2013

صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Empty
مُساهمةموضوع: صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري    صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Emptyالسبت أغسطس 10, 2024 1:46 am

يزيد بن معاوية شارب الخمور والمعلن بالفسوق، وناكح الاُمّهات والأخوات، وقاتل سيّد شباب أهل الجنّة (صلوات الله عليه)، والهاتك لحرمة أهل البيت (عليهم السلام)، ومستبيح المدينة المنورة وحارق الكعبة وقاتل الصحابة والقرَّاء وهاتك أعراض المسلمين.

والحديث عن يزيد حول سوء سيرته وقبح سريرته طويل ، ولكنَّنا نذكر هنا فصلاً مختصراً يُبيِّن شيئاً من حاله :

يزيد بن معاوية موبقة من موبقات معاوية

روى الطبري وابن الأثير ، وابن الجوزي وأبو المحاسن ، وابن أبي الحديد والقندوزي والنويري ، وعبد القادر البغدادي والقاضي التنوخي ، واللفظ للأوّل ، قال :
قال أبو مخنف : عن الصقعب بن زهير ، عن الحسن البصري ، قال : أربع خصال كنَّ في معاوية لو لمْ يكن فيه منهنَّ إلاّ واحدة ، لكانت موبقة : انتزاؤه على هذه الاُمّة بالسفهاء حتّى ابتزَّها أمرها بغير مشورة منهم ، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة ، واستخلافه ابنه بعده سكِّيراً خمِّيراً ، يلبس الحرير ويضرب بالطنابير ، وادِّعاؤه زياداً وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( الولد للفراش وللعاهر الحجر , وقتله حجراً ، ويلاً له من حجر مرّتين ! ))(1) .
ورُوي عن الشافعي أنّه أسرَّ إلى الربيع أنْ لا يقبل شهادة أربعة ، وهم : معاوية وعمرو بن العاص ، والمغيرة وزياد(2) .
وقال عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي :

وروى الزبير بن بكار في الموفقيّات ، ورواه جميع الناس ممّن عني بنقل الآثار والسير ، عن الحسن البصري : أربع خصال كنَّ في معاوية لو لمْ يكن فيه إلاّ واحدة منهن لكانت موبقة : انتزاؤه على هذه الاُمّة بالسفهاء حتّى ابتزَّها أمرها بغير مشورة منهم ، وفيهم بقايا الصحابة وذوو الفضيلة ، واستخلافه بعده ابنه يزيد سكِّيراً خمِّيراً ، يلبس الحرير ويضرب بالطنابير ، وادِّعاؤه زياداً وقد قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( الولد للفراش وللعاهر الحجر ، وقتله حجر بن عدي وأصحابه ، فيا ويله من حجر وأصحاب حجر ! ))(3) .

يزيد أوَّل من سنّ الملاهي في الإسلام
قال الأصفهاني :
وقال : كان يزيد بن معاوية أوَّل من سنَّ الملاهي في الإسلام من الخلفاء ، وآوى المغنِّين وأظهر الفتك ، وشرب الخمر . وكان ينادم عليها سرجون النصراني مولاه ، والأخطل الشاعر النصراني . وكان يأتيه من المغنّين سائب خاثر فيُقيم عنده فيخلع عليه . . .(4) .
وقال البلاذري :
كان يزيد بن معاوية أوَّل من أظهر شرب الشراب ، والاستهتار بالغناء والصيد ، واتّخاذ القيان والغلمان ، والتفكُّه بما يضحك منه المترفون من القرود والمعاقرة بالكلاب والديكة(5) .

