الآثار السيكولوجية للإنجاب
عبدالكريم العامري
شبكة النبأ: ان السعي الحثيث لإقامة حياة زوجية سليمة هو مظهر من مظاهر الأبوة وهذا الميل في سبيل اشباعه يحتل لدى الشاب أو الشابة نسبة لا يستهان بها من تفكيره وتخطيطه وأحلام يقظته لا سيما إذا قارب نهاية العقد الثالث من عمره. ثم ان انتظار الزواج والسعي له وترقب قدومه القريب عامل سعادة لأن انتظار حياة السعادة هو سعادة ايضا. لذ فإن حياة الاباحية فيها ضياع للأبوة المشروعة الشريفة الهادفة، كما فيها ضياع نفسي، لأن الزواج حياة نفسية اجتماعية مستقرة وكريمة وواضحة.
ان الرغبة في انجاب الاطفال ثم انجابهم فعلا مظهر رئيسي من مظاهر الأبوة والأمومة. الاحساس الوالدي ينمو لدى الإنسان وقد قارب الخامسة والعشرين من عمره، ثم يشتد بعد الزواج. فانجاب الأطفال ثمرة رئيسية للحياة الزوجية..كما يهدف الى بقاء النوع الإنساني فانه يقيم لحمة دموية عضوية نفسية بين الزوجين حين يساهمان معا في انجاب حياة جديدة ترتبط بهما رباطا أبديا.
لذلك، لإنجاب الذرية آثار ايجابية في نفسية الفرد وبناء الجماعة كما يلي:
1ـ الانجاب دليل السلامة العضوية في الأبوة والأمومة: فالحياة الزوجية وسيلة لغاية، فإذا لم تثمر كانت في نظر الفطرة الإنسانية الالهية عبثا ـ فالأثر النبوي يؤكد الترابط النسبي بين الزواج والنسل: (تناكحوا تناسلوا) وكمال الرجولة والانوثة في الانجاب.
2ـ الانجاب امتداد لحياة الزوجين: فالذرية جزء من أبويها، لأن الوليد انما يتم في مساهمة 50% من كيانه الأولى من أمه عن طريق أصولها. كذلك 50% من أبيه وأصول أبيه في التقاء الحيوان المنوي بالبويضة.
3ـ الانجاب صلة دموية جسمية ونفسية دائمة تشير الى ارتباط الوالدين: هذه الصلة تبقى ولو تعرضت الزوجية نفسها الى الزوال. فالأم تبقى والدة للأنجال. كذلك الأب يبقى والدا لهم أيضا ولو تفرقا.
4ـ كذلك الانجاب طريق لبقاء الأمة وصيانة لحياة المجتمع: لقد تصور بعض العلماء لو أن مجتمعا حرم الانجاب ثلاثين سنة لقضى على نفسه قضاء كاملا.
5ـ أيضا الانجاب ثروة إنسانية لا تقدر بثمن: إذا كان الانجاب في مستواه الكمي والكيفي معا وفي بيئة تستوعب ذلك. فالأمة كثيرا ما تنال عزتها بكثرة سكانها المتعلمين العاملين المتقدمين، ولنتصور أمة تعداد سكانها مئات الملايين، وأمة أخرى الى جوارها عشرات الآلاف، أو آحاد ن الملايين.
6ـ يرى الفكر الغربي أن زيادة الانجاب يسبب عبئا اقتصاديا على الأسر ذات الدخل المحدود لارتفاع تكاليف المعيشة المادية.
بيد أن الأمر يختلف في مجتمعنا العراقي والعربي حيث نؤمن ان لكل فرد حي رزقه الخاص به بالاضافة الى أن العراق والوطن العربي يزخر بخيرات وفيرة في باطن أرضه وعلى سطحها تنتظر العقول العلمية التي تستفيد منها وتنتظر الأيدي العاملة لتحقيق الرخاء.
7ـ يرى بعض الباحثين أن كثرة الانجاب قد يكون أحيانا مثارا لمشكلات دائمة متجددة بين الوالدين وذلك فيما يلي:
أـ حين لا يكونان ناضجين انفعاليا واجتماعيا كأن تزوجا صغيرين.
ب ـ حين يتبعان اسلوبا خاطئا في التربية لأبنائهما فكلما كبروا سنا أو زادوا عددا كبرت المشكلات وزادت في حجمها النفسي والاجتماعي.
ج ـ حين لا تكون للوالدين سياسة تربوية واحدة ومنسجمة ويتصل بذلك إذا كان الخلاف قائما حول جنس الانجاب المرغوب ذكرا أم أنثى، أو الخلاف على ترتيب القدوم ذكرا بكرا أم أنثى أو آخر العنقود من أحدهما.
8. من ايجابيات الانجاب أنه عامل تجديد نفسي في الحياة الاجتماعية بين الزوجين. فكلما قاربت حياتهما أن يصيبها نوع من الفتور جاء وليد جديد ليجددها ولينعشها. كما أن حياة الزوجين عموما بعد الانجاب لا تتمركز حول شخصيتهما أو ما بينهما من فروق أو خلاف بل تتوجه في أكثر نشاطاتها نحو رعاية الانجال وتأمين الرخاء والسعادة للأسرة جميعا.
9ـ حين نعتبر الزواج تقاربا ورباطا بالمصاهرة بين أسرتين، فان الانجاب تعميق لتلك الصلة بروابط الارحام فيما بين مثلا العمومة وأبنائها والخؤولة وأبنائها من الجنسين. هذا ما يزيد المجتمع ترابطا وتماسكا ليصبح أسرة كبرى.
شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/تشرين الأول/2012 - 2/ذو االحجة/1433