ما فعله مع أهل البيت (عليهم السلام) على سبيل الاختصار(6)
ذكر في كتاب المقتل : ما فعله يزيد بأهل البيت (عليهم السلام) ، ونذكر هنا شيئاً يسيراً من ذلك :
قال أبو الفرج ابن الجوزي :
قلت : ليس العجب من فعل عمر بن سعد ، وعبيد الله بن زياد بما صنعوا وأتوا إلى أهل بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من عظيم الإجرام ، وإنّما العجب من خذلان يزيد ، وضربه بالقضيب على ثنية الحسين (عليه السلام) ، وإعادته رأسه الشريف إلى المدينة ، وقد تغيَّرت ريحه لبلوغه(7) الغرض الفاسد ، أفيجوز أنْ يفعل هذا بالخوارج ؟ أو ليس في الشرع أنّهم يُصلَّى عليهم ويدفنون ؟!
أمّا قوله يزيد : لي أنْ أهبهم ، فأمر لا يقع لفاعله ومعتقده إلاّ اللعنة !
ولو أنّه احترم الرأس حين وصوله إليه وصلَّى عليه ، ولمْ يتركه في طست ولمْ يضربه بقضيب ما الذي كان يضرُّه ، وقد حصل مقصوده من القتل ؟
لكن أحقاد جاهليّة ، ودليلها ما تقدَّم من إنشاده [ شعر ابن الزبعرى ] :
ليت أشياخي ببدر شهدوا . . . . . . . . . . . . .(Cool
وتعرَّض سبط ابن الجوزي في تذكرته إلى ما ذكره جدُّه ، فقال :
وقال جدِّي : ليس العجب من قتال ابن زياد الحسين (عليه السلام) ، وتسليطه عمر بن سعد على قتله والشمر ، وحمل الرؤوس إليه ، وإنّما العجب من خذلان يزيد وضربه بالقضيب ثناياه ، وحمل آل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) سبايا على أقتاب الجمال ، وعزمه على أنْ يدفع فاطمة بنت الحسين(عليه السلام) إلى الرجل الذي طلبها ، وإنشاده أبيات ابن الزبعرى :
ليت أشياخي ببدر شهدوا . . . . . . . . . . . . . .
وردِّه الرأس إلى المدينة ، وقد ظن أنّه تغيَّر ريحه(9) ، وما كان مقصوده إلا الفضيحة وإظهار رائحة الرأس ، أفيجوز أن يفعل هذا بالخوارج ؟ أليس بإجماع المسلمين أن الخوارج والبغاة يكفنون ويصلى عليهم ويدفنون ؟ وكذا قول يزيد : لي أنْ أسبيكم لمَّا طلب الرجل فاطمة بنت الحسين (عليهما السلام) ، وهذا قول لا يقنع لقائله وفاعله باللعنة ، ولو لمْ يكن في قلبه أحقاد جاهليّة ، وأضغان بدرّيّة لَاحترم الرأس لمَّا وصل إليه ، ولمْ يضربه بالقضيب ، وكفَّنه ودفنه ، وأحسن إلى آل رسول الله (صلّى الله عليه وآله)(10) .

يزيد بن معاوية قاتل الإمام الحسين (عليه السلام)
إنّ لكلِّ حزب أنصاراً ، ولكلِّ رئيس أعوان يتبعونه ويسيرون على نهجه ، وقد سخَّر الشيطان حزباً ليزيد بن معاوية ، يسيرون على نهجه ويمدحونه ، ويذبُّون عنه كي لا يمسّ بكلمة سوء ، فأخذت ثلَّة على نفسها الدفاع عنه وتبرئة ساحته ، وكلّ بحسب طاقته وقربه من سيّده ومولاه يزيد بن معاوية ، وهؤلاء أرادوا نصرة أعداء الدين ، ومعاداة أنصاره .
قال سبط ابن الجوزي :
وقال جدِّي : وصنَّف القاضي أبو يعلى كتاباً ذكر فيه بيان مَن يستحقّ اللعن ، وذكر منهم يزيد . وقال في الكتاب المذكور : الممتنع من جواز لعن يزيد إمَّا أنْ يكون غير عالم بذلك ، أو منافقاً يُريد أنْ يوهم بذلك ، وربما استفز ـ استغرـ الجهّال بقوله (صلّى الله عليه وآله) : (( المؤمن لا يكون لعَّاناً )) .
قال القاضي : وهذا محمول على مَن لا يستحقّ اللعن(11) .
ونذكر أقوال بعض مَن صرَّح بقتل يزيد بن معاوية (لعنه الله) الإمام الحسين (عليه السلام) :

قول ابن عبّاس
روى الفسوي جواب ابن عبّاس (قدّس سرّه) لكتاب يزيد بن معاوية مخاطباً له قائلاً :
... وقد قتلت حسيناً (ع) وفتيان عبد المطلب ، مصابيح الهدى ونجوم الأعلام ، غادرتهم خيولك بأمرك في صعيد واحد ، مزمَّلين بالدماء ، مسلوبين بالعراء ، لا مكفَّنين ولا موسَّدين ، تسفو عليهم الرياح ، وتنتابهم عرج الضباع ، حتّى أتاح الله عزَّ وجلَّ لهم بقوم لمْ يشركوا في دمائهم ، كفَّنوهم وأجنُّوهم ، وبي وبهم والله عززت ، وجلست مجلسك الذي جلست .
فما أنسى من الأشياء فلست بناسٍ إطرادك حسيناً (ع) من حرم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى حرم الله عزَّ وجلَّ ، وتسييرك إليه الرجال لقتله في الحرم ، فما زلت بذلك وعلى ذلك حتّى أشخصته من مكّة إلى العراق ، فخرج خائفاً يترقَّب ، فتزلزلت به خيلك عداوة منك لله عزَّ وجلَّ ولرسوله (صلّى الله عليه وآله) ولأهل بيته (عليهم السلام) ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيراً ، أولئك لا كآبائك الجلاف الجفاة أكباد الحمير ، فطلب إليكم الموادعة ، وسألكم الرجعة ، فاغتنمتم قلَّة أنصاره واستئصال أهل بيته ، فتعاونتم عليه ، كأنّكم قتلتم أهل بيت من الترك(12) .

قول المعتضد الخليفة العبّاسي :
فقد تكلَّم في ذمِّ بني اُميّة حتّى وصل إلى يزيد بن معاوية وذكر فيه ما ذكر ، فقال :
ثمّ من أغلظ ما انتهك وأعظم ما اخترم سفكه دم الحسين بن عليّ (عليه السلام) وابن فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، مع موقعه من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، ومكانه منه ومنزلته من الدين والفضل ، وشهادة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) له ولأخيه بسيّدة شباب أهل الجنة ، اجتراء على الله وكفراً بدينه ، وعداوة لرسوله ، ومجاهدة لعترته ، واستهانة بحرمته ، فكأنّما يقتل به وبأهل بيته قوماً من كفار أهل الترك والديلم ، لا يخاف من الله نقمة ، ولا يرقب منه سطوة ، فبتر الله عمره ، واجتثَّ أصله وفرعه ، وسلبه ما تحت يده ، وأعدَّ له من عذابه وعقوبته ما استحقه من الله بمعصيته . . .(13)

قول معاوية بن يزيد
ذكر اليعقوبي والدميري ، وابن حجر الهيتمي والقندوزي، واللفظ للأوّل :
فخطب معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، قائلاً . . . ثمّ ، قلَّد أبي وكان غير خليق للخير ، فركب هواه ، واستحسن خطأه ، وعظم رجاؤه ، فأخلفه الأمل ، وقصر عنه الأجل ، فقلَّت منعته ، وانقطعت مدَّته ، وصار في حفرته رهناً بذنبه ، وأسيراً بجرمه .
ثمّ بكى ، وقال : إنّ أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه وقبح منقلبه ، وقد قتل عترة الرسول ، وأباح الحرمة وحرق الكعبة ، وما أنا المتقلِّد أموركم ، ولا المتحمِّل تبعاتكم ، فشأنكم أمركم ، فوالله ، لئن كانت الدنيا مغنماً لقد نلنا منها حظاً ، وإنْ تكن شرّاً فحسب آل أبي سفيان ما أصابوا منها(14) .

قول أحمد بن حنبل
قال محمّد رضا : وقال الإمام ابن حنبل بكفر يزيد، ونقل صالح بن أحمد بن حنبل رضي الله عنهما، قال: قلت لأبي: يا أبت! أتلعن يزيد؟ فقال: يا بنيَّ! كيف لا نلعن من لعنه الله تعالى في ثلاث آيات من كتابه العزيز، في الرعد والقتال والأحزاب، قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ )(15) . وأيُّ قطيعة أفظع من قطيعته (صلَّّى الله عليه وآله) في ابن بنته الزهراء ؟ وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا )(16) . وأيُّ أذية له (صلّى الله عليه وآله) فوق قتل ابن بنته الزهراء؟ وقال تعالى: ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ )(17) . وهل بعد قتل الحسين (عليه السلام) إفساد في الأرض أو قطيعة للأرحام ؟(18) .

قول الشهاب الآلوسي
قال الآلوسي بعدما ذكر المباني في اللعن :
وعلى هذا القول لا توقُّف في لعن يزيد ؛ لكثرة أوصافه الخبيثة ، وارتكابه الكبائر في جميع أيّام تكليفه ، ويكفي ما فعله أيّام استيلائه بأهل المدينة ومكّة . فقد روى الطبراني بسند حسن : اللهمّ ، مَن ظلم أهل المدينة وأخافهم فأخفه وعليه (لعنة الله) والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل منه صرف ولا عدل ) والطامَّة الكبرى ما فعله بأهل البيت(عليهم السلام) ، ورضاه بقتل الحسين (عليه السلام) على جدِّه و(عليه الصلاة والسلام) واستبشاره بذلك ، وإهانته لأهل بيته ممّا تواتر معناه وإنْ كانت تفاصيله آحاداً(19) .

قول ابن الجوزي
وقال المنّاوي :
قِيل لابن الجوزي ، وهو على كرسي الوعظ : كيف يُقال : يزيد قتل الحسين (عليه السلام) وهو بدمشق ، والحسين (عليه السلام) بالعراق ؟ فقال :
سهمٌ أَصَابَ وراميه بـذي سَلَـمٍ مَنْ بالعراقِ لقد أبعدتَ مَرْمَاكا(20)

قول التفتازاني
وقال المنّاوي :
قال التفتازاني : الحقّ أنّ رضى يزيد بقتل الحسين (عليه السلام) وإهانته أهل البيت (عليهم السلام) ممّا تواتر معناه ، وإنْ كان تفاصيله آحاداً ، فنحن لا نتوقَّف في شأنه بل في إيمانه (لعنة الله عليه) وعلى أنصاره وأعوانه .
قال الزين العراقي ، وقوله : بل في إيمانه ، أي : بل لا يتوقَّف في عدم إيمانه بقرينة ما قبله وما بعده(21) .

قول الذهبي
قال الذهبي وكان ناصبياً ، فظاً غليظاً ، جلفاً ، يتناول المسكر ، ويفعل المنكر ، افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين (عليه السلام) ، واختتمها بواقعة الحرّة ، فمقته الناس ، ولمْ يبارك في عمره ، وخرج عليه غير واحد بعد الحسين (عليه السلام) كأهل المدينة قاموا لله ، وكمرداس بن أدية الحنظلي البصري ، ونافع بن الأزرق(22) .

قول الجاحظ
قال الجاحظ :
إنّ الجرائم التي ارتكبها يزيد من قتله للإمام الحسين (عليه السلام) وإخافته لأهل المدينة ، وخرابه الكعبة وأسره لبنات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وضربه ثنايا الحسين (عليه السلام) بالعصا ، ألاَ تُعدُّ دليلاً على قساوته وعداوته وكرهه وحقده وعناده ونفاقه ، أمْ أنّها تدلّ على محبته وإخلاصه للنبيّ (صلّى الله عليه وآله) وآله عليهم السلام ؟!
ثمّ إنّه قال : وعلى أيِّ حال فهذه الأعمال مصداق لفسقه وضلاله ، فهو فاسق ملعون ، وكلُّ مَن منع من لعنه فهو ملعون(23) .
وقال أيضاً :
ثمّ الذي كان من يزيد ابنه ومن عُمَّاله وأهل نُصرته ، ثمّ غزو مكّة ، ورمي الكعبة ، واستباحة المدينة ، وقتل الحسين (عليه السلام) في أكثر أهل بيته ، مصابيح الظلام ، وأوتاد الإسلام ، بعد الذي أعطى من نفسه من تفريق أتْباعه ، والرجوع إلى داره وحرمه ، أوالذَّهاب في الأرض حتّى لا يُحسَّ به ، أو المقام حيث أمر به، فأبوا إلاّ قَتْله والنُّزول على حكمهم ، وسواء قتل نفسه بيده ، أو أسلمها إلى عدوِّه وخيَّر فيها مَن لا يبرد غليله إلاّ بُشرْب دمه(24) .

قول المناوي
قال المناوي :
ومن مجازفات بن العربي أنّه . . . ألَّف كتابًا في شأن مولانا الحسين (ع) ، وأخزى شانئه ، زعم فيه : أنّ يزيد قتله بحقٍّ بسيف جدِّه ، نعوذ بالله من الخذلان . . .(25) .
وغير هؤلاء الكثير الكثير من صرَّحوا بقتل يزيد (لعنه الله) للإمام الحسين (عليه السلام) .
تقريبه ابن زياد لقتله الإمام الحسين (عليه السلام)

قال المسعودي :
وكان يزيد صاحب طرب وجوارح ، وكلاب وقرود وفهود ومنادمة على الشراب . وجلس ذات يوم على شرابه وعن يمينه ابن زياد ، وذلك بعد قتل الحسين (عليه السلام) ، فأقبل على ساقيه فقال :
اسقني شربةً تروِّي مشاشي ثمّ مِلْ فاسقِ مِثْلَها ابنَ زيادِ
صاحبَ السرِّ والأمانةِ عندي ولـتسديدِ مـغنمي وجهادي
ثمّ أمر المغنين فغنَّوا به(26) .
وقال سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص :
قلت : والذي يدلّ على هذا(27) أنّه استدعى ابن زياد إليه ، وأعطاه أموالاً كثيرة ، وتحفاً عظيمة وقرَّب مجلسه ، ورفع منزلته وأدخله على نسائه ، وجعله نديمه وسكر ليلة ، وقال للمغنّي : غَنِّ . ثمّ قال يزيد بديهيّاً :
اسقني شربةً تروِّي فؤادي ثمّ مِلْ فاسقِ مِثْلَها ابنَ زيادِ
صاحبَ السرِّ والأمانةِ عندي ولـتسديدِ مغنمي وجهادي
قاتِلَ الخارجيِّ أعني حسيناً ومبيدَ الأعداءِ والحسادِ(28)
وقال الشبراوي :
قال أبو الفضل : وبعد أنْ وصل الرأس الشريف إلى دمشق ، وُضع في طست بين يدي يزيد ، وصار يضرب ثناياه الشريفة بقضيب ، ثمّ أمر بصلبه فصلب ثلاثة أيّام بدمشق . وشكر لابن زياد صنيعه ، وبالغ في إكرامه ورفعته ، حتّى صار يدخل على نسائه ، ثمّ ترك الرأس الشريف بعد صلبه في خزانة السلاح . . .(29) .

أمره بزيادة عطاء قتلة الإمام الحسين (عليه السلام)
روى البلاذري ، قال :
وحدَّثني العمري ، عن الهيثم بن عدي ، عن مجالد بن سعيد قال : كتب يزيد إلى ابن زياد : أمَّا بعد ، فزدْ أهل الكوفة أهل السمع والطاعة في عطيَّاتهم مئة مئة(30) .

ما فعله في واقعة الحرّة
وصية معاوية لابنه يزيد في أهل المدينة
روى ابن عساكر والهيثمي ، واللفظ للأوّل ، قال :
أنبأنا أبو عليّ الحداد ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة ، أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني ، حدَّثنا عليّ بن المبارك الصنعاني ، حدَّثنا زيد بن المبارك ، حدَّثني عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ، أخبرني محمّد بن سعيد ـ يعني : ابن رمانة ـ(31) : أنّ معاوية لمَّا حضره الموت ، قال ليزيد بن معاوية : قد وطَّأت لك البلاد ، وفرشت لك الناس ، ولست أخاف عليك إلاّ أهل الحجاز ، فإنّ رابك منهم ريبة فوجِّه إليهم مسلم بن عقبة المرّي ؛ فإنّي قد جرَّبته غير مرّة ، فلمْ أجد له مثلاً في طاعته ونصيحته .
فلمَّا جاء يزيد بن معاوية خلاف ابن الزبير ودعاؤه إلى نفسه دعا مسلم بن عقبة المرّي ، وقد أصابه الفالج ، فقال : إنّ أمير المؤمنين عهد إليَّ في مرضه إنْ رابني من أهل الحجاز ريب أنْ أوجِّهك إليهم ، وقد رابني ، فقال : إنّي كما ظنّ أمير المؤمنين ، اعقد لي وعبِّء الجيوش .
قال : فورد المدينة فأباحها ثلاثةً ، ثمّ دعاهم إلى بيعة يزيد على أنّهم أعبد قنٌّ في طاعة الله ومعصيته ، فأجابوه إلى ذلك إلاّ رجلاً واحداً(32) من قريش اُمّه اُم ولد ، فقال له : بايع ليزيد على أنّك عبد في طاعة الله ومعصيته . قال : لا بل في طاعة الله . فأبى أنْ يقبل ذلك منه وقتله ، فأقسمت اُمُّه قسماً لئن أمكنها الله من مسلم حيّاً أو ميّتاً أنْ تحرقه بالنار .
قال : فلمَّا خرج مسلم من المدينة اشتدَّت علَّته فمات ، فخرجت اُم القرشي بأعبدٍ لها إلى قبر مسلم ، فأمرت به أنْ يُنبش من عند رأسه ، فلمَّا وصلوا إليه إذا بثعبان قد التوى على عنقه قابضاً بأرنبة أنفه يمصُّها .
قال : فكاع القوم عنه ، وقالوا : يا مولاتنا ، انصرفي قد كفاك الله شرَّه . وأخبروها الخبر ، قالت : لا ، أوافي الله بما وعدته ، ثمّ قالت : انبشوا من عند الرجلين ، فنبشوا فإذا الثعبان لاوي ذنبه برجليه .
قال : فتنحَّت فصلت ركعتين ، ثمّ قالت : اللهمّ ، إنْ كنت تعلم أنّي إنّما غضبت على مسلم بن عقبة اليوم لك ، فخلِّ بيني وبينه .
قال : ثمّ تناولت عوداً ، فمضت في ذنب الثعبان ، فحرَّكته فانسلَّ من مؤخَّر رأسه فخرج من القبر ، ثمّ أمرت به ، فأخرج وأحرق بالنار .
قال الهيثمي : رواه الطبراني ، وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري ، ضعَّفه أبو زرعة ووثقه ابن حبّان وغيره ، وابن رمانة لمْ أعرفه(33) .
أقول : ومحمّد بن سعيد بن رمانة : ذكره ابن حبّان في الثقات(34) ، وهو من رجال البخاري أيضاً(35) .

ما ذكره الزرقاني والعاصمي من عدد جيش الشام وقتله الصحابة وفضِّه الأبكار . . . و . . . ومسح دم الافتضاض بالقرآن الكريم !
قال الزرقاني والسيوطي ، واللفظ للأوّل :
ويوم الحرَّة ـ بفتح الحاء المهملة والراء المشدّدة أرض ذات حجارة سود ، كأنّها أُحرقت بالنار بظاهر المدينة ـ كانت به الوقعة بين أهلها وبين عسكر يزيد بن معاوية، وهو سبع وعشرون ألف فارس وخمسة عشر ألف راجل ، سنة ثلاث وستّين ، بسبب خلع أهل المدينة يزيد ، وولَّوا على قريش عبد الله بن مطيع ، وعلى الأنصار عبد الله بن حنظلة ، وأخرجوا عامل يزيد عثمان بن محمّد بن أبي سفيان من بين أظهرهم ، فأباح مسلم بن عقبة أمير جيش يزيد المدينة ثلاثة أيّام ، يقتلون ويأخذون النهب ، ووقعوا على النساء حتّى قِيل : حملت في تلك الأيّام ألف امرأة بغير زوج ، وافتض فيها ألف عذراء ، وبلغت القتلى من وجوه الناس سبعمئة من قريش والأنصار ، ومن الموالي وغيرهم من نساء وصبيان وعبيد عشرة آلاف .
وقِيل : قُتل من القرّاء سبعمئة ، ثمّ أخذ عقبة عليهم البيعة ليزيد على أنّهم عبيده إنْ شاء عتق وإنْ شاء قتل .
وفي البخاري عن سعيد بن المسيّب : أنّ هذه الوقعة لمْ تبقَ من أصحاب الحديبيّة أحداً ، ثمّ سار إلى قتال ابن الزبير بمكّة ، فمات بقديد واستخلف على الجيش حصين بن نمير بعهد يزيد إليه(36) .
وقال العاصمي الشافعي :
وقُتل في ذلك اليوم من وجوه المهاجرين والأنصار ألف وسبعمئة رجل ، وقِيل : من أخلاط الناس عشرة آلاف ، سوى النساء والصبيان ، ونهبوا وأفسدوا ، واستحلّوا الحرم في مسجده (عليه الصلاة والسلام) ولمْ يبقَ في المسجد إلاّ سعيد بن المسيّب ، جعل نفسه ولهاناً خبلاً فتركوه ، وكان يقول : كنت أسمع عند مواقيت الصلاة همهمة من الحجرة المطهرة ، وافتضّ فيها ألف عذراء ، وإنْ مفتضَّها فعل ذلك أمام الوجه الشريف ، والتمس ما يمسح به الدم فلمْ يجد ففتح مصحفاً قريباً منه ، ثمّ أخذ من أوراقه ورقة فمسح به الدم . نعوذ بالله ما هذا ! إلاّ صريح الكفر وأنتنه(37) .
وقال سبط بن الجوزي وجدُّه ، واللفظ للأوّل ، قال :
وذكر المدائني في كتاب الحرّة عن الزهري ، قال : كان القتلى يوم الحرّة سبعمئة من وجوه الناس : قريش والأنصار والمهاجرين ووجوه الموالي ؛ وأمَّا مَن لمْ يُعرف من عبد أو حرّ أو امرأة فعشرة آلاف ، وخاض الناس في الدماء حتّى وصلت الدماء إلى قبر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وامتلأت الروضة والمسجد(38) .
قال مجاهد : التجأ الناس إلى حجرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومنبره والسيف يعمل فيهم ، وكانت واقعة الحرّة سنة ثلاثة وستين في ذي الحجة، فكان بينها وبين موت يزيد ثلاثة أشهر، ما أمهله الله بل أخذه أخذ القرى(39) ، وهي ظالمة ، وظهرت فيه الآثار النبويّة والإشارات المحمّديّة(40)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ljfgkidf.yoo7.com
 
صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدونة شيعة مملكة البحرين :: محمد علي جعفر الخابوري-
انتقل الى: